‫وراءه ‪ ،‬لو كان أستغاللك لطاقتك في محله ألزدهر حالك وأنفتح بابك‬
‫لكن تفكيرك في قوقعتك‪ ،‬فأخرج من صندوق عقلك وستصدم بالنتائج‪،‬‬
‫أجل شباب تالف أساس ألامة خراب وبعد الخراب أنهيار فلو جعلنا من‬
‫شبابنا مشعل لصلح حالنا ‪ ،‬أهملناه أدركنا عليه واقعة وقيدناه جعلنا‬
‫همه فوق هم اثقلنا كاهله دفنا مواهبه حطمنا مهاراته تنمرنا باحالمه ‪،‬‬
‫ُ‬
‫حتى ماكان حله الا أدمان تاله أدمان‪.‬‬
‫مالك شعيب ‪ /‬الجزائر‬
‫‪33‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫لهيب الانكسار‬
‫انكدرت ألاحزان‪ ،‬وداعا لألمال‪ ،‬أنتهت ألاجال‪ ،‬احالم حطمتها بذكاء غبائي‪،‬‬
‫باهلل من سيواس ي أالمي بعدما ضيعت أغلى أهدافي‪ ،‬عاشت ألاحزان‬
‫بدواخلي‪ ،‬ذبلت أناملي‪ ،‬فاضت على الخد دمعاتي من أعالي السماء املغيمة‬
‫سمعو آهاتي‪ ،‬أنادي للرحمن «ياهلل ماذا فعلت ألجني كل هذا النكد و‬
‫عزتك و جاللتك لقد أنهك هذا الجسد» يا ترى هل سيبقى هذا الى ألابد‬
‫ام الى أيام ال تحص ى وال تعد‪.‬‬
‫اكتس ى حظي حلة سوداء‪ ،‬طارت أحالمي الى أعالي السماء‪ ،‬أصبحت ال‬
‫أعلم أين الهناء‪ ،‬بحبر قلمي ألازرق ضيعت ذلك الحلم‪ ،‬نتيجته وضعت في‬
‫قلبي كالسم بكت عيناي الدم‪ ،‬أنفجر صدري «آسف ال أستطيع تحمل كل‬
‫هذا الهم» أحالم محطمة أصبحت روحي مسممة فاليوم ال تنفع الندامة‪،‬‬
‫كورقة الخريف في أعالي الشجرة سقطت و أصبحت كالحشرة ‪،‬أنكسر‬
‫قلبي عندما رأيت تلك النظرة كأنها تقول لي «آآآه يا أبنتي»‬

‫يا أمي‬

‫صديقيني فعلت كل ما بوسعي ألحقق حلمنا لكن القدر كان ضدنا‪ ،‬كل‬
‫ش يء بيد هللا هذا ما نسينا تحطمت يا أمي اعلم كم عانينا لكن هللا هكذا‬
‫اراد ‪.‬‬
‫تحطمت أحالمي وأهدافي في الطريق املهجورة ُرميت سعادتي في اي مقبرة‬
‫انت مدفونة يا ابتسامتي‪ ،‬لم اكن يوما سعيدة في بيوت الحزن و ألالم أنا‬
‫سجينة أعيش قصة رعب كئيبة تبا لك يا دنيا انت حقا عجيبة وداعا يا‬

‫‪34‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫حلمي لقد حطمت قلبي و قلب أمي‪ ،‬أصبح وجودي في الحياة مثل عدمي‬
‫وداعا لألحالم و مرحبا بما يريده القدر‪.‬‬
‫نسيمة بوعشرين‪ /‬الجزائر‬

