🕥 34-分钟读取

آخر رجال آل الأسد - 4

总字数为 4463
唯一单词总数为 2079
17.1 个单词位于 2000 个最常用单词中
27.6 个单词位于 5000 个最常用单词中
33.1 个单词位于 8000 个最常用单词中
每个条形代表每 1000 个最常用单词中的单词百分比。
  ‫خضر‪ :‬توقعنا أن أيخذ احلكم من أخيه األهبل‪ ..‬ويدير البلد منذ زمن طويل‪..‬‬
  ‫أو على األقل يظهر وخيطب ابجلنود وابلناس‪.‬‬
  ‫أبو حسني‪ :‬هل يعقل أن يكون أخرساً؟‬
  
  ‫أبو علي‪ :‬رمبا‪ ..‬مل نسمع صوته وال مرة‪.‬‬
  ‫خضر‪ :‬أو يكون جباانً‪ ..‬ال جيرؤ على الوقوف أمام الكامريا‪.‬‬
  ‫حيدر‪ :‬دعوان ننسى هذه األايم السوداء ونتذكر أايم عزان اخلالية‪.‬‬
  ‫خضر‪ :‬بشرفك اذكر قصتك مع املرأة احللبية‪ ..‬وهللا لو أمسعها مئة مرة ال أمل‬
  ‫منها‪.‬‬
  ‫تعالت أصوات الضحك والتأييد ‪ :‬هيا اي حيدر ‪.‬‬
  ‫وملؤوا كئوسهم استعداداً لسماع القصة‪.‬‬
  
  ‫‪85‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫حيدر ‪ :‬هذه القصة حصلت قبل عدة سنوات أثناء اقتحامنا ألحد أحياء‬
  ‫حلب الثرية‪ ،‬دخلنا أحد املنازل‪ ،‬مل جند فيه إال امرأة منقبة ابألسود مع صبيني‬
  ‫ابلعاشرة من عمرمها بشعر أشقر ذهيب‪.‬‬
  ‫فتش اجلنود املنزل جيداً‪ ،‬وأخذو كل األاثث‬
  ‫ومل أجد شيئاً له قيمة‪.‬‬
  ‫أروح عن نفسي قليالً‪.‬‬
  ‫لذلك قررت أن ال يكون جميئي بال فائدة‪ ،‬وأن ّ‬
  ‫رفعت احلجاب عن رأسها وهي تصرخ وتستنجد‪ ،‬وهنا كانت املفاجأة السارة‬
  ‫‪..‬لقد خبئت اللصة اإلرهابية السالسل واألساور بشعرها الذهيب‪.‬‬
  
  ‫أما النكتة فهي كيف أعطتين الذهب ‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬كيف؟‬
  ‫حيدر ‪ :‬صفعتها كفاً فسقط السوار أرضاً مث كفاً آخر فسقط العقد‪ ..‬وهكذا‬
  ‫مع كل كف هدية ذهبية يل‪ ،‬حىت انتهى الذهب‪.‬‬
  ‫سليمان ‪ :‬لعن هللا والديك اي حيدر‪ ..‬سيتوقف قليب من الضحك‪.‬‬
  ‫لكن ابهلل عليك أخربين كيف كان ردة فعلها وأنت تفعل هذا‪.‬‬
  ‫حيدر بضحك‪ :‬لقد كانت تصرخ مثل املومسة املسروقة منها أجرهتا‪.‬‬
  
  ‫(أمل الضحية وعذاهبا هو أهم عنصر يف القصة لدى مسوخ النظام)‬
  ‫علي ضاحكاً‪ :‬اي لذكائك اي ابن القذرة‪.‬‬
  ‫أان ابستنكار ‪ :‬وأين الذكاء يف املوضوع؟!‬
  ‫فتحت العيون على مصراعيها استهجاان!‬
  
  ‫‪86‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫أان‪ :‬يعين أقصد أن‪ ..‬أن‪ ..‬من األسهل كان لك أن ترفع السالح عليها وهتددها‬
  ‫إذا مل خترج الذهب‪.‬‬
  ‫حيدر‪ :‬ال أحب العمل دون فن وإبداع‪.‬‬
  ‫علي‪ :‬ملاذا اكتفيت بسحب حجاهبا أيها األمحق‪ ..‬ملاذا مل تفتشها كلها؟‬
  ‫حيدر بغضب‪ :‬كدت أفعل ذلك لوال أن هجم كالب اجليش احلر على احلي‪.‬‬
  ‫خضر‪ :‬كيف كان مجاهلا؟‬
  ‫حيدر‪ :‬لقد كان يدير الرأس مثل كأس فودكا مع سيجار حشيش‪.‬‬
  ‫عندما حرران حلب‪ ،‬حبثت عنها ولكن علمت أهنا قد هربت إىل تركيا‪.‬‬
  
  ‫‪87‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫من أان؟!‬
  
  ‫يف اليوم التايل بعد انتهاء يوم عمل مقرف‪ ...‬صعدت إىل غرفيت وأخذت‬
  ‫محاماً ساخناً علين أسرتخي به قليالً‪،‬ارمتيت على سريري أفكر‪ ...‬أان اتئه‬
  ‫متاماً‪ ...‬ال أعرف كيف أتصرف وال من أستشري‪.‬‬
  
  ‫أشعر أنين أدور يف حلقة مفرغة حتيط يب وحوش النظام من كل جانب‪ ،‬جيب‬
  ‫أن أقوم ابخلطوة التالية لكن اي ترى مىت وكيف‪.‬‬
  ‫زاد قسوة تفكريي برودة كانون وأمطاره املنهمرة سيوالً من على اجلبال‬
  ‫املنحدرة‪ ،‬نظرت من انفذيت علّين أرى شيئاً خيفف عين وحشيت‪ ..‬لكن الشيء‬
  
