أحلام محطمة - 2
وراءه ،لو كان أستغاللك لطاقتك في محله ألزدهر حالك وأنفتح بابك
لكن تفكيرك في قوقعتك ،فأخرج من صندوق عقلك وستصدم بالنتائج،
أجل شباب تالف أساس ألامة خراب وبعد الخراب أنهيار فلو جعلنا من
شبابنا مشعل لصلح حالنا ،أهملناه أدركنا عليه واقعة وقيدناه جعلنا
همه فوق هم اثقلنا كاهله دفنا مواهبه حطمنا مهاراته تنمرنا باحالمه ،
ُ
حتى ماكان حله الا أدمان تاله أدمان.
مالك شعيب /الجزائر
33
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
لهيب الانكسار
انكدرت ألاحزان ،وداعا لألمال ،أنتهت ألاجال ،احالم حطمتها بذكاء غبائي،
باهلل من سيواس ي أالمي بعدما ضيعت أغلى أهدافي ،عاشت ألاحزان
بدواخلي ،ذبلت أناملي ،فاضت على الخد دمعاتي من أعالي السماء املغيمة
سمعو آهاتي ،أنادي للرحمن «ياهلل ماذا فعلت ألجني كل هذا النكد و
عزتك و جاللتك لقد أنهك هذا الجسد» يا ترى هل سيبقى هذا الى ألابد
ام الى أيام ال تحص ى وال تعد.
اكتس ى حظي حلة سوداء ،طارت أحالمي الى أعالي السماء ،أصبحت ال
أعلم أين الهناء ،بحبر قلمي ألازرق ضيعت ذلك الحلم ،نتيجته وضعت في
قلبي كالسم بكت عيناي الدم ،أنفجر صدري «آسف ال أستطيع تحمل كل
هذا الهم» أحالم محطمة أصبحت روحي مسممة فاليوم ال تنفع الندامة،
كورقة الخريف في أعالي الشجرة سقطت و أصبحت كالحشرة ،أنكسر
قلبي عندما رأيت تلك النظرة كأنها تقول لي «آآآه يا أبنتي»
يا أمي
صديقيني فعلت كل ما بوسعي ألحقق حلمنا لكن القدر كان ضدنا ،كل
ش يء بيد هللا هذا ما نسينا تحطمت يا أمي اعلم كم عانينا لكن هللا هكذا
اراد .
تحطمت أحالمي وأهدافي في الطريق املهجورة ُرميت سعادتي في اي مقبرة
انت مدفونة يا ابتسامتي ،لم اكن يوما سعيدة في بيوت الحزن و ألالم أنا
سجينة أعيش قصة رعب كئيبة تبا لك يا دنيا انت حقا عجيبة وداعا يا
34
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمي لقد حطمت قلبي و قلب أمي ،أصبح وجودي في الحياة مثل عدمي
وداعا لألحالم و مرحبا بما يريده القدر.
نسيمة بوعشرين /الجزائر
35
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أمنية عجوز
ال أعلم عن ما سأكتب ،هل عن أمنيات مفقودة و منسوجة في عالم
الخيال ،أم عن أحالم مدفونة في أرض الواقع ،ومن تأمل في مهزلة ما
ُ
عامله الخيالي ،بالنسبة له هو أفضل
يعيشه من تهميش لفضل البقاء في
مكان يستطيع التكيف فيه ألنه من صنع نفسه،كم من قصة
ُ
حب خلقت في مكان مكنون داخل قلب محطم ،ولكن سرعان ما تحطمت
خارجه ،و كم من شاب خلف القضبان تمنى العيش في حياة عائلية
تجمعهم روح املحبة و املودة و سببه طيش مراهقة ،كم من مريض تمنى
العودة إلى حياته الطبيعية مع خالنه و جيرانه و هاهو اليوم تحت التراب
فال أنيس ،كم من خواطر كسرت و كم نفسيات دمرت جراء معاناتهم،
اتذكر جيدا ذلك.
العجوز الهرم الذي و جدته في زاوية مسجد ،و قد شابت لحيته من فرط
التفكير و أسودت عينيه من قلة النوم ،.فجذبني هذا املنظر الشاجن
إليه ،جلست أمامه و بعد التحية قلت :
ما دهاك يا عم ؟ أراك حزينا بائسا ،فماذا جرى ؟
تنهد تنهيدة تحمل في طياتها كل أمارات التعب و قال :
أتعلم يا ولدي ،إن هذه الدنيا مهما عشنا فيها تبقى مقبرة ،قلت في
دهشة:
مقبرة !!
36
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
نعم مقبرة دفنت فيها كل أحالمي ،منذ أعوام و عقود تمنيت أن أحض ى
بولد متعلم أفتخر به أمام الخلق وأعتز به بين الناس ،ولد يحمل إسمي
بعد مماتي فها أنا اليوم وحيد وال أحد سيتذكرني حين أغادر الحياة،
تمنيت أن أحض ى بمكانة مرموقة وسط مجتمعي ،و لكن ال مكانة لي،
أتعلم ملاذا ؟
قال :
ألن مجتمع يذل فيه كبيرهم و يعظم فيه صغيرهم ،يقاس فيه البشر
بمالهم ال بتعلمهم و تعلقهم بربهم فال تنتظر منهم أي ش يء،
قلت :و الدمعة منحبسة في عيني
ال عليك يا عمي ،فإني و هللا أحس بما تحس به ،و هللا و حده هو جبار
الخواطر و محقق ألامنيات.
إستقام من مجلسه و سار خطواته البطيئة نحو باب املسجد ،إلتفت و
قال :
وهناك الكثير و الكثير من ألاحالم املخبأة ال أريد أن أحدث أحد عنها.
طاهر هاني /الجزائر
37
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
دمعة حلم
منذ كانت صفحة ثغام ؛
دونت ورسمت كل ألاحالم ؛
نية وبراءة همة وعزام ؛
وأن تكون جراحة ناجحة كان مرادها أجل إنه املرام ؛
حلمها تحطم بطالسيم الحقرة ؛ أجل املرض ألاعوص من الجذام ،
وفتى ذو نباهة وبصيرة وكياسة في شتى السبل ولكن سخرية وفقر شرس
التهم الحلم الفاتن ،ومراهقة
أختلست أحالمها بتقاليد سجن النكاح قبل البلوغ خوفا من أقتناء العار
أال أنكم العار بحلة بشرية ؛ إنها زهرة خلقت لتولج في حقل طموحاتها ،
مضغة
حلم أكلتموها بشراسة ويوما ما ستقتاتون فضالت هظمها،
ال للقنوط جرعة أمل أو آمال وقوة إيمان وليدة حلم جلي.
_____________________
ثغام:نبات شديد بياض ثمره وزهره إذا يبس يشتد البياض اكثر وهنا اعني
صفحة بيضاء.
_____________________
إلاسم :ريمة شقرة
الجزائر
38
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أزهر يا حلمي
من منا ال يملك حلما؟من منا ال يسعى إلى هدف؟ نحن ال نختلف في كوننا
نحلم ،بل نختلف في درجة سعينا لتحقيق أحالمنا ،وهنا تستحضرني قصة
ثالثة أصدقاء،ياسر،ياسين وعمر ،وقد كان لهؤالء ألاصدقاء أحالم
مختلفة ،فياسر كان يحلم بأن يصبح العبا مشهورا ،وياسين كان أكبر
أحالمه أن يصبح أستاذا في الجامعة ،أما عمر فكان يطمح أن يصبح
طبيبا ،فقرر ألاصدقاء الثالثة أن يفعلوا املستحيل للوصول الى مرادهم،
فبدأ كل منهم وضع النقاط على الحروف ،إال أن ياسر بدأ في وضع أعذار
واهية ،وتججج بالواقع والظروف،فتخلى عن حلمه قبل ان يبدأ ،أما
ياسين قرر ان يواصل خططه املرسومة بغية تحقيق ما يصبو إليه ،إال أن
الخمول والكسل بدأ يتسلالن اليه شيئا فشيئا ,وبات يؤجل ُوي ّ
سوف الى
ِ
أن قتل سيف التسويف حلمه،في حين عمر صمم وعقد العزم على أن
ُ
حلمه واقعا مهما كلفه ألامر ،فراح يدرس ويضاعف جهوده وينهل
يجعل
ّ
من كل ش يء له عالقة بالطب ،وكلما أحس بالقليل من اليأس يتخلله
ُ
يسقيه
حلمه على أنه زهرة،
حاول جاهدا قتله ،فعمر كان يتعامل مع
ِ
باإلرادة والعزيمة وإلاصرار ،كي ال يذبل أو يموت ،فكان ال يعرف معنى
النوم إال سويعات قليلة يسترجع فيها أنفاسه ،أما نهاره فيمر بين دراسته
ُ
يدنيه من حلمه ولو بخطوة واحدة ،ألنه كان
والكتب والبحث عن كل ما
إليه ليس بالش يء الهين ،لكن عمر جعل حلمه
يعلم يقينا بأن ما يصبوا ِ
أكبر من واقعه وظرو ُ
فه أيضا ،وأصبح يعيش الا من أجله وألجله ،اقترب
موعد ألامتحانات ،لكن بالنسبة لعمر فتلك ليست مجرد امتحانات ،انما
39
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
هي همزة الوصل بينه وبين حلمه،بل هي الباب الذي من خالله سيلج الى
قصر أحالمه .وها قد جاء اليوم املوعود ،فالحالم عمر أمام ورقة
الامتحان ،بل هو أمام جواز سفره الذي سيمر به مطار التعب والجهد
وألارق ليلتقي بالحلم املنتظر ،ويحوله من حلم كان يتنفسه الى واقع
سيعيشه ،لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ،أتصل عم عمر ليخبره أن
أمه وافتها املنية ،خبر وقع على أذني يوسف مثل الصاعقة ،ماذا سيفعل
عمر؟ وما يفصله عن حلمه الا ساعات ،هل سيكمل حلما دفع راحته
ُ
وعلمته الحياة؟ وقع
ووقته ثمنا لتحقيقه؟ أم أنه سيلحق من أعطته
يوسف بين نارين ،نار التخلي عن حلم عاش من أجله ،ونار فقدان من
عاشت ألجله ،دون أي تفكير ودون أي شعور ،هرول عمر ليرى أمه آخر
ُ
مرة ,تاركا ور ُ
أجله الليالي ،ذهب ليلحق ما ال يعوض،