‫‪35‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أمنية عجوز‬
‫ال أعلم عن ما سأكتب‪ ،‬هل عن أمنيات مفقودة و منسوجة في عالم‬
‫الخيال ‪ ،‬أم عن أحالم مدفونة في أرض الواقع ‪ ،‬ومن تأمل في مهزلة ما‬
‫ُ‬
‫عامله الخيالي ‪ ،‬بالنسبة له هو أفضل‬
‫يعيشه من تهميش لفضل البقاء في‬
‫مكان يستطيع التكيف فيه ألنه من صنع نفسه‪،‬كم من قصة‬
‫ُ‬
‫حب خلقت في مكان مكنون داخل قلب محطم ‪ ،‬ولكن سرعان ما تحطمت‬
‫خارجه‪ ،‬و كم من شاب خلف القضبان تمنى العيش في حياة عائلية‬
‫تجمعهم روح املحبة و املودة و سببه طيش مراهقة‪ ،‬كم من مريض تمنى‬
‫العودة إلى حياته الطبيعية مع خالنه و جيرانه و هاهو اليوم تحت التراب‬
‫فال أنيس ‪ ،‬كم من خواطر كسرت و كم نفسيات دمرت جراء معاناتهم‪،‬‬
‫اتذكر جيدا ذلك‪.‬‬
‫العجوز الهرم الذي و جدته في زاوية مسجد ‪ ،‬و قد شابت لحيته من فرط‬
‫التفكير و أسودت عينيه من قلة النوم‪ ،.‬فجذبني هذا املنظر الشاجن‬
‫إليه‪ ،‬جلست أمامه و بعد التحية قلت ‪:‬‬
‫ما دهاك يا عم ؟ أراك حزينا بائسا‪ ،‬فماذا جرى ؟‬
‫تنهد تنهيدة تحمل في طياتها كل أمارات التعب و قال ‪:‬‬
‫أتعلم يا ولدي ‪ ،‬إن هذه الدنيا مهما عشنا فيها تبقى مقبرة‪ ،‬قلت في‬
‫دهشة‪:‬‬
‫مقبرة !!‬

‫‪36‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫نعم مقبرة دفنت فيها كل أحالمي‪ ،‬منذ أعوام و عقود تمنيت أن أحض ى‬
‫بولد متعلم أفتخر به أمام الخلق وأعتز به بين الناس‪ ،‬ولد يحمل إسمي‬
‫بعد مماتي فها أنا اليوم وحيد وال أحد سيتذكرني حين أغادر الحياة‪،‬‬
‫تمنيت أن أحض ى بمكانة مرموقة وسط مجتمعي‪ ،‬و لكن ال مكانة لي‪،‬‬
‫أتعلم ملاذا ؟‬
‫قال ‪:‬‬
‫ألن مجتمع يذل فيه كبيرهم و يعظم فيه صغيرهم ‪ ،‬يقاس فيه البشر‬
‫بمالهم ال بتعلمهم و تعلقهم بربهم فال تنتظر منهم أي ش يء‪،‬‬
‫قلت ‪ :‬و الدمعة منحبسة في عيني‬
‫ال عليك يا عمي‪ ،‬فإني و هللا أحس بما تحس به ‪ ،‬و هللا و حده هو جبار‬
‫الخواطر و محقق ألامنيات‪.‬‬
‫إستقام من مجلسه و سار خطواته البطيئة نحو باب املسجد ‪ ،‬إلتفت و‬
‫قال ‪:‬‬
‫وهناك الكثير و الكثير من ألاحالم املخبأة ال أريد أن أحدث أحد عنها‪.‬‬
‫طاهر هاني ‪ /‬الجزائر‬

‫‪37‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫دمعة حلم‬
‫منذ كانت صفحة ثغام ؛‬
‫دونت ورسمت كل ألاحالم ؛‬
‫نية وبراءة همة وعزام ؛‬
‫وأن تكون جراحة ناجحة كان مرادها أجل إنه املرام ؛‬
‫حلمها تحطم بطالسيم الحقرة ؛ أجل املرض ألاعوص من الجذام ‪،‬‬
‫وفتى ذو نباهة وبصيرة وكياسة في شتى السبل ولكن سخرية وفقر شرس‬
‫التهم الحلم الفاتن ‪ ،‬ومراهقة‬
‫أختلست أحالمها بتقاليد سجن النكاح قبل البلوغ خوفا من أقتناء العار‬
‫أال أنكم العار بحلة بشرية ؛ إنها زهرة خلقت لتولج في حقل طموحاتها ‪،‬‬
‫مضغة‬
‫حلم أكلتموها بشراسة ويوما ما ستقتاتون فضالت هظمها‪،‬‬
‫ال للقنوط جرعة أمل أو آمال وقوة إيمان وليدة حلم جلي‪.‬‬
‫_____________________‬
‫ثغام‪:‬نبات شديد بياض ثمره وزهره إذا يبس يشتد البياض اكثر وهنا اعني‬
‫صفحة بيضاء‪.‬‬
‫_____________________‬
‫إلاسم ‪:‬ريمة شقرة‬
‫الجزائر‬