  ‫إال أشباح شجر احلور والسنداين تكاد تتكسر من قوة الرايح العاتية مع عويل‬
  ‫صفريها القادم من الوداين اخلاوية‪ ،‬ضاربةً يف عمق البحر‪ ..‬جامعة مياهه‬
  ‫أعاصري تصل البحر ابلسماء‪ ..‬غيوم سوداء قامتة حتجب أي خيط يتسلل من‬
  ‫أشعة البدر ليعم ظالم ال يكشفه إال سنا الربق اخلاطف‪.‬‬
  ‫هنا متنيت أن أحملها ولو ملرة واحدة‪ ،‬حنني شديد لعينيها البنيتني الدافئة‪،‬‬
  ‫وابتسامتها الناعمة اخلجولة اليت لن يكسر قتامة أجوائي سواها‪ ،‬ولن يهدئ‬
  ‫عواصف عقلي غريها‪ ،‬ال أعرف كيف خلق هذا احلنني‪ ،‬أان نفسي استنكرت‬
  ‫مشاعري املباغتة اليت مل تولد حىت عندما كانت تبعد عين أمتاراً قليلة‪ ،‬بل مل‬
  ‫أعبأ برؤيتها حىت‪..‬‬
  ‫‪88‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫رمبا هي جمرد مشاعر شتاء ابرد عابرة لشاب وحيد غريب يف وطنه‪.‬‬
  ‫لو متّت خطبتنا ومل يعارض والدها كنت اآلن أحادثها‪ ،‬وأمسع صوهتا الناعم‪..‬‬
  ‫صحيح‪..‬‬
  ‫مل أمسع صوهتا وال مرة وال أعلم كيف يبدو ‪ ...‬هل هو رقيق مثل شكلها أم‬
  ‫جدي مثل تصرفاهتا؟!‪ ..‬الفضول ينتابين بشدة ال تقاوم‪..‬‬
  ‫فتحت صفحتها على اإلنستغرام للمرة األوىل …الصورة الشخصية غابت‬
  ‫عنها العيون البنية الدافئة‪ ،‬وتلونت بعيون زرقاء اصطناعية جامدة حتدق بقوة‬
  ‫مثل الدمى‪.‬‬
  ‫املعلومات ذاهتا‪ ..‬أعرفها كلها‪ ..‬ال جديد‬
  ‫صور مع صديقاهتا‪ ..‬صور يف حديقة اجلامعة‪ ..‬صورة مع زميلي الكريه سعيد‬
  ‫مع ابتسامة عريضة‪ ..‬اتريخ التقاط الصورة بعد سفري أبسبوع تقريباً‪ ..‬عدت‬
  
  ‫ابلصور إىل الوراء ألفهم سبب الصورة‪..‬‬
  ‫الصور التالية خلوامت اخلطوبة ابألايدي املتشابكة!!‪...‬‬
  ‫ماهذا الغباء؟! مل يقبل والدك يب ولكن قبل أبكرب حمتال بني السوريني بكندا‬
  ‫صهراً الئقاً لعائلتكم العريقة‪ ،‬كي يؤسس بيت الزوجية حجرة فوق حجرة‬
  
  ‫ابستغالله لالجئني اجلدد‪.‬‬
  ‫رمبا أجربها أبوها املتكرب بسبب غىن سعيد ولسان األفعى املعسول الذي‬
  ‫ميلكه‪..‬إهنا ضحية بريئة ‪ ،‬جيب أن يعرفوا أفعاله‪..‬‬
  ‫لن أدع األمر ميضي هكذا‪ .‬مل يتورع حىت عن االحتيال منذ سنتني على "ايسني"‬
  ‫الشاب احلمصي الصغري ابن السابعة عشرة القادم من معتقالت املوت‪ ،‬ومل‬
  ‫‪89‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫يشفق على والديه الذين دفعوا آالف الدوالرات إلخراجه من املعتقل‪ ،‬مث تسفريه‬
  ‫إىل كندا‪ ،‬كانت هذه القصة بداية صداقتنا أان وهوزان مع ايسني ضيف مائدة‬
  ‫أمي الدائم ومبثابة أخينا األصغر الذي مل ير والديه بعد خروجه من االعتقال‬
  ‫وهتريبه‪ ،‬كان شعور العناية به ممتع وحمزن بنفس الوقت بسبب أمراض ايسني‬
  ‫اليت ال تعد وال حتصى ‪.‬‬
  ‫تغلبت عاطفيت على كل مسلمات عقلي‪ ،‬واتصلت بياسني‪ ،‬أرجو أن تكون‬
  ‫صاحياً يف هذا الوقت‪..‬‬
  ‫رد علي ايسني بصوت شبه انئم‪.‬‬
  ‫ من يتكلم؟‪.‬‬‫ايسني‪ :‬صباح اخلري أان قتيبة‪.‬‬
  ‫ايسني صحا فجأة من منامه‪ :‬قتيبة ماذا حدث هل أنت خبري؟‬
  ‫ نعم أان خبري‪..‬‬‫ هل تتذكر سعيد النصاب؟‬‫ طبعا ماذا به؟‬‫ لقد خطب مليس؟‬‫ قتيبة هل متزح؟‬‫ ال أمزح انظر إىل صفحتها ‪.‬‬‫ هل متزح‪ ..‬أنك اتصلت يب من أجل هذا… هل جننت اي قتيبة‪.‬‬‫فليذهبان معا إىل جهنم‪ ..‬إن شاء هللا خامتة األفراح‪.‬‬
  ‫ توقف اي أخي أان أظن أنه خدعهم لو أبلغتهم‪.‬‬‫‪90‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫يكفي اي قتيبة‪..‬لقد كانت هي وصديقتها من دالين عليك حلل مشكلة احتياله‬
  ‫علي‪..‬‬
  ‫ّ‬
  ‫أهنيت مكامليت املتهورة مع ايسني وعدت أنظر إىل عينيها يف الصور‪ ،‬علين أجد‬
  ‫ما يدلين على إجبارها على الزواج …لكن سعادهتا كانت تنعكس بشدة على‬
  ‫مالحمها يف صور اخلطوبة‪ ،‬أحسنت اي قتيبة ‪..‬هيا ضحي بروحك كي تعود‬
  ‫مليس مع سعيد وأوالدمها إىل حضن الوطن أبمان‪ ،‬ويعود والدها إىل منزله الفخم‬
  ‫حبي املالكي ‪..‬ويلتم مشله مع عائلته الراقية أبمان‪.‬‬
  ‫إنك تستحق كالم والدها وإهانته‪ ،‬لقد أجدت دور الضحية ليالزمك طوال‬
  ‫عمرك‪ ،‬أزحت عن ذهين الوسواس امللح املزعج‪ ،‬أردت هبذه اللحظة أمراً يشدد‬
  ‫أزري ويثبتين على طريقي وينسيين قصة حيب الفاشلة اليت انتهت حيث بدأت‪.‬‬
  ‫أمل من اللجوء‬
  ‫أمي احلبيبة‪ ..‬ملسة منها تنسيين مهومي وآالمي‪ ..‬مهما كربت ال ّ‬
  