ائه حلما سهر من
شيع عمر جنازة أمه وشيع معها جنازة حلمه،فدفن أمه في قبرها ،ودفن
قلبه ،وعاش سنة كاملة من عمره يرثي أمه وحلمه معا ،وفي أحد
حلمه في ِ
ألايام التقى بصديقه ياسر ،ورغم أن ياسر يعلم جيدا بما حدث مع عمر،
رحب به مستهزئا :أهال بالطبيب عمر ،أو لنقول أهال بعمر الذي جاهد
واجتهد ليصبح طبيبا ،لكن سفينته غرقت قبل الوصول الى الشاطئ،
أحس عمر بكمية الاستهزاء املوجودة في كلمات ياسر ،لكنه لم يبدها له،
ُ
سريره يفكر في عبارات
فعاد الى البيت ،ثم دخل الى غرفته واستلقى على
ياسر ،وكيف حاول استصغاره ,والتقليل من شأنه،وراح يتذكر املاض ي،
ُ
داخله ،وأخذه الشوق ليعيش
وفجأة أخذه الحنين الى ذلك الحلم الدفين
ذلك الحلم من جديد ،وفي لحظة غير متوقعة ،قرر يوسف أن يعيش
41
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمه مرة أخرى ،ويثبت لياسر أن حلمه لم يكن نزوة عابرة كما يعتقد،
فعاد الى امليدان من جديد ،وولد حلما جديدا من رحم املعاناة ،أعاد عمر
الحياة لزهرته الذابلة ،وأزاح من حولها ألاشواك ،ودبت الحياة فيه مرة
أخرى ،فأخرج كتبه وشرع يقرأها صفحة بصفحة ،وأبحر بسفينة حلمه
نحو الهدف ،اجتاز عمر الامتحانات النهائية ،وظل ينتظر ظهور النتائج،
ها قد جاء اليوم املوعود وماهي الا لحظات ويتم اعالن النتائج ،عمر أمام
قائمة الناجحين ،مندهشا مما يرى ،نعم عمر احتل الصدارة ،وأخيرا
أصبح طبيبا وبجدارة ،واليوم الحالم يبطش بالحلم ويحيله واقعا ،عمر
ُ
الان يزاول مهنته ،بل انه يزاول
حلمه ،اليوم أول يوم لعمر في املستشفى،
وفي هاته ألاثناء أسعفوا أشخاصا على جناح السرعة ،وهؤالء أول مرض ى
يعالجهم عمر ،أول من يعيش معهم عمر حلمه ،وقد شاء القدر ان يكون
ياسر وياسين أحد املتعرضين للحادث ،دخل عمر الى غرفتهما ليعاينهما،
فاذا بالسكون يعم املكان ،والدهشة تعلو الوجوه ,فرحب عمر بياسر
قائال :أهال باملريض ،فاستحضر ياسر ذلك اليوم وتلك الكلمات التي
قالها مستهزأ بعمر ،فشعر بالخجل ،وتمنى حينها لو أنه لم يتخلى عن
حلمه ،وحارب من أجل تحقيقه ثم دنى منها ليفحصهما ،فسأله ياسين
كيف ومتى أصبحت طبيبا ،وأنت الذي اعتزلت الحياة بعد وفاة أمك،
ُ
فأجابه عمر وشزرات الفخر رسمت
وتخليت عن حلمك بأن تصبح طبيبا؟
على مالمحه :نعم كنت قد تخليت عن حلمي ،لكن حلمي كان أعند مني
وأبى ان يتركني ،فقررت ان أتمسك به,وان أجعل النجوم مواطئ أقدامي،
41
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
وها أنا اليوم بعزيمتي واصراري فعلت ما أريد ،فاألحالم وجدت لتتحقق يا
صديقي ،وإذا أنت لم تحقق حلمك،سيستغلك أحدهم في تحقيق حلمه.
حياة حشاشنية -الجزائر
42
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أحارب سرابا
هناك في القمة عاليا ،أرى نفس ي تسقط وأنا ال أبالي أحاول النجاة و ال
أفلح ،بعيدا املح جثتي تتالش ى عميقا بجانب تالل تلك القمة ما زلت
أنحدر نحو الهاوية ،حاملة في أحضاني مجموعة من ألاماني ألقصد
تحقيقها أني أخطو خطواتي و بكل خطوه يسقط مني حلم كادت تنتهي
مني كل أشيائي ،أشتقت لنفس ي القديمة لعفويتي و شغفي رغم أنكساري،
أسفة أيها العالم الدنيء ال أستطيع مجابهتك ،توقفي يا حياتي عن رمي
بالكدمات أدري أن طريقي سيؤدي بي إلى املمات ،أيتها الحياة ال تهجمي
علي بالضربات حاربيني بشرف إني وحيدة امأل ثغراتي أغطي عيوبي ألون
بهتاني و أبني تحطمي إني أجبر أنكسار خاطري ،و أكرر فقط لوحدي
أساند نفس ي و أتمزق مع نفس ي أتشتت بزاويه غرفتي املظلمة و ال احد
سيجمعني ،الهاالت السوداء تحكي الكثير فمثال في يوم مض ى أخبرتني أني
كسرت قاعدة ابن خلدون أن إلانسان اجتماعي بطبعه فال طبعه دائم لي و
ُ
اعتمده إني أحارب سرابا ،أخبرتني أني أقدس مقولة
ال أسلوب
دوستويفسكي أني عظيم في عين نفس ي ألني وحدي اعرف صراعاتي و
معاناتي و أنكسراتي أشهد على كل اللحظات التي كادت أن تهزمني ولم
تفعل ،الحقيقة املؤذية أنني ألان أعود الى أين ؟ أعود للصمت لحزني
أعود إلى نقطه البداية أعود لكتماني و محاوالتي كي أعالج جروحي
الدامية بدون اللجوء إلى الصراخ.
حدو ايناس /الجزائر
43
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
أحالمنا في بعد آخر
بين البارحة واليوم يبقى حلمي معلق ،أن أرى نفس ي كما أريد كما أدعوا
هللا وأتمنى أتمنى .فال زال حلمي معلقا محطما في السماء بين الحلم
اليقظة فنحن نتعاطى الخيال عندما ينخر الواقع قوانا ،فأنا أشعر أن
روحي تتالش ى وتنهار في كل لحظة ،وفي كل برهة .ألافكار تتآكل داخل رأس ي
بفعل قوارض الحياة وأحالمي التي باتت عالقة وسجينة في كهف ال يمكنني
الوصول لها ،أحاول قدر استطاعتي أن أوقضها وأملم إنكساراتها
وتحطماتها لكن دون جدوى.
تتغلب علي تلك ألاحالم كل مرة أحاول الوصول لها ألجدها قفزة ثانية
مبتعدة عني ،تربح الرهان بفضل خوفي من عدم مالمستها حطامها داخلي
يخدش روحي في كل تحرك .
أشعر بالكآبة التي لطاملا أعتادت التحليق فوق رأس ي كغراب يسكن بيت
مهجورا ،أنعزلت وأنفردت.
عن غيري محاولة التمسك بأحالمي ،فما كان لي غير مكان واحد أرتاح
فيه ،إذ أجد نفس ي بائسة أتجه إلى دفاتري وأقالمي ألغلق فجوة تلك
ألاحالم املحطمة ،ألغوص بالكتابة على ورقة لعينة تعبر عن واقعي املهين
تنتهي أسطري لتبدأ غفوتي من جديد ترسم ذلك الحلم .
طبيعتي ترفض ألاستسالم أخبرت تلك الوسادة بأن اسمي سيبقى مزخرفا
عليها حتى يستقيم ذلك الخط ،أخبرت كتاباتي أن تبقى حبيسة ذلك القلم
املتراقص بين ألاسطر يدون أحالمي وأهدافي وغاياتي ،حتى وإن كانت
44
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
تتخبط في بعد آخر أخبرت أبي بالعزم على تحقيقها ونفض الغبار عني
وتحقيق ألامنيات ليأتيني اليقين باهلل بأن أيامي ستزهر الورود الذابلة
ينجاحي والفوز ،لعبور نقاط فشلي وطرد أطياف بؤس ي ،ليأتي يوم
وتنفجر فيه ينابيع أزهاري وصفاء سماء وملعان نجومي ،ألراقص بهجتي
ألرى رفرفة علم كفاحي ألرى فخر والداي بي ألرى أعينهم تنطق فرحا
وجوههم تمألها ألاسارير ..
لن أضع أحالمي في أقفاص الحياة الواقعية سأحررها لتعيش ال لتعلق
بها ،أنا فتاة التقسوا على نفسها بسبب واقعها املهين أعلم أنه حال مؤقت
أثق باهلل سيأتي يوم وأكون في القمة وأغير ماكنت عليه باألمس ،ألنني لن
أبقى أرى مايوجد باألسفل أعلم أنها هاوية لكني أرى ماهو أبعد إلى تلك
ألانوار والوصول إليها ،حتى وإن كان بعدا
آخر سأصل ألحالمي .
اميرة كوكو /الجزائر
45
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
تناقض حواس
قلب ممدد في غرفة التمريض على طاولة طبيب قاس ي إسمه القدر ،
عقل حاكم في مجلس الحياة يزور كل يوم ذلك القلب شديد املواجد
عسال النبض قاذفا له بكلمات مكفهرة ليخرج ظالم أحاسيسه .
سأله :كيف أصبت بشعورك هذا ؟
أجاب :دخلت مدار الحب دون أجندة بكل املتن لدي و بشعور حثيث
لغوب ،فور وصولي تلقيت الضربات الباخعة ،فأفلت أحالمي و تحطمت
ألن الحواس تناقضت ،قالب قلبي لم يكن يشبه تلك ألاحالم التي رسمتها
فتحطمت بقاياها ،أرسلت إلى هنا محطم كليا ،أدخلوني غرفة الجراحة
لربط وتين شراييني الصغيرة ،و ها أنا أمامك أحاسب على إحساس بريئ
بحلم محطم .
عفاف عايب /الجزائر
46
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
غرور أحالم
هاهي ذي أحالمنا التي تقبع وتنموا مع ألايام داخل عقولنا ،بغية أن
تسمعها أذن أو تراها عين تحمل وتزف لها خبر إلارتسام والوقوع على أرض
الحقيقة ،أو التناثر على حقيقة تجعلها واقعية وتضخ فيها حياة النجاة،
لطاملا كانت أحالمنا.