‫‪38‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أزهر يا حلمي‬
‫من منا ال يملك حلما؟من منا ال يسعى إلى هدف؟ نحن ال نختلف في كوننا‬
‫نحلم‪ ،‬بل نختلف في درجة سعينا لتحقيق أحالمنا‪ ،‬وهنا تستحضرني قصة‬
‫ثالثة أصدقاء‪،‬ياسر‪،‬ياسين وعمر‪ ،‬وقد كان لهؤالء ألاصدقاء أحالم‬
‫مختلفة‪ ،‬فياسر كان يحلم بأن يصبح العبا مشهورا‪ ،‬وياسين كان أكبر‬
‫أحالمه أن يصبح أستاذا في الجامعة‪ ،‬أما عمر فكان يطمح أن يصبح‬
‫طبيبا‪ ،‬فقرر ألاصدقاء الثالثة أن يفعلوا املستحيل للوصول الى مرادهم‪،‬‬
‫فبدأ كل منهم وضع النقاط على الحروف‪ ،‬إال أن ياسر بدأ في وضع أعذار‬
‫واهية‪ ،‬وتججج بالواقع والظروف‪،‬فتخلى عن حلمه قبل ان يبدأ‪ ،‬أما‬
‫ياسين قرر ان يواصل خططه املرسومة بغية تحقيق ما يصبو إليه‪ ،‬إال أن‬
‫الخمول والكسل بدأ يتسلالن اليه شيئا فشيئا‪ ,‬وبات يؤجل ُوي ّ‬
‫سوف الى‬
‫ِ‬
‫أن قتل سيف التسويف حلمه‪،‬في حين عمر صمم وعقد العزم على أن‬
‫ُ‬
‫حلمه واقعا مهما كلفه ألامر‪ ،‬فراح يدرس ويضاعف جهوده وينهل‬
‫يجعل‬
‫ّ‬
‫من كل ش يء له عالقة بالطب‪ ،‬وكلما أحس بالقليل من اليأس يتخلله‬
‫ُ‬
‫يسقيه‬
‫حلمه على أنه زهرة‪،‬‬
‫حاول جاهدا قتله‪ ،‬فعمر كان يتعامل مع‬
‫ِ‬
‫باإلرادة والعزيمة وإلاصرار ‪،‬كي ال يذبل أو يموت‪ ،‬فكان ال يعرف معنى‬
‫النوم إال سويعات قليلة يسترجع فيها أنفاسه‪ ،‬أما نهاره فيمر بين دراسته‬
‫ُ‬
‫يدنيه من حلمه ولو بخطوة واحدة‪ ،‬ألنه كان‬
‫والكتب والبحث عن كل ما‬
‫إليه ليس بالش يء الهين‪ ،‬لكن عمر جعل حلمه‬
‫يعلم يقينا بأن ما يصبوا ِ‬
‫أكبر من واقعه وظرو ُ‬
‫فه أيضا‪ ،‬وأصبح يعيش الا من أجله وألجله‪ ،‬اقترب‬
‫موعد ألامتحانات‪ ،‬لكن بالنسبة لعمر فتلك ليست مجرد امتحانات‪ ،‬انما‬
‫‪39‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫هي همزة الوصل بينه وبين حلمه‪،‬بل هي الباب الذي من خالله سيلج الى‬
‫قصر أحالمه‪ .‬وها قد جاء اليوم املوعود‪ ،‬فالحالم عمر أمام ورقة‬
‫الامتحان‪ ،‬بل هو أمام جواز سفره الذي سيمر به مطار التعب والجهد‬
‫وألارق ليلتقي بالحلم املنتظر‪ ،‬ويحوله من حلم كان يتنفسه الى واقع‬
‫سيعيشه‪ ،‬لكن حدث ما لم يكن في الحسبان‪ ،‬أتصل عم عمر ليخبره أن‬
‫أمه وافتها املنية‪ ،‬خبر وقع على أذني يوسف مثل الصاعقة‪ ،‬ماذا سيفعل‬
‫عمر؟ وما يفصله عن حلمه الا ساعات‪ ،‬هل سيكمل حلما دفع راحته‬
‫ُ‬
‫وعلمته الحياة؟ وقع‬
‫ووقته ثمنا لتحقيقه؟ أم أنه سيلحق من أعطته‬
‫يوسف بين نارين‪ ،‬نار التخلي عن حلم عاش من أجله‪ ،‬ونار فقدان من‬
‫عاشت ألجله‪ ،‬دون أي تفكير ودون أي شعور‪ ،‬هرول عمر ليرى أمه آخر‬