  ‫إىل حضنها‪ ،‬لن أسبب هلا أي متاعب‪ ،‬سأكتفي برؤية صورها على‬
  ‫صفحتها‪..‬أرجو أن تكون متمالكة نفسها بعد غيايب‪ ،‬أان أثق هبوزان وقدرته‬
  ‫على مواساهتا‪ ،‬فتحت حساهبا على اإلنستغرام‪ ..‬لتبادرين صورة العروسني‬
  ‫يتوسطان أمي وأيب وهوزان مع ابتسامة فرح تعلو الوجوه ‪..‬مذيلة أبرق عبارات‬
  ‫التهاين واملباركات للعروسني وأهلهما‪.‬‬
  ‫هبذه السرعة مددت يد العفو ملن أهانين واستهزأ يب‪ ،‬سابع يوم من ذهايب إىل‬
  ‫تروحني عن نفسك حبضور خطوبة من مسح بكراميت األرض‪..‬‬
  ‫اجلحيم ّ‬
  
  ‫أم البحث عن عروس للطبيب هوزان _ابنك الوحيد_ قد أسالك عن أي هم‬
  ‫آخر‪.‬‬
  ‫‪91‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫هلذه الدرجة قد هنت عليك؟‬
  ‫ايلزيف العامل الذي أعيش فيه ‪...‬واي جلماله املصطنع‪ ،‬ربتين أسرة حددها‬
  ‫التنظيم سابقا‪ ..‬مل أعد أعرف حقيقة مشاعرهم جتاهي اآلن‪ ،‬اختار من بقي‬
  ‫من التنظيم البائد كلييت‪.‬‬
  ‫أعطوين مهمة خطرية يف بلد ال أعرفه ‪ ،‬لكن ملاذا جيب أن أكون دائما مثل‬
  ‫دمى املسرح بني أصابعهم‪ ،‬ملاذا جيب أن أرى دائما األمور مبنظاركم ‪..‬أنتم‬
  ‫الذين الترون إال مصاحلكم‪ ،‬ما الفرق بني أبو حممد الدمشقي وأبو مليس‬
  ‫الدمشقي‪ ،‬أليس كالمها ابين العائالت الراقية‪ ،‬ورمبا كانت أمي فتاة متكربة ال‬
  ‫ختتلف عن مليس‪ ،‬مرغ ابسل القروي أنفها وأنف عائلتها ابلرتاب‪ ..‬اي ااااا هللا‪..‬‬
  ‫أستغفر هللا‪ ..‬ماهذا الكالم‪ ..‬وهل يتكلم االبن عن أمه هكذا‪ ..‬وهل التكرب‬
  ‫وغريه يربر التسلط على أعراض الناس وانتهاكها! لكن اي رجل القصة أصبحت‬
  ‫قدمية يعلوها الغبار… فلماذا لتتعاطف مع من ال يتعاطف معك‪ ،‬خذ املال‬
  ‫وعد إىل كندا‪ ،‬واجعل الشركة الومهية حقيقية‪ ،‬ولينطحوا رؤوسهم حىت تنكسر‬
  ‫ابحليطان‪ ،‬وإذا لديهم إثبات على ملكيتها فليذهبوا إىل احملاكم‪.‬‬
  ‫أليس هذا مثل أفعال سعيد الذي يشاركونه أفراحه‪ ،‬وألتزوج أان من تفوق‬
  ‫مليس مجاالً ومكانة‪ ،‬وليعلم والدها ماذا أضاع من يده‪ ..‬لكن مهالً ‪..‬أليست‬
  ‫هذه سرقة ومال حرام‪ ،‬إن مشاعري مضطربة متاماً مثل عواصف الليل الهتدئ‪.‬‬
  ‫بدايةً كنت مفتقداً لألنس واحملبة‪ ،‬ولكنين اآلن افتقد الدافع و اهلوية‪ ،‬وكل‬
  ‫شيء‪ ،‬وأخاف أن أضيع البوصلة‪.‬‬
  
  ‫‪92‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫رن منبه الساعة اخلامسة فجراً لوقت الصالة‪ ،‬وأان مازلت صاحياً‪ ،‬صليت‬
  ‫الفجر وجلست انتظر شبيحة معملي الذين بدأت أخشى االنتماء إليهم يف‬
  ‫يوم من األايم!‬
  
  ‫‪93‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫خروج األسد من عرينه‬
  ‫بدأ شبيحة معملي سرد ذكرايهتم اإلجرامية املعتادة‪ ،‬مل أكن أصغي ابهتمام‪،‬‬
  ‫كنت غارقاً حبرييت وغيظي من خزي ليلة األمس‪ ،‬إىل أن بدأ الشبيح حيدر‬
  ‫ابلتفاخر مبشاركته بتعذيب وقتل أطفال درعا‪ ،‬توقّـفت هنا كل وساوسي‬
  ‫وحرييت‪ ،‬وبدأ حيوم حويل آالف املالئكة الصغار شهداءً وجرحى‪ ،‬الجئني‬
  