سراب يتالش ى بمجرد بزوغ شمس نهار جديد ،أحالم تأسرنا لنكون
سجناء لها بكل إخالص وتفاني ،تلك ألاحالم التي تطاولنا على واقعنا بغية
الفرار بها،لتكون عبقا آسرا يخط كل ذرة ألم تعرضنا لها،الزلت أتذكر كل
تلك ألاحالم التي سمحت ملخيلتي برسمها وأعطيتها ألوان فذة لتزينها وتزيد
من بريقها،حلمت كثيرا ألنني تيقنت أن الكثير يجلب أكثر من القليل،كنت
دائما على يقين بربي وبأنه معي في كل خطوة أتقدم بها نحو أحد
أحالمي،لقد كنت ذات عزيمة وإرادة قويتين عزمت منذ البداية أن أقطع
خيط عقلي،ذلك الخيط الذي يفصل بين حلمي في مخيلتي وحلمي
متجسدا أمام عيني بواقعية بحتة ،الزلت أنكمش من فرط حزني على
"لحظة التعافي بفضل الشافي" كما أطلقت عليه فقد حلمت أن أصبح
طبيبة جراحة أداوي وأحاول التخفيف على الناس وتلحيم بعض من
جروحهم بإذن من هللا سواء كانت جسدية أو نفسية ،لطاملا كان عطر هذا
املجال يرش أنعش العطور على قلبي،كم تمنيت أن أظفر به ولكن هللا شاء
لي أن أتخذ مسلكا آخر،لقد كنت على ثقة بربي وبما سأحصل عليه
مستقبال ،وألخرج من حاجز إلاخفاق هذا كما سميته ألنه عمل نبيل
وجرعة املحبة فيه ممتلئة،قررت أن أفيق على نفس ي وأن أمللم شتات
47
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
نفس ي بحثا عن تلك ألاحالم ألاخرى التي خططت معاملها في جوفي الذي
يأبى التفريط في واحدة منها،كانت موجة إلاخفاق تتوالى مع كل حلم أسير
نحوه وكلما أخفقت زادت عزيمتي وثقتي بإرادة ربي،سبحت في بحر كنت
الغريق فيه دون نجاة أو خيل لي ذلك ،فقد كنت البحار قائد السفينة
ُ
حاله على شاطئ البحر في نهاية املطاف،مع توالي ألايام
الذي يحط ر
حاولت إلاكتفاء بكل عمل أقوم به بتفاني وجد،وحاولت زيادة قربي من
ربي ودعوته أن ييسر لي أمري ويوفقني ويسدد خطايا،سرت بحثا عن
أحالم تتدفق كشالل في أوج الشتاء.
كن كأوراق شجرة في الخريف تصفر وتتساقط لكنها تعود بحلة جديدة في
الربيع،كن هواء عليل يبعث الراحة لكلتا رئتيك.
كن كتائب يبحث عن رض ى ربه ويناجيه بكل ماله من قوة بحثا عن رضاه
وحبه.
وال تتهاون وال تبتئس بشظايا ألاحالم بل إجعلها جسرا لك تعبر به آلافاق
آلافاق،وردد فقط ألنني أريد املض ي.
بوغردة جهاد /الجزائر
48
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
للقدر مفترق طرق
مبتغى وآمال يسعى لها املرء فيتعب الجلها ،يبنيها لبنة لبنة سعيا لجعلها
بناءا ثم بوهلة تحطمها جرافة ضخمة ،والسبب ألن ألارض ليست من
ممتلكاتنا ،يروي املتكلم ألابكم قصة عن الفتاة تيماء التي حلمت وتخلت
ثم أستبدلت .تيماء فتاة صغيرة جميلة محبوبة لدى كل اقاربها الذين
كانوا ينادونها بطبيبة البيت ،فكبر حلم الطب في قلبها شيئا فشيئا ،بعدها
دخلت أول عام دراس ي فكانت تدرس بجد وعيونها نصب حلمها فنالت
اعلى العالمات في كل عام حتى وصلت للصف السادس كانت حالتها
الصحية تتدهور ،حتى في يوم صار أنفها ينزف ووجدت بعض البقع
الحمراء في جسدها وكانت مرهقة طول الوقت ذات يوم اغمي عليها،
فأخذوها عاجال للمشفى فشخص ألاطباء وضعها فوجدوا انها تعاني من
سرطان الدم ،
صدمت تيماء وكل معارفها وأول ما خطر ببالها هو حلم الطب الذي
تالش ى ،بسبب مرض علمت بعده أنها لن تستطيع أكمال تعليمها ،أي أنها
لن تحقق مرادها بدأت فور علمها بدائها بالعالج الكيميائي الذي كان
يؤملها ويوجع كل عضلة في جسمها وما زاد تدهور حالها هو خصالت
شعرها املتساقطة تعرضت للنقد والتنمر من قريناتها اللواتي كن ينعتنها
بالصلعاء فتفر هي الى غرفتها وحيدة تذرف عيونها دمعا استمرت بالعالج،
ومرت سنوات عدة حتى استعادت عافيتها وشفيت نهائيا من اللوكيميا
الذي كان كابوسا يراودها كلما خلدت للنوم عاد شعرها لطبيعته وجسمها
الضئيل صحته ،حاولت تيماء العودة للدراسة فالذاكرة الطاملا حنت
49
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
للطب وكلمة الدكتورة تيماء تراود خيالها الواسع كل يوم ،ولألسف بائت
محاوالتها بالفشل فلقد مرت سنوات وهي تعاني من مرضها فجلست تروي
حزنها وهمها للورق ،حتى جبر الورق كسرها ونزف القلم اخمادا لنار قلبها
،فأعتادت الكتابة كل يوم فأكتشفت أن لها موهبة مختبئة بين أناملها أال
وهي الكتابة ،احبت وأحب الكل ما تكتبه وكانت تشارك في عدة مسابقات
كتابية وتفوز ككل مرة وهذا ما زاد من حماسها لتقديم ألافضل فأتخذت
قرارا وهو أن تكتب كتابا تحكي فيه عن معاناتها في هزم دائها ،وبداية حياة
جديدة مفعمة باأليجابية فنجحت وأبتاع الكل كتابها ووصل أسمها لألفق
ونجحت في مجال الكتابة صحيح ،انها الطاملا حنت للسماعة واملئزر
ألابيض الا إن القدر له مفترق طرق يتجه لدرب ال تتوقعه ،حلمك ليس
واجبا ليتحقق في آخر املطاف ربما حلمك أرض ال تمتلكها فعليك بامتالك
ارض لتبني فيها دون خوف من التهديم واملعنى ،يجب ان تحل املوهبة
ليتحقق املراد ،ووجود ألاصرار لبناء أول أربع عماد.
شيماء قادري /الجزائر
51
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
نافذة األمل
بعض من التساؤالت ال جواب لها كذلك الحياة الغاز و متاهات ال
نستطيع الخروج منها وال نعرف ايضا من أقحمنا فيها ،وكيف لنا ان
نخوض كل تلك الصراعات في خضمها،ليس صعبا ابدا أن نبدأ من جديد
ولكن ألاصعب هو كيف سنبدأ ،ماذا لو كانت تلك البداية عبارة عن فرع
من ذلك الطريق القديم ،الكثير من التوقعات وقليل من ألامل ،ألاحالم هي
منفذنا الوحيد الى معبر ينقضنا من ترسبات املاض ي تدفعنا لنسعى الى
مستقبل يحمل القليل من ألانفراج نرسم أحالمنا بريشة القدير نطمع ان
يقال لها كون فيكون أحيانا ،كنت امش ي في ممرات ال أعرف لها نهاية وال
أرى لها نورا في ألافق ولكني أمش ي أتبع حدس ي واثقة بذلك الشعور الذي
يجتاحني ألواصل ،تشتد العتمة كلما أبتعدت ،أتعثر ولكني كنت دائما ما
أرمي خيبتي أملي جروحي ورائي ألعود أنهض من جديد ،كان ذلك حافزا
قويا يروض ضعفي ويدفعني للمض ي قدما يأسر مللي ويهمس في روحي
ليس لنا غيرنا تشجعي ثابري وسيكون لكي ما أردتي ،كل خطوة أخطوها
ُ
لألمام أتذكر أنه مازال أمامي مئات ألاميال أتقدم خطوة وذكريات الفشل
ترجعني الى الوراء ،ورغم ذلك سرت في طريقي وحين وصلت تفقدت املكان
لم اجد سوى نافذة صغيرة يعبر منها قليل من أشعة ألامل ،كان ذلك
الباب موصدا بأملحسوبية مرصعا باملال فأدركت حينها أننا كلما كبرنا
ستكبر معنا أحالمنا وتصغر حضوضنا لتحقيقها .
سنوس ي زكية جزائر
51
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
سم دون ترياق
تتأرجح ألاماني على عتبات القدر ،أحالم و ذكريات مدفونة أيقظتها ملسة ،
لتخرج من برزخ السبات إلى يقظة النهار ،تلملم حبوب بيدر منفرط آلامال
،تضمد النحيب بخيوط الشمس ،لتصنع من بقايا الحزن أنسان تسلط
ضوئها ،على تلك ألاوراق املمزقة امللقات في زاوية مظلمة ،فأعزف
سمفونية بقلمي الذي ال يمل القلم املهجور ،أعرف و أعرف حتى تدمى
أصابعي الشبه مية ،واخط سطورا كئيبة ،ألسمع صدى ما بينها ابيت
ارعى النجوم .