  ‫ومعتقلني كانوا ليضيؤوا ظلمة عاملنا لو تركهم السفاح حباهلم‪ ،‬لقد نفخ أطفال‬
  ‫درعا برماد الثورة املوجود يف كياين حىت أهلب من جديد‪.‬‬
  ‫مسعت قصصاً كثرية من الشبيحة‪ ،‬وعاهدت نفسي على ضبط النفس‪ ،‬لكن‬
  ‫تلح على ذهين‪ ..‬مهما أصرفها وأتناساها تعود من‬
  ‫هذه القصة بقيت أسبوعاً ّ‬
  
  ‫جديد‪.‬‬
  ‫بعد انتهاء العمال‪ ،‬أبقيت حيدر حىت ساعة متأخرة إبعطائه مهمات إضافية‪.‬‬
  ‫شغلت التلفاز بغرفيت أبعلى صوت ممكن‪ ،‬وتركت احلراس يف أماكنهم لدفع‬
  ‫الشك عين‪.‬‬
  ‫وعند خروجه من املعمل‪ ،‬تسللت من انفذيت‪ ،‬وقمت ابللحاق به‪ ،‬تركت مسافة‬
  ‫جيدة بيين وبينه‪.‬‬
  ‫كان الليل مظلماً يف األحراج لدرجة ال تطاق‪ ،‬كان ابن اجلبل يهتدي لطريقه‬
  ‫بسهولة‪ ،‬أما أان فكنت أهتدي إليه عن طريق صوته‪ ،‬وهو يغين أغاين علي‬
  ‫الديك التافهة‪.‬‬
  ‫‪94‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫طل الصبح ولك علوش ‪...‬سبقوان ها احلصادة‪( .‬سيطل الصبح على آل‬
  ‫األسد وديكهم يف قصورهم ‪..‬لكن لن يطل عليك‪).‬‬
  ‫بدأت أرى شبحه بشكل أفضل مع اقرتابنا قليالً من الشارع العام‪.‬‬
  ‫أطلقت الرصاصة األوىل من مسدس كامت للصوت على رجله وقع أرضاً‪ ،‬وهو‬
  
  ‫يتأوه ويكفر‪ ،‬فتح عينيه على آخرمها عند رؤييت‪.‬‬
  ‫حيدر‪ :‬سيدي ماذا حصل؟‬
  ‫أان‪ :‬هدية من املعتقلني‪ ،‬مث أطلقت الثانية على يده‪.‬‬
  ‫‪ -‬أما هذه التصويبة‪ ،‬فمن أانمل أطفال درعا املقتلعة أظافرهم‪.‬‬
  
  ‫أما الثالثة فمين أان شخصياً‪.‬‬
  ‫رفعت املسدس ألطلق الرصاصة األخرية على قلب الشبيح الذي ال قلب له‪،‬‬
  ‫لكن صوت خطوات من بعيد أوقفين‪ ،‬هل تبعين أحد أصدقائه؟!‬
  ‫ابتعدت قليالً عن حيدر‪ ،‬وبدأت أراقب من خلف إحدى األشجار ‪..‬بعد‬
  ‫قليل‪ ،‬مسعت صوت تنفس خافت سريع خلفي‪ ،‬التفت بسرعة‪ ،‬شعرت بشيء‬
  ‫ثقيل يهوي على رأسي‪ ،‬مث غبت عن الوعي‪.‬‬
  ‫(يلال اي شباب انطقوا الشهادتني‪ ..‬نريد عمل عملية انغماسية جبيش النظام‪..‬‬
  ‫هللا أكرب‪ ..‬هللا أكرب‪ ،‬مقاتلي اجليش احلر يكربون حبماس‪ ،‬رغم أصوات القصف‬
  ‫القوية‪ ،‬املقاتل الذي جبانيب‪ ،‬يقول يل‪ :‬قرررددد ليش ما عم تكرب‪ ..‬ما القصة‬
  ‫ملاذا يتكلم اجليش احلر هلجة الشبيحة الساحلية)‪.‬‬
  ‫بدأت أصحو من حلمي مع أمل شديد يف رأسي‪ ،‬موثق اليدين داخل سيارة‬
  ‫عسكرية‪ ،‬والسائق واملرافق كاان عناصر من جيش النظام‪.‬‬
  ‫‪95‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫لقد انتهى أمري‪ ،‬ابلتأكيد مسعوا كل شيء‪ ،‬اي لغبائي‪ ،‬ما الفرق بيين وبني خايل‬
  ‫عمار‪.‬‬
  ‫أغمضت عيين ألختيل وجه أمي وأيب وهوزان‪ ،‬هل سأراكم مرة أخرى اي ترى‪،‬‬
  ‫أم سأعود للسجن الذي بذرت فيه وأعذب وأغتصب وأقتل وأشعر بشعور أمي‬
  ‫احلقيقية اليت ظلمتها‪ ،‬وقليب يرفض مساحمتها على تركي‪.‬‬
  ‫توقفت السيارة…‬
  ‫ يلال امش معنا‪..‬‬‫جرود وجبال وآليات عسكرية متمرتسة‪ ،‬البد أين على ختوم إدلب عاصمة‬
  ‫الثورة‪.‬‬
  ‫بعد قليل‪ ..‬وقف رتل من السيارات العسكرية‪ ،‬ظننته رتل بشار لعظمته‪.‬‬
  ‫خرج عدد من العناصر الروس والسوريني املسلحني ابلعتاد الكامل مث خرج‪..‬‬
  ‫ابتسامة ال إرادية رمست على وجهي‪ ،‬رغم صعوبة املوقف ‪..‬وتوقف عقلي عند‬
  ‫كلمتني (النمر الوردي) سهيل احلسن!!‬
  ‫سهيل‪ :‬أهالً وسهالً ابألستاذ قتيبة‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬أهالً سيادة العقيد‪.‬‬
  
  ‫على الرغم من عيشك ابلغربة‪ ..‬تعرفين وتعرف رتبيت (قاهلا ابفتخار أمام جنوده)‬
  ‫أان‪ :‬وهل خيفى القمر؟!‬
  ‫أشار إ ىل الدابابت اليت تقصف والطائرات‪ ،‬حنارب اإلرهابيني ليل هنار‪ ،‬كلما‬
  
  ‫نقتل واحداً‪ ،‬يولد عشرة‪ ،‬لكن بعد السيطرة على إدلب ليس هلم مكان يذهبون‬
  ‫إليه‪ ،‬إال أن حيفروا األرض ويدفنوا أنفسهم أحياء‪.‬‬
  ‫‪96‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫نظرت لآلليات وقلت بقليب‪ :‬آآآه …كل قذيفة‪ ..‬كم تيتم وترمل وتشوه‪.‬‬
  ‫هبذه اللحظة‪ ،‬متنيت اهلجوم عليه بيدي وخنقه أو أهجم على الطيار‪ ،‬وأخفف‬
  ‫قليالً من أمل أهلي يف إدلب؛ لكن ‪ ...‬اصرب اي قتيبة قتل واحد لن يوقف احلرب‬
  ‫الدموية‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬الطريقة اليت أحضرانك هبا مل تكن تليق بتاجر مثلك‪ ..‬ولكن فعلنا ذلك‬
  ‫من أجل محايتك‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬محاييت من من؟‬
  ‫سهيل‪ :‬سنذهب إىل مكتيب ونتكلم هبدوء‪.‬‬
  ‫على الرغم من حرييت؛ لكين اطمئننت إىل عدم معرفة سهيل ورجاله مالبسات‬
  ‫طل الصبح عليه‪ ..‬ماذا لو‬
  ‫قتل الشبيح حيدر‪ ،‬لكن ماذا عن حيدر‪ ..‬ماذا لو ّ‬
  ‫أنقذه أحد‪ ..‬لو تكلم؟!‬
  ‫إهلي أرجوك أن ال متد هلذا الظامل أكثر‪.‬‬
  
  ‫‪97‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫العنزات الثالث‬
  ‫دخلت املكتب كانت الديكورات غريبة ‪ ..‬سوداء قامتة مع صوره وصور‬
  ‫فالدميري بوتني‪ ،‬غاب آل األسد من األب إىل الولد عن ديكور الغرفة متاماً‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬أان أعرف متاماً سبب قدومك ومصاحلك‪.‬‬
  ‫بلعت ريقي‪..‬‬
  ‫سهيل‪ :‬وأعرف متاماً أنك مل أتت آالف الكيلومرتات من أجل استثمار يؤخذ‬
  ‫منك نصفه‪.‬‬
  ‫متالكت نفسي أكثر‪..‬‬
  ‫سهيل‪ :‬وال مبحض الصدفة مجعت آالف الشبيحة من احملافظات‪ ..‬وشغلتهم‬
  ‫معك دوانً عن كل فئات الشعب‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬أنت أتيت قاصداً اجملد والزعامة‪ ..‬وأن تنفض غبار الذل الذي كنت‬
  ‫تعيشه‪ ..‬راقبتك مطوالً من بني كل املستثمرين‪ ..‬ووجدت فيك الطموح الذي‬
  ‫أحبث عنه‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬مع احرتامي لك اي سيادة العقيد ‪..‬لكن أان جمرد مستثمر‪ ..‬وأحبث عن‬
  ‫بلد استثمار آخر وبالد احلرب ميدان التاجر الشاطر‪ ..‬وال دليل لتوقعاتك‬
  ‫عين‪.‬‬
  
  ‫‪98‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫سهيل‪ :‬إذاً عندي لك صفقة اي كبري التجار‪ ..‬إنين أخاطر بروحي وجيشي‬
  
  ‫على جبهة إدلب ومحاة‪ ..‬لتوطيد حكم آل األسد وأقرابئهم القابعني يف‬
  ‫قصورهم ‪..‬وأبناؤهم ابخلارج يرتفهون ابملليارات‪ ..‬هل هذا عدل؟‬
  ‫أان‪ :‬سيدي ملاذا تتكلم معي يف هذا! تكلم مع القيادة الروسية‪ ..‬أنت ضابط‬
  ‫بوتني املقرب يف سوراي؟‬
  ‫سهيل‪ :‬الروس ال يريدون أي بلبلة وتشقق ابلصف‪ ،‬وخاصة بعد انشغال‬
  ‫الفصائل الشيعية ابلعراق ولبنان وإيران ابملظاهرات‪.‬‬
  ‫رفضت اإلدالء أبي كالم‪ ،‬خفت أن تكون خطة بني األسد والنمر للتأكد من‬
  ‫نواايي؛ لكن ما أكد يل صدق سهيل بعد عدة أايم‪ ،‬سيطرة النظام على‬
  ‫ابصات احلسن‪ ،‬أكرب جتارات سهيل‪ ،‬واليت تستخدم لنقل الناس وهتريب‬
  ‫البضائع الرتكية‪ ،‬مث االشتباك املسلح الذي حصل بني قوات سهيل احلسن‬
  ‫وقوات ماهر يف ريف محاة‪ ،‬والذي انتهى بوساطة روسية‪.‬‬
  ‫بقيت بضيافة سهيل أسبوعاً؛ بسبب االشتباكات العنيفة مع املعارضة حىت‬
  ‫فتح الطريق مرةً اثنية وعدت إىل الالذقية‪.‬‬
  ‫توجهت قبل معملي إىل منزل أم الشبيح حيدر يف زايرة ليلية مفاجئة‪.‬‬
  ‫دخلت البيت‪ ..‬كانت أم حيدر تلبس السواد ‪..‬فاطمأننت قليالً‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬كنت يف العاصمة مسعت اخلرب‪ ..‬وجئت مسرعاً‪ ..‬إن شاء هللا خامتة‬
  ‫األحزان خاليت‪.‬‬
  ‫أم حيدر‪ :‬لقد ختمت األحزان كلها‪ ،‬أبنائي الثالثة ماتوا يف املعارك‪ ،‬وهذا آخر‬
  ‫أوالدي‪ ..‬وبقيت بال معيل وال كفيل‪.‬‬
  ‫‪99‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫عدت إىل املعمل بعد ذهاب العمال …دخلت غرفيت‪ ،‬وفتحت خزنيت‬
  ‫السرية‪ ..‬أخرجت أجهزة التنصت‪ ،‬واستمعت إىل حوارات العمال اليت دارت‬
  ‫األسبوع املاضي‪:‬‬
  ‫ كيف حدث هذا؟‬‫ لقد هامجته الضباع من يده وقدمه‪ ،‬ونزف حىت املوت‪ ،‬ومل يلحظه‬‫أحد حىت الصباح وقت ذهاب العمال إىل املعمل‪.‬‬
  ‫ مل تكن الضباع هتامجنا عادة يف هذه األوقات‪.‬‬‫ رمبا جرحت رجله وأاثرها رائحة الدم‪.‬‬‫ لقد كان بطالً قاتلها ابلعصا حىت مات‪.‬‬‫محدت هللا أين يف سوراي‪ ،‬ولست يف كندا‪ ،‬حتليل بسيط للحمض النووي العالق‬
  ‫ابلعصا يعلقين بورطة‪.‬‬
  ‫يف الصباح‪ ..‬نزلت وسلمت على العمال‪.‬‬
  ‫علي‪ :‬اشتقنا لك حبيب‪ ،‬أين كنت؟‬
  ‫أان‪ :‬كنت يف العاصمة أاتين اتصال مستعجل‪ ..‬واضطررت للذهاب بسرعة‪..‬‬
  ‫لتسوية بعض األمور املالية العالقة‪ ..‬مسعت خبرب حيدر لقد آملين كثرياً‪.‬‬
  ‫حمسن‪ :‬ال تتأمل على حيدر‪ ..‬بل حلال أمه اليت ستتسول اآلن‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬ملاذا تتسول؟ أين تعويضات أبنائها الشهداء الثالثة؟‬
  ‫علي‪ :‬عوضتها احلكومة عنهم بثالث عنزات‪.‬‬
  