وأروي حكاية قلب بائس تعلق بالدنيا ،فرمته آالم في الصميم ،و تبقى
قيتارتي تصدر صوتا عن دفتر تعب من الخطوط ،عن روح أنهكها
الصمت و الكتمان ،و ما سكون الليل إال إرتطام ذكريات ،تمنيت لو
كانت الحياة حكاية تكتب بقلم الرصاص ألمحوها و أرتاح ال أجتاح منها
سوى قطرات دمع متناثرة على أتربة متطايرة أحالم محطمة فوق آمال
منطفئة ،أوجاع بلغت القمم و صرخات في قاع اللب ،آالم مزهرة في جثة
هامدة ،روح سكنتها ألاشباح ،قلب إستولته ألاشواك ،فتلبس قلبي
ثوب إلامالق ،سحبت أذيال الصبى و تربع إلايراق قنة مهجتي ،أتسلق
حبال الصمت و أربط ألامنيات بجذع نخل خاو ..أرقد تحت عريشة
الجسد ،لعل إحدى الغيمات تبتسم طال الرجاء و تمطى جوفي ،ألتجرد
ألاحباء و ألاخالء إكتفيت بصداقة الشمس و حب القمر ،أصبوا تالمس
ألاجفان ،ألنقلب من غابة أشجار من مرجان إلى إمرأة تصعد من ضباب
الروح ،تحمل فأسا و قنديال و منجال مهترىء ...تخبىء الشمس بعينيها ،و
52
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
على شفتيها يجلس القمر ،تحاول العبور من حاجز الوقت ،ألخرج
الضحية أني ما عدت قادرة أن أمض ي قدما ،و بين مطرقة و سندان ،
صارت جل أمنياتي أن أنعم بالسالم فقط ،ذلك آلامان الداخلي الذي
يغلف أفئدتنا ،بوشاح الطمأنينة ،أصبحت أحس بخوف شديد يعتلي
أضلع صدري ،ويدججه كأنه رصاصة منغرزة بين أضالعه ،ال تقتلني وال
تتركني أعيش بسالم ،تتأرجح دوي صداها لتخترقني ،مهال رويدا فلست
مستعدة لكل الصدمات ،أمهليني فرصة التنهيدة ألاولى و ألاخيرة ،
صرخات ألالم الصامت ،تجتاح كياني الهش ،
لتنطفىء شمعة ألامل املتبقي ،و انا أرى ذاك البخار املتصاعد منها آخر
مرة ..و على وجهي إبتسامة هادئة ،أهمد الطريق لراحلين ،راضية بقدري.
إيناس تبوب /الجزائر
؟
53
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمي أين أنت؟
أ تراك تبحث عني ...
ام ان البحث جار من طرف واحد ...
أم أنك بحثت ثم أضعت الطريق ؟
أم كالنا في حلة ُ
بحثه عن آلاخر غريق ...
ر
سأعود بك إلى الوراء أبثك شكواي ....
كان عاما ماطرا بالدمووع ...
صمتت فيه أحالمي صمت القبور ...
ضجيج ألاس ى حل بداخلي ...
صار اليأس عنوان أيامي ...
تحطمت سفينة آمالي ..
كنت قريبة من تحقيق ألامل املنشود ...
ثم فجأة تالش ى من الوجود ...
أختنق من نظرات الشفقة و التحسر ...
تتراشقني سهام اللمز و الهمز من كل مكان ...
أليم منظر أمي تكفكف الدموع سرا.. .تقرأني معوذات السكينة و
السالم...
تغصب وجهها الوضاح على البسمة ...
تحاول أنتشالي من مستنقع النكبة ...
أرى أقراني يمضون مع حلمهم متنشين باإلنتصار ...
54
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
و أنا أجر أذيال الخيبة و الدمار ...
صفعة تلك أفاقتني من نشوة أحالمي ...
أستلتني بكل عنف ضاربة بي عرض حائط واقعي البائس ...
تذكرت ليلة وقفت تحت زخات املطر ...
أطلق العنان لنزيف كياني املنهمر ...
ما أقساه من شعور ...
مللمت جراحي و صدماتي ....
أعلنت البدء من جديد ...
أعدت الكرة مرة أخرى ...
برغم الظروف و املعوقات تسلحت بالقوة و الثبات ...
و تحل النكبة القاتلة ..اي لعبة تلعبها معي الحياة ...نفس القدر و ألالم
ضعفين ...الى هنا و فقط ...أنكسر عكاز ألامل ساد اليأس و الضمور
أرجائي ...
حانت ساعة الوداع يا حلمي الضائع ...آن ألاوان لتصير مجرد رفات ...
لم اعد أحتمل نظرة الحسرة منك أماه ..
و ال الدموع و الشهقات ...هنا أكتب آخر سطر ..أشيع آخر الكلمات ...
أضع نقطة نهايتك يا حلمي ...
ربما يمنحنا القدر شرف اللقاء ...
لغريب آية /الجزائر
55
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
ضحية حرب
ما شأنكم بأحالمي ،بأقالمي ،بإقدامي ؟
لم تصرون على تمزيق أوراقي ؟ لم تهشمون وجداني ؟
غليظوا قلب أحتلوا أوطاني ،فأحرقوا ياسمينها و البستان ،و قتلوا
اليمام.
الطفل و
ِ
لم يعرفوا لإلنسانية ّ
أي مضمون و ال حتى عنوان ،
اخترقوا الحدود ،أفسدوا ألارض ،و هدموا البيوت و الجدران ،
مألونا رعبا و أمطروا علينا رصاصا أوقع ّ
كل بنيان ،
ّ
حقنا ،هويتنا ،ترابنا و أهلينا و ّ
ّ
كل ما نحب ،
بكل وحشية سلبونا
بأي ّ
أستحلفكم بمن هو مالقيكم ّ ،
حق فعلتم ؟
بأي ّ
ّ
ّ
ّ
براحتي أمي لتمسح عليهما برفقها و
وجنتي
حق حرمتموني أن أدفن
عطفها ثم ّ
تضمني إلى صدرها املضمخ بعبق عطرها ،ذلك الذي يكون
ريحه أقرب لياسمين الشام و مسك الكعبة ،ثم تمرر أصابعها بين
خصالت شعري املنسدل على كتفي ،لتقبل جبيني بعدها و تهمس في أذني
دعوات ترافقني طيلة حياتي ،
بأي ّ
أستحلفكم بمن ال يضيع مثقال ذرة ّ ،
حق قطفتم رأس والدي أمام
ّ
عيني و أنا التي كنت أقف في الزقاق أراقب مجيئه و أعد الثواني ببعده و
أتحمل قيظ ظهيرة حزيران ،ألرى خياله عندما تبدأ الشمس باملغيب
فأهرول نحوه و أطبع قبلة على خطوط يده التي أكل العمر منها شيئا و
جعد ناصيته و رغم هذا ينحني ّ
إلي فيحملني و يحضنني بحنوه الذي ال
مثيل له ،لكن في ذلك اليوم أنا التي غرفت من دمائه الراكدة تحت جثته
56
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
و حملت رأسه و ذهبت به إلى أهلي أبكيه و أقول :لقد قطفوا الزهرة من
الغصن ،لقد ماتت زهرة عمري .
كيف هان عليكم أن ترمونا بصواريخ غدركم ؟ كنا أطفاال صغارا ،عددنا
ّ
ثالث ،أنا فقط التي نجت من شبح موتكم ،أنا فقط💔 ،في حين أن أخي
لم يبق له أثر ،وددت لو عانقته طويال قبل ذلك الوقت ،تمنيت أن أتأمل
ُ
ُ
وجهه أختي
تذكرته و نسيت
وجهه البريء قبل أن يذهب لألبد ،فليتني
املدمى بين يدي ،أنا التي أمسكت توأمها و الدماء تتدفق من عروقها
لتطهر ثرى ألارض .
بأي ّ
ّ
حق اخترتم أن تكون ذكرياتي كهذه ،و أن أفترش ألارض و ألتحف
السماء ،و أرمق الشجرة -التي علق جدي أرجوحتي عليهاّ -
بكل أس ى و
حسرة على ما مض ى ،
أرجوحتي التي لم تسلم منكم أيضا فأحرقتموها مع البيت و البستان و
ّ
ّ
إال أن يموت بأ ضه بكرامته ألنه أقتنع أن خرو ُ
جه
حتى جدي الذي أبى
ر
منها سيبقيه ذليال مهما كان عزيزا .
و آلان ،و بعد كل هذا ،ها هو قلمي يجهر بمعصيتكم و يكتبها حروفا تقرأ
و تخبر ألاجيال :أن تمسكوا بهويتكم ،بأهليكم و بأرضكم ،ال تسمحوا
لهم أن يسلبوكم أقالمكم ،تعلموا ،و اكتبوا ما دمتم أحياء و جسدوا
مظاهر ظلمهم ،حرضوا على صدهم ،فنحن إن أتحدنا أقوى منهم ،
أولئك الذين يزعمون أن ألارض لهم بال حق و ال آية ،
أنتم على حق فاثبتوا ،و قاتلوا حتى الرمق ألاخير ،و أكتبوا تاريخكم
بأيديكم .
57
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
فال تتركوا مجاال للفرصة أن تسنح لهم برسم أحالم محطمة لكم ،
أرسموها شامخة ،و باشروا بعمارها .
*| سالي يوسف الحديدي |* سوريا
58
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
ديسمبرية األحالم الناقصة
في ديسمبر ليست نهاية ألاحالم...
بل نهاية آلامال املعلقة على عاما قد مض ى وما زلنا نراها أحالم ،باتت
حقيقية رغم أننا نرآها تغادرنا في بداية الطريق ،احالما
ً ما زالت في ذاكرة التاريخ نذكرها وال نرآها سوى وهم أو ربما خيال مجنح
يبعد عنا مسافات طويلة ،أو ربما نرآها في ألافق احالما
ً نعيشيها بكل تفاصيلها املؤملة وكأنها ليست شبيه
بواقعنا ،ليست شبيه باألحالم ،طفولتنا احالم
أطفأت لهيب حماسنا في كل مرة احالم مفقودة
لم تكمل يوما ،في كل عام في كل عام وبتحديد بداية #ديسمبر تكثر ألاحالم
الناقصة وتكمل في نهايه #ديسمبر حتى تبدأ من جديد
وتحمل كل ألاحالم إلي عامها القادم ،لعلى وعس ى
أن تتحقق يوما في إحدى أعوام #ديسمبر
في #ديسمبر تبدأ ألاحالم
وتنهي ألاحالم الناقصة قد تنتهي ربما قد تنطفئ
ولكنها تبعدنا عن واقعنا املعدوم .....
إيمان طالب عبد الرحمن أبو عنزة /
ألاردن
59
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
"على شفا انهيار"
على أبواب غرفتي السوداء ،تحاكيني الجدران وترسم لي ألاحالم الوردية
كأنها مزهريات محطمة وتخبرني النجوم أن ال أمل لي ،أقف على حافة
عمري متفرجة على حلقات مسلسل حياتي تحت عنوان الخيبات
وألانكسارات ،يحاصرني شبح الفشل من كل جانب يريد فقط كتابة
انتصار جديد له ،تحاربني أبتسامتي من أجل ظهورها على محياي فأنتصر
عليها ّ
وتتلبد شفتاي ،فما عادت عضالت ألابتسام خاصتي تعمل ،أحالمي
البيضاء الساطعة ّ
تزين فقط أفكار ليلي فتلمع لي وتأبى الظهور
لكن تفكيرك في قوقعتك ،فأخرج من صندوق عقلك وستصدم بالنتائج،
أجل شباب تالف أساس ألامة خراب وبعد الخراب أنهيار فلو جعلنا من
شبابنا مشعل لصلح حالنا ،أهملناه أدركنا عليه واقعة وقيدناه جعلنا
همه فوق هم اثقلنا كاهله دفنا مواهبه حطمنا مهاراته تنمرنا باحالمه ،
ُ
حتى ماكان حله الا أدمان تاله أدمان.