  ‫‪100‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫صد ور ّد‬
  ‫تكلمت مع جاسوس سهيل‪ ،‬وأبلغته موافقيت التامة وأعطاين كلمة السر‪.‬‬
  ‫أرسل سهيل يف اليوم الثاين ضباطاً موثوقني على معرفة بشبيحة معملي لتدريبهم‬
  ‫يف اخلفاء‪.‬‬
  ‫يف أثناء تصفحي لألخبار‪ ،‬قرأت عن سيطرة املعارضة على خمزن كبري للذخرية‪،‬‬
  ‫فرحت ابخلرب كثرياً‪.‬‬
  ‫كل فصيل ابملعارضة‪ ،‬كان يتوقع أن من فعلها الفصيل الثاين‪.‬‬
  ‫لكن ابلليل وقبل الفجر‪ ،‬وصلت ذخرية املخزن املسروقة ملعملي مع رجال‬
  ‫سهيل‪.‬‬
  ‫بدأت العمل ابخلطة اليت أعطاين إايها‪ ،‬بدأت شبيحيت ابلسيطرة على شحنات‬
  ‫هتريب احلشيش واألسلحة والبضائع ابلسر ‪..‬مث جهاراً هناراً ‪..‬بشكل كامل بني‬
  ‫دمشق والساحل ولبنان‪ ،‬كانت أرابحي أان وسهيل ال تعد وال حتصى‪.‬‬
  ‫حصلت اشتباكات بسيطة ابلبداية؛ لكن زادت االشتباكات عنفاً بعد انقطاع‬
  ‫رزق حيتان مافيا الساحل والنظام‪.‬‬
  ‫كانت الغلبة فيها لنا مع أسلحتنا احلربية احلديثة‪ ،‬وجيشنا الكبري املدرب‪ ،‬وبعد‬
  ‫السيطرة الكاملة‪ ،‬توقفت عن دفع األاتوات والضرائب متاماً‪ ،‬وكان هذا مبثابة‬
  
  ‫إعالن احلرب‪.‬‬
  
  ‫‪101‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫نفذ صرب "ماهر األسد" يف دمشق الذي تبني له أن صوالت وجوالت أقرابئه‬
  ‫وشركائه اتفهة‪ ،‬وعلى املدنيني فقط‪ ،‬ومع شكوك بتآمر الفوج اخلامس بقيادة‬
  ‫سهيل معنا‪.‬‬
  ‫بعدها وصلين خرب نية "ماهر" القدوم إىل الالذقية مع الفرقة الرابعة ‪..‬كتيبة‬
  ‫املدرعات واإلجرام‪.‬‬
  ‫ذهبت بسرعة إىل سهيل احلسن‪..‬‬
  ‫أان‪ :‬سيصل الدم إىل الركب‪ ،‬وأان ال أثق بشبيحيت ‪..‬سينشقون فوراً‪ ،‬تكلم مع‬
  ‫الروس من أجل املصاحلة‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬حنن مبعارك حامسة على جبهة إدلب‪ ..‬ولن أتكلم معهم من أجل أمور‬
  ‫اتفهة‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬لقد أخذت حصتك من األرابح‪ ..‬وتريد أن ترميين بوسط النار اآلن‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬انتظر سأجري اتصااليت‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬ابلقيادة الروسية؟‬
  ‫سهيل‪ :‬ال ابلشركة العامة للنقل‪ ..‬لريسلوا يل ابصاً أخضراً أرسلك به إىل إدلب‪.‬‬
  ‫أان‪ :‬اضحك و استهزئ! ماذا سيكون موقف الروس عندما يرون فيديوهات‬
  ‫السالح املسرب من اجلبهة إىل املعمل‪.‬‬
  ‫وما موقف القيادة السورية عندما يسمعون تسجيالت الصوت وأنت ختطط‬
  ‫يل وأتمرين‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬هل هتددين اي حيوان‪ ..‬سأخرج منها مثل الشعرة من العجني‪.‬‬
  
  ‫‪102‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫أان‪ :‬كل مرة ختطط وتعمل‪ ..‬وابآلخر هترب مثل الفأر‪ ..‬ولن تصبح رئيس‬
  ‫سوراي‪ ..‬الفرصة أتيت مرة وحدة‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬من أنت حىت تظن أن زعاميت ستأيت عن طريقك‪ ..‬أنت جمرد مستثمر‬
  ‫فاشل وابن حرام‪ ..‬أم تظن أن الشبيحة العلويني سيتعاطفون معك ضد رئيسهم‬
  ‫وابن طائفتهم‪.‬‬
  ‫ أان ابن "ابسل األسد"‪.‬‬‫ جننت أنت‪ ،‬ابسل ليس له أوالد‪.‬‬‫ قلت لك أان ورقة حظك‪ ..‬حنن ابلقرن ‪ ..٢١‬وليس من الصعب‬‫عليك إثبات هذا الشيء‪.‬‬
  ‫ إذاً سيلحقك عمك ماهر قريباً أببيك ‪..‬اي قتيبة بن ابسل‪.‬‬‫ يبدو أننا سنذهب إليه معاً‪ ..‬بينما تتكلم اآلن تفاصيل معركة إدلب‬‫ستطري إىل القيادة الروسية‪.‬‬
  ‫ مباذا هتددين! القيادة الروسية على علم بكل أحداث املعركة‪.‬‬‫ هل هي على علم مبن يفتح الطرق سراً‪ ..‬لتصل إمدادات األسلحة‬‫للثوار ابلقرى احملاصرة‪.‬؟ أم على علم مبن يتكتم على أنفاق الثوار‪،‬‬
  ‫ويقتل مكتشفها‪.‬؟‬
  ‫ لقد جننت متاماً‪ ..‬مرة تدعي أنك ابن ابسل‪ ..‬ومرة تدعي أين أساند‬‫الثوار‪.‬‬
  ‫‪ -‬اي غيب ‪..‬أان أكثر قادة احلرب دموية وطائفية‪.‬‬
  
  ‫‪103‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫‪ -‬وأكثرهم حباً للمال والزعامة‪ ..‬إذا سيطر النظام على آخر معاقل‬
  
  ‫املعارضة‪ ..‬ستفقد زعامتك العسكرية‪ ،‬ومع الوقت ستكون أول من‬
  ‫يضحى به‪ ..‬أمالً أبن متحى الدالئل على جرائم احلرب‪ ..‬وللتوصل‬
  ‫للمصاحلة املزعومة‪.‬‬
  
  ‫أما إذا طالت املعارك فستنتهز الفرصة لالستيالء على احلكم؛ ولكن كما قلت‬
  ‫سابقاً‪ :‬أنت أجنب من ذلك‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬اخرج‪ ..‬ودعين أفكر بكالمك‪.‬‬
  ‫معملي مبن فيهما‪.‬‬
  ‫خالل تفكري النمر كانت الدابابت تدك‬
  ‫ّ‬
  
  ‫أما الشبيحة‪ ،‬فكانت تصطادهم قوات الفرقة الرابعة‪ ،‬وتوقع هبم أشد العذاب‬
  ‫والقتل‪.‬‬
  ‫وهم الذين كانو يهتفون ابألمس أبلوهية القائد‪ .‬استغفر هللا‪.‬‬
  ‫وبعد ساعة كاملة طلب مين سهيل الدخول‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬ماذا سنستفيد من إثبات نسبك لباسل؟‬
  ‫أان‪ :‬سنسحب املليارات اليت مل يستطع جدي "حافظ" سحبها كلها‪ ،‬ألن ابسل‬
  ‫ليس له وريث‪ ،‬ويكون لنا سلطة وزعامة‪ ،‬املؤيدون بدؤوا يكتوون بنار الفقر‪،‬‬
  ‫ورؤيتهم لرفاهية النظام وأبنائه على حساب دماء أبنائهم القتلى ستقلبهم ضد‬
  ‫بشار وماهر‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬إذا كان كالمك صحيحاً حقاً‪ ..‬ستصبح الكرة مبلعبنا‪ ..‬ولكن جيب‬
  
  ‫أن نثبت النسب أوالً عن طريق عمك‪.‬‬
  ‫العمني‪.‬‬
  ‫ جيب أن نثبته عن طريق ّ‬‫‪104‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫ ملاذا؟‬‫ ألهنم عموم وليسوا آابء… نسبة التشابه ابحلمض النووي بيننا‬‫ستكون ‪ ٢٥‬ابملئة فقط‪ ،‬أما إذا أثبتنا عن طريق االثنني تتأكد النسبة‬
  ‫أكثر‪.‬‬
  ‫ ماهذه النظرايت غري املفهومة‪ ٢٥ ..‬ابملئة و‪ ٥٠‬ابملئة! هل هي نتيجة‬‫اثنوية عامة! هراء املثقفني ال أحبه‪.‬‬
  ‫(وكأن نظرية أعداء العامل مفهومة أكثر! نسيت أنين أكلم عقيداً يف اجليش‪،‬‬
  ‫وأحتاج إىل تبسيط املعلومة كثرياً)‬
  
  ‫أان‪ :‬إذا أثبت نسيب عن طريق أحدمها‪ ..‬سندخل مبتاهة أن يدعي اآلخر أنين‬
  ‫ابنه العاق‪ ..‬وهكذا تكون نتيجة جهودان صفراً‪.‬‬
  ‫أريد شيئاً من ماهر وبشار يثبت أين ابن شقيقهما‪ .‬شعر‪ ،‬بصاق‪ ،‬عينة دم‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬كبد‪ ،‬كلية‪ ،‬طحال‪.‬‬
  ‫ماذا حتب أن أحضر لك منهما أيضاً ؟! سجل يل قائمة‪.‬‬
  