مالك شعيب /الجزائر
33
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
لهيب الانكسار
انكدرت ألاحزان ،وداعا لألمال ،أنتهت ألاجال ،احالم حطمتها بذكاء غبائي،
باهلل من سيواس ي أالمي بعدما ضيعت أغلى أهدافي ،عاشت ألاحزان
بدواخلي ،ذبلت أناملي ،فاضت على الخد دمعاتي من أعالي السماء املغيمة
سمعو آهاتي ،أنادي للرحمن «ياهلل ماذا فعلت ألجني كل هذا النكد و
عزتك و جاللتك لقد أنهك هذا الجسد» يا ترى هل سيبقى هذا الى ألابد
ام الى أيام ال تحص ى وال تعد.
اكتس ى حظي حلة سوداء ،طارت أحالمي الى أعالي السماء ،أصبحت ال
أعلم أين الهناء ،بحبر قلمي ألازرق ضيعت ذلك الحلم ،نتيجته وضعت في
قلبي كالسم بكت عيناي الدم ،أنفجر صدري «آسف ال أستطيع تحمل كل
هذا الهم» أحالم محطمة أصبحت روحي مسممة فاليوم ال تنفع الندامة،
كورقة الخريف في أعالي الشجرة سقطت و أصبحت كالحشرة ،أنكسر
قلبي عندما رأيت تلك النظرة كأنها تقول لي «آآآه يا أبنتي»
يا أمي
صديقيني فعلت كل ما بوسعي ألحقق حلمنا لكن القدر كان ضدنا ،كل
ش يء بيد هللا هذا ما نسينا تحطمت يا أمي اعلم كم عانينا لكن هللا هكذا
اراد .
تحطمت أحالمي وأهدافي في الطريق املهجورة ُرميت سعادتي في اي مقبرة
انت مدفونة يا ابتسامتي ،لم اكن يوما سعيدة في بيوت الحزن و ألالم أنا
سجينة أعيش قصة رعب كئيبة تبا لك يا دنيا انت حقا عجيبة وداعا يا
34
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمي لقد حطمت قلبي و قلب أمي ،أصبح وجودي في الحياة مثل عدمي
وداعا لألحالم و مرحبا بما يريده القدر.
نسيمة بوعشرين /الجزائر
35
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أمنية عجوز
ال أعلم عن ما سأكتب ،هل عن أمنيات مفقودة و منسوجة في عالم
الخيال ،أم عن أحالم مدفونة في أرض الواقع ،ومن تأمل في مهزلة ما
ُ
عامله الخيالي ،بالنسبة له هو أفضل
يعيشه من تهميش لفضل البقاء في
مكان يستطيع التكيف فيه ألنه من صنع نفسه،كم من قصة
ُ
حب خلقت في مكان مكنون داخل قلب محطم ،ولكن سرعان ما تحطمت
خارجه ،و كم من شاب خلف القضبان تمنى العيش في حياة عائلية
تجمعهم روح املحبة و املودة و سببه طيش مراهقة ،كم من مريض تمنى
العودة إلى حياته الطبيعية مع خالنه و جيرانه و هاهو اليوم تحت التراب
فال أنيس ،كم من خواطر كسرت و كم نفسيات دمرت جراء معاناتهم،
اتذكر جيدا ذلك.
العجوز الهرم الذي و جدته في زاوية مسجد ،و قد شابت لحيته من فرط
التفكير و أسودت عينيه من قلة النوم ،.فجذبني هذا املنظر الشاجن
إليه ،جلست أمامه و بعد التحية قلت :
ما دهاك يا عم ؟ أراك حزينا بائسا ،فماذا جرى ؟
تنهد تنهيدة تحمل في طياتها كل أمارات التعب و قال :
أتعلم يا ولدي ،إن هذه الدنيا مهما عشنا فيها تبقى مقبرة ،قلت في
دهشة:
مقبرة !!
36
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
نعم مقبرة دفنت فيها كل أحالمي ،منذ أعوام و عقود تمنيت أن أحض ى
بولد متعلم أفتخر به أمام الخلق وأعتز به بين الناس ،ولد يحمل إسمي
بعد مماتي فها أنا اليوم وحيد وال أحد سيتذكرني حين أغادر الحياة،
تمنيت أن أحض ى بمكانة مرموقة وسط مجتمعي ،و لكن ال مكانة لي،
أتعلم ملاذا ؟
قال :
ألن مجتمع يذل فيه كبيرهم و يعظم فيه صغيرهم ،يقاس فيه البشر
بمالهم ال بتعلمهم و تعلقهم بربهم فال تنتظر منهم أي ش يء،
قلت :و الدمعة منحبسة في عيني
ال عليك يا عمي ،فإني و هللا أحس بما تحس به ،و هللا و حده هو جبار
الخواطر و محقق ألامنيات.
إستقام من مجلسه و سار خطواته البطيئة نحو باب املسجد ،إلتفت و
قال :
وهناك الكثير و الكثير من ألاحالم املخبأة ال أريد أن أحدث أحد عنها.
طاهر هاني /الجزائر
37
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
دمعة حلم
منذ كانت صفحة ثغام ؛
دونت ورسمت كل ألاحالم ؛
نية وبراءة همة وعزام ؛
وأن تكون جراحة ناجحة كان مرادها أجل إنه املرام ؛
حلمها تحطم بطالسيم الحقرة ؛ أجل املرض ألاعوص من الجذام ،
وفتى ذو نباهة وبصيرة وكياسة في شتى السبل ولكن سخرية وفقر شرس
التهم الحلم الفاتن ،ومراهقة
أختلست أحالمها بتقاليد سجن النكاح قبل البلوغ خوفا من أقتناء العار
أال أنكم العار بحلة بشرية ؛ إنها زهرة خلقت لتولج في حقل طموحاتها ،
مضغة
حلم أكلتموها بشراسة ويوما ما ستقتاتون فضالت هظمها،
ال للقنوط جرعة أمل أو آمال وقوة إيمان وليدة حلم جلي.
_____________________
ثغام:نبات شديد بياض ثمره وزهره إذا يبس يشتد البياض اكثر وهنا اعني
صفحة بيضاء.
_____________________
إلاسم :ريمة شقرة
الجزائر
38
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أزهر يا حلمي
من منا ال يملك حلما؟من منا ال يسعى إلى هدف؟ نحن ال نختلف في كوننا
نحلم ،بل نختلف في درجة سعينا لتحقيق أحالمنا ،وهنا تستحضرني قصة
ثالثة أصدقاء،ياسر،ياسين وعمر ،وقد كان لهؤالء ألاصدقاء أحالم
مختلفة ،فياسر كان يحلم بأن يصبح العبا مشهورا ،وياسين كان أكبر
أحالمه أن يصبح أستاذا في الجامعة ،أما عمر فكان يطمح أن يصبح
طبيبا ،فقرر ألاصدقاء الثالثة أن يفعلوا املستحيل للوصول الى مرادهم،
فبدأ كل منهم وضع النقاط على الحروف ،إال أن ياسر بدأ في وضع أعذار
واهية ،وتججج بالواقع والظروف،فتخلى عن حلمه قبل ان يبدأ ،أما
ياسين قرر ان يواصل خططه املرسومة بغية تحقيق ما يصبو إليه ،إال أن
الخمول والكسل بدأ يتسلالن اليه شيئا فشيئا ,وبات يؤجل ُوي ّ
سوف الى
ِ
أن قتل سيف التسويف حلمه،في حين عمر صمم وعقد العزم على أن
ُ
حلمه واقعا مهما كلفه ألامر ،فراح يدرس ويضاعف جهوده وينهل
يجعل
ّ
من كل ش يء له عالقة بالطب ،وكلما أحس بالقليل من اليأس يتخلله
ُ
يسقيه
حلمه على أنه زهرة،
حاول جاهدا قتله ،فعمر كان يتعامل مع
ِ
باإلرادة والعزيمة وإلاصرار ،كي ال يذبل أو يموت ،فكان ال يعرف معنى
النوم إال سويعات قليلة يسترجع فيها أنفاسه ،أما نهاره فيمر بين دراسته
ُ
يدنيه من حلمه ولو بخطوة واحدة ،ألنه كان
والكتب والبحث عن كل ما
إليه ليس بالش يء الهين ،لكن عمر جعل حلمه
يعلم يقينا بأن ما يصبوا ِ
أكبر من واقعه وظرو ُ
فه أيضا ،وأصبح يعيش الا من أجله وألجله ،اقترب
موعد ألامتحانات ،لكن بالنسبة لعمر فتلك ليست مجرد امتحانات ،انما
39
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
هي همزة الوصل بينه وبين حلمه،بل هي الباب الذي من خالله سيلج الى
قصر أحالمه .وها قد جاء اليوم املوعود ،فالحالم عمر أمام ورقة
الامتحان ،بل هو أمام جواز سفره الذي سيمر به مطار التعب والجهد
وألارق ليلتقي بالحلم املنتظر ،ويحوله من حلم كان يتنفسه الى واقع
سيعيشه ،لكن حدث ما لم يكن في الحسبان ،أتصل عم عمر ليخبره أن
أمه وافتها املنية ،خبر وقع على أذني يوسف مثل الصاعقة ،ماذا سيفعل
عمر؟ وما يفصله عن حلمه الا ساعات ،هل سيكمل حلما دفع راحته
ُ
وعلمته الحياة؟ وقع
ووقته ثمنا لتحقيقه؟ أم أنه سيلحق من أعطته
يوسف بين نارين ،نار التخلي عن حلم عاش من أجله ،ونار فقدان من
عاشت ألجله ،دون أي تفكير ودون أي شعور ،هرول عمر ليرى أمه آخر
ُ
مرة ,تاركا ور ُ
أجله الليالي ،ذهب ليلحق ما ال يعوض،
ائه حلما سهر من
شيع عمر جنازة أمه وشيع معها جنازة حلمه،فدفن أمه في قبرها ،ودفن
قلبه ،وعاش سنة كاملة من عمره يرثي أمه وحلمه معا ،وفي أحد
حلمه في ِ
ألايام التقى بصديقه ياسر ،ورغم أن ياسر يعلم جيدا بما حدث مع عمر،
رحب به مستهزئا :أهال بالطبيب عمر ،أو لنقول أهال بعمر الذي جاهد
واجتهد ليصبح طبيبا ،لكن سفينته غرقت قبل الوصول الى الشاطئ،
أحس عمر بكمية الاستهزاء املوجودة في كلمات ياسر ،لكنه لم يبدها له،
ُ
سريره يفكر في عبارات
فعاد الى البيت ،ثم دخل الى غرفته واستلقى على
ياسر ،وكيف حاول استصغاره ,والتقليل من شأنه،وراح يتذكر املاض ي،
ُ
داخله ،وأخذه الشوق ليعيش
وفجأة أخذه الحنين الى ذلك الحلم الدفين
ذلك الحلم من جديد ،وفي لحظة غير متوقعة ،قرر يوسف أن يعيش
41
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمه مرة أخرى ،ويثبت لياسر أن حلمه لم يكن نزوة عابرة كما يعتقد،
فعاد الى امليدان من جديد ،وولد حلما جديدا من رحم املعاناة ،أعاد عمر
الحياة لزهرته الذابلة ،وأزاح من حولها ألاشواك ،ودبت الحياة فيه مرة
أخرى ،فأخرج كتبه وشرع يقرأها صفحة بصفحة ،وأبحر بسفينة حلمه
نحو الهدف ،اجتاز عمر الامتحانات النهائية ،وظل ينتظر ظهور النتائج،
ها قد جاء اليوم املوعود وماهي الا لحظات ويتم اعالن النتائج ،عمر أمام
قائمة الناجحين ،مندهشا مما يرى ،نعم عمر احتل الصدارة ،وأخيرا
أصبح طبيبا وبجدارة ،واليوم الحالم يبطش بالحلم ويحيله واقعا ،عمر
ُ
الان يزاول مهنته ،بل انه يزاول
حلمه ،اليوم أول يوم لعمر في املستشفى،
وفي هاته ألاثناء أسعفوا أشخاصا على جناح السرعة ،وهؤالء أول مرض ى
يعالجهم عمر ،أول من يعيش معهم عمر حلمه ،وقد شاء القدر ان يكون
ياسر وياسين أحد املتعرضين للحادث ،دخل عمر الى غرفتهما ليعاينهما،
فاذا بالسكون يعم املكان ،والدهشة تعلو الوجوه ,فرحب عمر بياسر
قائال :أهال باملريض ،فاستحضر ياسر ذلك اليوم وتلك الكلمات التي
قالها مستهزأ بعمر ،فشعر بالخجل ،وتمنى حينها لو أنه لم يتخلى عن
حلمه ،وحارب من أجل تحقيقه ثم دنى منها ليفحصهما ،فسأله ياسين
كيف ومتى أصبحت طبيبا ،وأنت الذي اعتزلت الحياة بعد وفاة أمك،
ُ
فأجابه عمر وشزرات الفخر رسمت
وتخليت عن حلمك بأن تصبح طبيبا؟
على مالمحه :نعم كنت قد تخليت عن حلمي ،لكن حلمي كان أعند مني
وأبى ان يتركني ،فقررت ان أتمسك به,وان أجعل النجوم مواطئ أقدامي،
41
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
وها أنا اليوم بعزيمتي واصراري فعلت ما أريد ،فاألحالم وجدت لتتحقق يا
صديقي ،وإذا أنت لم تحقق حلمك،سيستغلك أحدهم في تحقيق حلمه.
حياة حشاشنية -الجزائر
42
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
أحارب سرابا
هناك في القمة عاليا ،أرى نفس ي تسقط وأنا ال أبالي أحاول النجاة و ال
أفلح ،بعيدا املح جثتي تتالش ى عميقا بجانب تالل تلك القمة ما زلت
أنحدر نحو الهاوية ،حاملة في أحضاني مجموعة من ألاماني ألقصد
تحقيقها أني أخطو خطواتي و بكل خطوه يسقط مني حلم كادت تنتهي
مني كل أشيائي ،أشتقت لنفس ي القديمة لعفويتي و شغفي رغم أنكساري،
أسفة أيها العالم الدنيء ال أستطيع مجابهتك ،توقفي يا حياتي عن رمي
بالكدمات أدري أن طريقي سيؤدي بي إلى املمات ،أيتها الحياة ال تهجمي
علي بالضربات حاربيني بشرف إني وحيدة امأل ثغراتي أغطي عيوبي ألون
بهتاني و أبني تحطمي إني أجبر أنكسار خاطري ،و أكرر فقط لوحدي
أساند نفس ي و أتمزق مع نفس ي أتشتت بزاويه غرفتي املظلمة و ال احد
سيجمعني ،الهاالت السوداء تحكي الكثير فمثال في يوم مض ى أخبرتني أني
كسرت قاعدة ابن خلدون أن إلانسان اجتماعي بطبعه فال طبعه دائم لي و
ُ
اعتمده إني أحارب سرابا ،أخبرتني أني أقدس مقولة
ال أسلوب
دوستويفسكي أني عظيم في عين نفس ي ألني وحدي اعرف صراعاتي و
معاناتي و أنكسراتي أشهد على كل اللحظات التي كادت أن تهزمني ولم
تفعل ،الحقيقة املؤذية أنني ألان أعود الى أين ؟ أعود للصمت لحزني
أعود إلى نقطه البداية أعود لكتماني و محاوالتي كي أعالج جروحي
الدامية بدون اللجوء إلى الصراخ.
حدو ايناس /الجزائر
43
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
أحالمنا في بعد آخر
بين البارحة واليوم يبقى حلمي معلق ،أن أرى نفس ي كما أريد كما أدعوا
هللا وأتمنى أتمنى .فال زال حلمي معلقا محطما في السماء بين الحلم
اليقظة فنحن نتعاطى الخيال عندما ينخر الواقع قوانا ،فأنا أشعر أن
روحي تتالش ى وتنهار في كل لحظة ،وفي كل برهة .ألافكار تتآكل داخل رأس ي
بفعل قوارض الحياة وأحالمي التي باتت عالقة وسجينة في كهف ال يمكنني
الوصول لها ،أحاول قدر استطاعتي أن أوقضها وأملم إنكساراتها
وتحطماتها لكن دون جدوى.
تتغلب علي تلك ألاحالم كل مرة أحاول الوصول لها ألجدها قفزة ثانية
مبتعدة عني ،تربح الرهان بفضل خوفي من عدم مالمستها حطامها داخلي
يخدش روحي في كل تحرك .
أشعر بالكآبة التي لطاملا أعتادت التحليق فوق رأس ي كغراب يسكن بيت
مهجورا ،أنعزلت وأنفردت.
عن غيري محاولة التمسك بأحالمي ،فما كان لي غير مكان واحد أرتاح
فيه ،إذ أجد نفس ي بائسة أتجه إلى دفاتري وأقالمي ألغلق فجوة تلك
ألاحالم املحطمة ،ألغوص بالكتابة على ورقة لعينة تعبر عن واقعي املهين
تنتهي أسطري لتبدأ غفوتي من جديد ترسم ذلك الحلم .
طبيعتي ترفض ألاستسالم أخبرت تلك الوسادة بأن اسمي سيبقى مزخرفا
عليها حتى يستقيم ذلك الخط ،أخبرت كتاباتي أن تبقى حبيسة ذلك القلم
املتراقص بين ألاسطر يدون أحالمي وأهدافي وغاياتي ،حتى وإن كانت
44
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
تتخبط في بعد آخر أخبرت أبي بالعزم على تحقيقها ونفض الغبار عني
وتحقيق ألامنيات ليأتيني اليقين باهلل بأن أيامي ستزهر الورود الذابلة
ينجاحي والفوز ،لعبور نقاط فشلي وطرد أطياف بؤس ي ،ليأتي يوم
وتنفجر فيه ينابيع أزهاري وصفاء سماء وملعان نجومي ،ألراقص بهجتي
ألرى رفرفة علم كفاحي ألرى فخر والداي بي ألرى أعينهم تنطق فرحا
وجوههم تمألها ألاسارير ..
لن أضع أحالمي في أقفاص الحياة الواقعية سأحررها لتعيش ال لتعلق
بها ،أنا فتاة التقسوا على نفسها بسبب واقعها املهين أعلم أنه حال مؤقت
أثق باهلل سيأتي يوم وأكون في القمة وأغير ماكنت عليه باألمس ،ألنني لن
أبقى أرى مايوجد باألسفل أعلم أنها هاوية لكني أرى ماهو أبعد إلى تلك
ألانوار والوصول إليها ،حتى وإن كان بعدا
آخر سأصل ألحالمي .
اميرة كوكو /الجزائر
45
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
تناقض حواس
قلب ممدد في غرفة التمريض على طاولة طبيب قاس ي إسمه القدر ،
عقل حاكم في مجلس الحياة يزور كل يوم ذلك القلب شديد املواجد
عسال النبض قاذفا له بكلمات مكفهرة ليخرج ظالم أحاسيسه .
سأله :كيف أصبت بشعورك هذا ؟
أجاب :دخلت مدار الحب دون أجندة بكل املتن لدي و بشعور حثيث
لغوب ،فور وصولي تلقيت الضربات الباخعة ،فأفلت أحالمي و تحطمت
ألن الحواس تناقضت ،قالب قلبي لم يكن يشبه تلك ألاحالم التي رسمتها
فتحطمت بقاياها ،أرسلت إلى هنا محطم كليا ،أدخلوني غرفة الجراحة
لربط وتين شراييني الصغيرة ،و ها أنا أمامك أحاسب على إحساس بريئ
بحلم محطم .
عفاف عايب /الجزائر
46
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
غرور أحالم
هاهي ذي أحالمنا التي تقبع وتنموا مع ألايام داخل عقولنا ،بغية أن
تسمعها أذن أو تراها عين تحمل وتزف لها خبر إلارتسام والوقوع على أرض
الحقيقة ،أو التناثر على حقيقة تجعلها واقعية وتضخ فيها حياة النجاة،
لطاملا كانت أحالمنا.