  ‫‪105‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫فركة أذن‬
  ‫قاعدة محيميم الروسية‬
  ‫الالذقية‬
  ‫بشار ‪-‬ماهر ‪-‬سهيل احلسن ‪-‬قائد قوات االحتالل الروسية يف سوراي (أندريه‬
  ‫سريديوكوف) ‪-‬املرتجم‪.‬‬
  ‫أندريه‪ :‬سنة كاملة مل تستطيعوا الدخول إىل حمافظة إدلب‪ ..‬طبعاً هذا ما‬
  ‫سيحدث وأنتم تتقاتلون على الغنائم كحيواانت الغابة‪.‬‬
  ‫بشار‪ :‬سيد أندريه ابعتباري رئيساً للجمهورية‪ ..‬فأان أتعهد بعدم تكرار هذه‬
  ‫األزمة‪.‬‬
  ‫أندريه‪ :‬وهل أنت متون على شارعني هبذا البلد؟!‬
  ‫وأنت اي ماهر‪ ..‬مستثمر صغري عمل فتنة بينكم وحرب‪ ..‬واي ليتك استطعت‬
  ‫اإلمساك به‪.‬‬
  ‫ماهر‪ :‬سيد أندريه هذا الكالم يصلح لشريكه (يف إشارة إىل سهيل)‪.‬‬
  ‫سهيل‪ :‬لننس املاضي‪ ..‬ونوقع معاهدة صلحنا‪ ..‬ونشرب خنبه‪ ..‬وسأصور هذه‬
  ‫اللحظات التارخيية للذكرى والعربة‪ ..‬اي احلارث ‪..‬أدخل حلوان الصلح‪.‬‬
  ‫أدخل احلارث األعور حقيبة سفر كبرية‪ ،‬ووضعها على الطاولة‪.‬‬
  ‫فتحها النمر بتباه‪.‬‬
  
  ‫‪106‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫وهذا قتيبة سبب املشاكل أمامكم ميت ومستحم بدمه‪ ،‬مث دخنوا السيجار‬
  ‫الفاخر أمام جثة املستثمر الشاب املدماة‪.‬‬
  
  ‫‪107‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫تعا وال جتي‬
  ‫فرنسا ‪-‬ابريس‬
  ‫مرمي‪ :‬يكفي بكاءً اي نور‪ ،‬ستبكيين معك‪.‬‬
  ‫ اي ليتك مل أتت‪ ،‬خالل أسبوع زايرتك أخرجتين من وحديت اليت كنت‬‫قد أتقلمت معها‪ ،‬وعصفت يف ذهين كل ذكرايت أهلي وعائليت‪..‬‬
  ‫سأموت من شدة الكآبة‪.‬‬
  ‫مرمي‪:‬‬
  ‫ استمري ابلدواء‪ ..‬إنه ممتاز ومريح‪ ..‬لكنك حتتاجني أيضاً إىل جرعة‬‫شجاعة‪.‬‬
  ‫ مرمي هللا يوفقك‪ ..‬ال تفتحي هذا املوضوع أبداً‪.‬‬‫ احلل ملخاوفنا اي نور أحياانً أن نواجهها‪ ..‬لقد غريت ختصصك بعد‬‫عودتك من سوراي من طب األسنان إىل الطب النسائي‪ ..‬ألنك غري‬
  ‫قادرة على رؤية الرجال‪ ..‬قلنا أزمة ومتضي‪ ،‬مث رفضت كل املتقدمني‬
  ‫مت لن يدهلم‬
  ‫خلطبتك حبجة العمل وعدم التفرغ‪ ..‬إذا مرضت أو ّ‬
  ‫عليك إال الرائحة بعد ثالثة أايم‪.‬‬
  ‫‪ -‬ما هذا الكالم؟ لقد زدتين مهاً واكتئاابً‪ ..‬إن الرجال اجليدين قد انتهوا‬
  
  ‫بعد موت أيب وعمي وإخويت‪ ..‬غريي املوضوع من فضلك‪.‬‬
  ‫درست يف الكلية هذا العام؟‬
  ‫مرمي‪ :‬حسناً‪ ..‬هل تعرفني من ّ‬
  ‫‪108‬‬
  
  ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ آخر رجال األسد‬
  
  ‫ـــــــــــــ ــــــ ــــــ ــــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــ ـــــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ـــ‬
  
  ‫ من؟‬‫مرمي‪ :‬ابنك ‪.‬‬
  ‫صرخت‪ :‬ال تقويل ابين‪ ..‬أان مل أخطب ومل أتزوج وليس يل ولد‪ ..‬هذا ابن‬
  ‫املقبور ابسل‪.‬‬
  ‫مرمي‪ :‬حرام عليك‪ ..‬إنه ضحية بريئة مثلك متاماً‪ ..‬مث إنه أفضل طاليب‪.‬‬
  ‫دساس‪.‬‬
  ‫ ابلتحرش ابلفتيات والتالعب هبن‪ ..‬العرق ّ‬‫مرمي‪ :‬إنه ال يفكر ابالرتباط بفتاة إال عن طريق اخلطبة والزواج‪ ،‬وهذا احلديث‬
  ‫الذي قلتـه نص أهل العلم على عدم صحته‪.‬‬
  ‫أما احلديث الصحيح‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما من مولود يولد‬
  ‫إال على الفطرة‪.‬‬
  ‫‪ -‬حسناً‪ ..‬هللا حيميه ويسلمه ألهله‪.‬‬
  
  ‫مرمي‪ :‬مبناسبة ذكر أهله‪ ،‬اعلمي أن النجاح ليس ابلدراسة فقط ومجع‬
  ‫الشهادات‪ ..‬ولكن ابقتناص الفرص أيضاً‪ ..‬انظري إىل احلاجة فاطمة ‪..‬املرأة‬
  ‫البسيطة غري املتعلمة ‪..‬بعد عقم عشر سنوات‪ ..‬أجنبت ابنها واضطرت إلزالة‬
  ‫الرحم بسبب نزيف عروق الدوايل الرمحية‪ ..‬مث جاءها طفل رضيع بريء آخر‬
  ‫ضمته إىل صدرها وربته وعلمته‪ ..‬واآلن لديها شاابن ابران انجحان تفتخر‬
  ‫هبما‪ ،‬طبيب ومدير أعمال‪ ..‬وغداً ميآلن بيتها ابألحفاد‪.‬‬
  
您已阅读阿拉伯语篇文献中的 1 篇文章。