سراب يتالش ى بمجرد بزوغ شمس نهار جديد ،أحالم تأسرنا لنكون
سجناء لها بكل إخالص وتفاني ،تلك ألاحالم التي تطاولنا على واقعنا بغية
الفرار بها،لتكون عبقا آسرا يخط كل ذرة ألم تعرضنا لها،الزلت أتذكر كل
تلك ألاحالم التي سمحت ملخيلتي برسمها وأعطيتها ألوان فذة لتزينها وتزيد
من بريقها،حلمت كثيرا ألنني تيقنت أن الكثير يجلب أكثر من القليل،كنت
دائما على يقين بربي وبأنه معي في كل خطوة أتقدم بها نحو أحد
أحالمي،لقد كنت ذات عزيمة وإرادة قويتين عزمت منذ البداية أن أقطع
خيط عقلي،ذلك الخيط الذي يفصل بين حلمي في مخيلتي وحلمي
متجسدا أمام عيني بواقعية بحتة ،الزلت أنكمش من فرط حزني على
"لحظة التعافي بفضل الشافي" كما أطلقت عليه فقد حلمت أن أصبح
طبيبة جراحة أداوي وأحاول التخفيف على الناس وتلحيم بعض من
جروحهم بإذن من هللا سواء كانت جسدية أو نفسية ،لطاملا كان عطر هذا
املجال يرش أنعش العطور على قلبي،كم تمنيت أن أظفر به ولكن هللا شاء
لي أن أتخذ مسلكا آخر،لقد كنت على ثقة بربي وبما سأحصل عليه
مستقبال ،وألخرج من حاجز إلاخفاق هذا كما سميته ألنه عمل نبيل
وجرعة املحبة فيه ممتلئة،قررت أن أفيق على نفس ي وأن أمللم شتات
47
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
نفس ي بحثا عن تلك ألاحالم ألاخرى التي خططت معاملها في جوفي الذي
يأبى التفريط في واحدة منها،كانت موجة إلاخفاق تتوالى مع كل حلم أسير
نحوه وكلما أخفقت زادت عزيمتي وثقتي بإرادة ربي،سبحت في بحر كنت
الغريق فيه دون نجاة أو خيل لي ذلك ،فقد كنت البحار قائد السفينة
ُ
حاله على شاطئ البحر في نهاية املطاف،مع توالي ألايام
الذي يحط ر
حاولت إلاكتفاء بكل عمل أقوم به بتفاني وجد،وحاولت زيادة قربي من
ربي ودعوته أن ييسر لي أمري ويوفقني ويسدد خطايا،سرت بحثا عن
أحالم تتدفق كشالل في أوج الشتاء.
كن كأوراق شجرة في الخريف تصفر وتتساقط لكنها تعود بحلة جديدة في
الربيع،كن هواء عليل يبعث الراحة لكلتا رئتيك.
كن كتائب يبحث عن رض ى ربه ويناجيه بكل ماله من قوة بحثا عن رضاه
وحبه.
وال تتهاون وال تبتئس بشظايا ألاحالم بل إجعلها جسرا لك تعبر به آلافاق
آلافاق،وردد فقط ألنني أريد املض ي.
بوغردة جهاد /الجزائر
48
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
للقدر مفترق طرق
مبتغى وآمال يسعى لها املرء فيتعب الجلها ،يبنيها لبنة لبنة سعيا لجعلها
بناءا ثم بوهلة تحطمها جرافة ضخمة ،والسبب ألن ألارض ليست من
ممتلكاتنا ،يروي املتكلم ألابكم قصة عن الفتاة تيماء التي حلمت وتخلت
ثم أستبدلت .تيماء فتاة صغيرة جميلة محبوبة لدى كل اقاربها الذين
كانوا ينادونها بطبيبة البيت ،فكبر حلم الطب في قلبها شيئا فشيئا ،بعدها
دخلت أول عام دراس ي فكانت تدرس بجد وعيونها نصب حلمها فنالت
اعلى العالمات في كل عام حتى وصلت للصف السادس كانت حالتها
الصحية تتدهور ،حتى في يوم صار أنفها ينزف ووجدت بعض البقع
الحمراء في جسدها وكانت مرهقة طول الوقت ذات يوم اغمي عليها،
فأخذوها عاجال للمشفى فشخص ألاطباء وضعها فوجدوا انها تعاني من
سرطان الدم ،
صدمت تيماء وكل معارفها وأول ما خطر ببالها هو حلم الطب الذي
تالش ى ،بسبب مرض علمت بعده أنها لن تستطيع أكمال تعليمها ،أي أنها
لن تحقق مرادها بدأت فور علمها بدائها بالعالج الكيميائي الذي كان
يؤملها ويوجع كل عضلة في جسمها وما زاد تدهور حالها هو خصالت
شعرها املتساقطة تعرضت للنقد والتنمر من قريناتها اللواتي كن ينعتنها
بالصلعاء فتفر هي الى غرفتها وحيدة تذرف عيونها دمعا استمرت بالعالج،
ومرت سنوات عدة حتى استعادت عافيتها وشفيت نهائيا من اللوكيميا
الذي كان كابوسا يراودها كلما خلدت للنوم عاد شعرها لطبيعته وجسمها
الضئيل صحته ،حاولت تيماء العودة للدراسة فالذاكرة الطاملا حنت
49
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
للطب وكلمة الدكتورة تيماء تراود خيالها الواسع كل يوم ،ولألسف بائت
محاوالتها بالفشل فلقد مرت سنوات وهي تعاني من مرضها فجلست تروي
حزنها وهمها للورق ،حتى جبر الورق كسرها ونزف القلم اخمادا لنار قلبها
،فأعتادت الكتابة كل يوم فأكتشفت أن لها موهبة مختبئة بين أناملها أال
وهي الكتابة ،احبت وأحب الكل ما تكتبه وكانت تشارك في عدة مسابقات
كتابية وتفوز ككل مرة وهذا ما زاد من حماسها لتقديم ألافضل فأتخذت
قرارا وهو أن تكتب كتابا تحكي فيه عن معاناتها في هزم دائها ،وبداية حياة
جديدة مفعمة باأليجابية فنجحت وأبتاع الكل كتابها ووصل أسمها لألفق
ونجحت في مجال الكتابة صحيح ،انها الطاملا حنت للسماعة واملئزر
ألابيض الا إن القدر له مفترق طرق يتجه لدرب ال تتوقعه ،حلمك ليس
واجبا ليتحقق في آخر املطاف ربما حلمك أرض ال تمتلكها فعليك بامتالك
ارض لتبني فيها دون خوف من التهديم واملعنى ،يجب ان تحل املوهبة
ليتحقق املراد ،ووجود ألاصرار لبناء أول أربع عماد.
شيماء قادري /الجزائر
51
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
نافذة األمل
بعض من التساؤالت ال جواب لها كذلك الحياة الغاز و متاهات ال
نستطيع الخروج منها وال نعرف ايضا من أقحمنا فيها ،وكيف لنا ان
نخوض كل تلك الصراعات في خضمها،ليس صعبا ابدا أن نبدأ من جديد
ولكن ألاصعب هو كيف سنبدأ ،ماذا لو كانت تلك البداية عبارة عن فرع
من ذلك الطريق القديم ،الكثير من التوقعات وقليل من ألامل ،ألاحالم هي
منفذنا الوحيد الى معبر ينقضنا من ترسبات املاض ي تدفعنا لنسعى الى
مستقبل يحمل القليل من ألانفراج نرسم أحالمنا بريشة القدير نطمع ان
يقال لها كون فيكون أحيانا ،كنت امش ي في ممرات ال أعرف لها نهاية وال
أرى لها نورا في ألافق ولكني أمش ي أتبع حدس ي واثقة بذلك الشعور الذي
يجتاحني ألواصل ،تشتد العتمة كلما أبتعدت ،أتعثر ولكني كنت دائما ما
أرمي خيبتي أملي جروحي ورائي ألعود أنهض من جديد ،كان ذلك حافزا
قويا يروض ضعفي ويدفعني للمض ي قدما يأسر مللي ويهمس في روحي
ليس لنا غيرنا تشجعي ثابري وسيكون لكي ما أردتي ،كل خطوة أخطوها
ُ
لألمام أتذكر أنه مازال أمامي مئات ألاميال أتقدم خطوة وذكريات الفشل
ترجعني الى الوراء ،ورغم ذلك سرت في طريقي وحين وصلت تفقدت املكان
لم اجد سوى نافذة صغيرة يعبر منها قليل من أشعة ألامل ،كان ذلك
الباب موصدا بأملحسوبية مرصعا باملال فأدركت حينها أننا كلما كبرنا
ستكبر معنا أحالمنا وتصغر حضوضنا لتحقيقها .
سنوس ي زكية جزائر
51
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
سم دون ترياق
تتأرجح ألاماني على عتبات القدر ،أحالم و ذكريات مدفونة أيقظتها ملسة ،
لتخرج من برزخ السبات إلى يقظة النهار ،تلملم حبوب بيدر منفرط آلامال
،تضمد النحيب بخيوط الشمس ،لتصنع من بقايا الحزن أنسان تسلط
ضوئها ،على تلك ألاوراق املمزقة امللقات في زاوية مظلمة ،فأعزف
سمفونية بقلمي الذي ال يمل القلم املهجور ،أعرف و أعرف حتى تدمى
أصابعي الشبه مية ،واخط سطورا كئيبة ،ألسمع صدى ما بينها ابيت
ارعى النجوم .
وأروي حكاية قلب بائس تعلق بالدنيا ،فرمته آالم في الصميم ،و تبقى
قيتارتي تصدر صوتا عن دفتر تعب من الخطوط ،عن روح أنهكها
الصمت و الكتمان ،و ما سكون الليل إال إرتطام ذكريات ،تمنيت لو
كانت الحياة حكاية تكتب بقلم الرصاص ألمحوها و أرتاح ال أجتاح منها
سوى قطرات دمع متناثرة على أتربة متطايرة أحالم محطمة فوق آمال
منطفئة ،أوجاع بلغت القمم و صرخات في قاع اللب ،آالم مزهرة في جثة
هامدة ،روح سكنتها ألاشباح ،قلب إستولته ألاشواك ،فتلبس قلبي
ثوب إلامالق ،سحبت أذيال الصبى و تربع إلايراق قنة مهجتي ،أتسلق
حبال الصمت و أربط ألامنيات بجذع نخل خاو ..أرقد تحت عريشة
الجسد ،لعل إحدى الغيمات تبتسم طال الرجاء و تمطى جوفي ،ألتجرد
ألاحباء و ألاخالء إكتفيت بصداقة الشمس و حب القمر ،أصبوا تالمس
ألاجفان ،ألنقلب من غابة أشجار من مرجان إلى إمرأة تصعد من ضباب
الروح ،تحمل فأسا و قنديال و منجال مهترىء ...تخبىء الشمس بعينيها ،و
52
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
على شفتيها يجلس القمر ،تحاول العبور من حاجز الوقت ،ألخرج
الضحية أني ما عدت قادرة أن أمض ي قدما ،و بين مطرقة و سندان ،
صارت جل أمنياتي أن أنعم بالسالم فقط ،ذلك آلامان الداخلي الذي
يغلف أفئدتنا ،بوشاح الطمأنينة ،أصبحت أحس بخوف شديد يعتلي
أضلع صدري ،ويدججه كأنه رصاصة منغرزة بين أضالعه ،ال تقتلني وال
تتركني أعيش بسالم ،تتأرجح دوي صداها لتخترقني ،مهال رويدا فلست
مستعدة لكل الصدمات ،أمهليني فرصة التنهيدة ألاولى و ألاخيرة ،
صرخات ألالم الصامت ،تجتاح كياني الهش ،
لتنطفىء شمعة ألامل املتبقي ،و انا أرى ذاك البخار املتصاعد منها آخر
مرة ..و على وجهي إبتسامة هادئة ،أهمد الطريق لراحلين ،راضية بقدري.
إيناس تبوب /الجزائر
؟
53
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
حلمي أين أنت؟
أ تراك تبحث عني ...
ام ان البحث جار من طرف واحد ...
أم أنك بحثت ثم أضعت الطريق ؟
أم كالنا في حلة ُ
بحثه عن آلاخر غريق ...
ر
سأعود بك إلى الوراء أبثك شكواي ....
كان عاما ماطرا بالدمووع ...
صمتت فيه أحالمي صمت القبور ...
ضجيج ألاس ى حل بداخلي ...
صار اليأس عنوان أيامي ...
تحطمت سفينة آمالي ..
كنت قريبة من تحقيق ألامل املنشود ...
ثم فجأة تالش ى من الوجود ...
أختنق من نظرات الشفقة و التحسر ...
تتراشقني سهام اللمز و الهمز من كل مكان ...
أليم منظر أمي تكفكف الدموع سرا.. .تقرأني معوذات السكينة و
السالم...
تغصب وجهها الوضاح على البسمة ...
تحاول أنتشالي من مستنقع النكبة ...
أرى أقراني يمضون مع حلمهم متنشين باإلنتصار ...
54
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
و أنا أجر أذيال الخيبة و الدمار ...
صفعة تلك أفاقتني من نشوة أحالمي ...
أستلتني بكل عنف ضاربة بي عرض حائط واقعي البائس ...
تذكرت ليلة وقفت تحت زخات املطر ...
أطلق العنان لنزيف كياني املنهمر ...
ما أقساه من شعور ...
مللمت جراحي و صدماتي ....
أعلنت البدء من جديد ...
أعدت الكرة مرة أخرى ...
برغم الظروف و املعوقات تسلحت بالقوة و الثبات ...
و تحل النكبة القاتلة ..اي لعبة تلعبها معي الحياة ...نفس القدر و ألالم
ضعفين ...الى هنا و فقط ...أنكسر عكاز ألامل ساد اليأس و الضمور
أرجائي ...
حانت ساعة الوداع يا حلمي الضائع ...آن ألاوان لتصير مجرد رفات ...
لم اعد أحتمل نظرة الحسرة منك أماه ..
و ال الدموع و الشهقات ...هنا أكتب آخر سطر ..أشيع آخر الكلمات ...
أضع نقطة نهايتك يا حلمي ...
ربما يمنحنا القدر شرف اللقاء ...
لغريب آية /الجزائر
55
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
ضحية حرب
ما شأنكم بأحالمي ،بأقالمي ،بإقدامي ؟
لم تصرون على تمزيق أوراقي ؟ لم تهشمون وجداني ؟
غليظوا قلب أحتلوا أوطاني ،فأحرقوا ياسمينها و البستان ،و قتلوا
اليمام.
الطفل و
ِ
لم يعرفوا لإلنسانية ّ
أي مضمون و ال حتى عنوان ،
اخترقوا الحدود ،أفسدوا ألارض ،و هدموا البيوت و الجدران ،
مألونا رعبا و أمطروا علينا رصاصا أوقع ّ
كل بنيان ،
ّ
حقنا ،هويتنا ،ترابنا و أهلينا و ّ
ّ
كل ما نحب ،
بكل وحشية سلبونا
بأي ّ
أستحلفكم بمن هو مالقيكم ّ ،
حق فعلتم ؟
بأي ّ
ّ
ّ
ّ
براحتي أمي لتمسح عليهما برفقها و
وجنتي
حق حرمتموني أن أدفن
عطفها ثم ّ
تضمني إلى صدرها املضمخ بعبق عطرها ،ذلك الذي يكون
ريحه أقرب لياسمين الشام و مسك الكعبة ،ثم تمرر أصابعها بين
خصالت شعري املنسدل على كتفي ،لتقبل جبيني بعدها و تهمس في أذني
دعوات ترافقني طيلة حياتي ،
بأي ّ
أستحلفكم بمن ال يضيع مثقال ذرة ّ ،
حق قطفتم رأس والدي أمام
ّ
عيني و أنا التي كنت أقف في الزقاق أراقب مجيئه و أعد الثواني ببعده و
أتحمل قيظ ظهيرة حزيران ،ألرى خياله عندما تبدأ الشمس باملغيب
فأهرول نحوه و أطبع قبلة على خطوط يده التي أكل العمر منها شيئا و
جعد ناصيته و رغم هذا ينحني ّ
إلي فيحملني و يحضنني بحنوه الذي ال
مثيل له ،لكن في ذلك اليوم أنا التي غرفت من دمائه الراكدة تحت جثته
56
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
و حملت رأسه و ذهبت به إلى أهلي أبكيه و أقول :لقد قطفوا الزهرة من
الغصن ،لقد ماتت زهرة عمري .
كيف هان عليكم أن ترمونا بصواريخ غدركم ؟ كنا أطفاال صغارا ،عددنا
ّ
ثالث ،أنا فقط التي نجت من شبح موتكم ،أنا فقط💔 ،في حين أن أخي
لم يبق له أثر ،وددت لو عانقته طويال قبل ذلك الوقت ،تمنيت أن أتأمل
ُ
ُ
وجهه أختي
تذكرته و نسيت
وجهه البريء قبل أن يذهب لألبد ،فليتني
املدمى بين يدي ،أنا التي أمسكت توأمها و الدماء تتدفق من عروقها
لتطهر ثرى ألارض .
بأي ّ
ّ
حق اخترتم أن تكون ذكرياتي كهذه ،و أن أفترش ألارض و ألتحف
السماء ،و أرمق الشجرة -التي علق جدي أرجوحتي عليهاّ -
بكل أس ى و
حسرة على ما مض ى ،
أرجوحتي التي لم تسلم منكم أيضا فأحرقتموها مع البيت و البستان و
ّ
ّ
إال أن يموت بأ ضه بكرامته ألنه أقتنع أن خرو ُ
جه
حتى جدي الذي أبى
ر
منها سيبقيه ذليال مهما كان عزيزا .
و آلان ،و بعد كل هذا ،ها هو قلمي يجهر بمعصيتكم و يكتبها حروفا تقرأ
و تخبر ألاجيال :أن تمسكوا بهويتكم ،بأهليكم و بأرضكم ،ال تسمحوا
لهم أن يسلبوكم أقالمكم ،تعلموا ،و اكتبوا ما دمتم أحياء و جسدوا
مظاهر ظلمهم ،حرضوا على صدهم ،فنحن إن أتحدنا أقوى منهم ،
أولئك الذين يزعمون أن ألارض لهم بال حق و ال آية ،
أنتم على حق فاثبتوا ،و قاتلوا حتى الرمق ألاخير ،و أكتبوا تاريخكم
بأيديكم .
57
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
فال تتركوا مجاال للفرصة أن تسنح لهم برسم أحالم محطمة لكم ،
أرسموها شامخة ،و باشروا بعمارها .
*| سالي يوسف الحديدي |* سوريا
58
ذهاب للفهرست
جمموعة مؤلفني
أحالم حمطمة
ديسمبرية األحالم الناقصة
في ديسمبر ليست نهاية ألاحالم...
بل نهاية آلامال املعلقة على عاما قد مض ى وما زلنا نراها أحالم ،باتت
حقيقية رغم أننا نرآها تغادرنا في بداية الطريق ،احالما
ً ما زالت في ذاكرة التاريخ نذكرها وال نرآها سوى وهم أو ربما خيال مجنح
يبعد عنا مسافات طويلة ،أو ربما نرآها في ألافق احالما
ً نعيشيها بكل تفاصيلها املؤملة وكأنها ليست شبيه
بواقعنا ،ليست شبيه باألحالم ،طفولتنا احالم
أطفأت لهيب حماسنا في كل مرة احالم مفقودة
لم تكمل يوما ،في كل عام في كل عام وبتحديد بداية #ديسمبر تكثر ألاحالم
الناقصة وتكمل في نهايه #ديسمبر حتى تبدأ من جديد
وتحمل كل ألاحالم إلي عامها القادم ،لعلى وعس ى
أن تتحقق يوما في إحدى أعوام #ديسمبر
في #ديسمبر تبدأ ألاحالم
وتنهي ألاحالم الناقصة قد تنتهي ربما قد تنطفئ
ولكنها تبعدنا عن واقعنا املعدوم .....
إيمان طالب عبد الرحمن أبو عنزة /
ألاردن
59
ذهاب للفهرست
أحالم حمطمة
جمموعة مؤلفني
"على شفا انهيار"
على أبواب غرفتي السوداء ،تحاكيني الجدران وترسم لي ألاحالم الوردية
كأنها مزهريات محطمة وتخبرني النجوم أن ال أمل لي ،أقف على حافة
عمري متفرجة على حلقات مسلسل حياتي تحت عنوان الخيبات
وألانكسارات ،يحاصرني شبح الفشل من كل جانب يريد فقط كتابة
انتصار جديد له ،تحاربني أبتسامتي من أجل ظهورها على محياي فأنتصر
عليها ّ
وتتلبد شفتاي ،فما عادت عضالت ألابتسام خاصتي تعمل ،أحالمي
البيضاء الساطعة ّ
تزين فقط أفكار ليلي فتلمع لي وتأبى الظهور