‫ُ‬
‫مرة‪ ,‬تاركا ور ُ‬
‫أجله الليالي‪ ،‬ذهب ليلحق ما ال يعوض‪،‬‬
‫ائه حلما سهر من‬
‫شيع عمر جنازة أمه وشيع معها جنازة حلمه‪،‬فدفن أمه في قبرها ‪،‬ودفن‬
‫قلبه‪ ،‬وعاش سنة كاملة من عمره يرثي أمه وحلمه معا‪ ،‬وفي أحد‬
‫حلمه في ِ‬
‫ألايام التقى بصديقه ياسر‪ ،‬ورغم أن ياسر يعلم جيدا بما حدث مع عمر‪،‬‬
‫رحب به مستهزئا‪ :‬أهال بالطبيب عمر‪ ،‬أو لنقول أهال بعمر الذي جاهد‬
‫واجتهد ليصبح طبيبا‪ ،‬لكن سفينته غرقت قبل الوصول الى الشاطئ‪،‬‬
‫أحس عمر بكمية الاستهزاء املوجودة في كلمات ياسر‪ ،‬لكنه لم يبدها له‪،‬‬
‫ُ‬
‫سريره يفكر في عبارات‬
‫فعاد الى البيت ‪،‬ثم دخل الى غرفته واستلقى على‬
‫ياسر‪ ،‬وكيف حاول استصغاره‪ ,‬والتقليل من شأنه‪،‬وراح يتذكر املاض ي‪،‬‬
‫ُ‬
‫داخله ‪،‬وأخذه الشوق ليعيش‬
‫وفجأة أخذه الحنين الى ذلك الحلم الدفين‬
‫ذلك الحلم من جديد‪ ،‬وفي لحظة غير متوقعة‪ ،‬قرر يوسف أن يعيش‬
‫‪41‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫حلمه مرة أخرى‪ ،‬ويثبت لياسر أن حلمه لم يكن نزوة عابرة كما يعتقد‪،‬‬
‫فعاد الى امليدان من جديد‪ ،‬وولد حلما جديدا من رحم املعاناة‪ ،‬أعاد عمر‬
‫الحياة لزهرته الذابلة‪ ،‬وأزاح من حولها ألاشواك‪ ،‬ودبت الحياة فيه مرة‬
‫أخرى‪ ،‬فأخرج كتبه وشرع يقرأها صفحة بصفحة‪ ،‬وأبحر بسفينة حلمه‬
‫نحو الهدف ‪،‬اجتاز عمر الامتحانات النهائية‪ ،‬وظل ينتظر ظهور النتائج‪،‬‬
‫ها قد جاء اليوم املوعود وماهي الا لحظات ويتم اعالن النتائج‪ ،‬عمر أمام‬
‫قائمة الناجحين‪ ،‬مندهشا مما يرى‪ ،‬نعم عمر احتل الصدارة‪ ،‬وأخيرا‬
‫أصبح طبيبا وبجدارة‪ ،‬واليوم الحالم يبطش بالحلم ويحيله واقعا‪ ،‬عمر‬
‫ُ‬
‫الان يزاول مهنته‪ ،‬بل انه يزاول‬
‫حلمه‪ ،‬اليوم أول يوم لعمر في املستشفى‪،‬‬
‫وفي هاته ألاثناء أسعفوا أشخاصا على جناح السرعة‪ ،‬وهؤالء أول مرض ى‬
‫يعالجهم عمر ‪،‬أول من يعيش معهم عمر حلمه‪ ،‬وقد شاء القدر ان يكون‬
‫ياسر وياسين أحد املتعرضين للحادث‪ ،‬دخل عمر الى غرفتهما ليعاينهما‪،‬‬
‫فاذا بالسكون يعم املكان‪ ،‬والدهشة تعلو الوجوه‪ ,‬فرحب عمر بياسر‬
‫قائال ‪ :‬أهال باملريض ‪،‬فاستحضر ياسر ذلك اليوم وتلك الكلمات التي‬
‫قالها مستهزأ بعمر‪ ،‬فشعر بالخجل‪ ،‬وتمنى حينها لو أنه لم يتخلى عن‬
‫حلمه‪ ،‬وحارب من أجل تحقيقه ثم دنى منها ليفحصهما‪ ،‬فسأله ياسين‬
‫كيف ومتى أصبحت طبيبا‪ ،‬وأنت الذي اعتزلت الحياة بعد وفاة أمك‪،‬‬
‫ُ‬
‫فأجابه عمر وشزرات الفخر رسمت‬
‫وتخليت عن حلمك بأن تصبح طبيبا؟‬
‫على مالمحه‪ :‬نعم كنت قد تخليت عن حلمي‪ ،‬لكن حلمي كان أعند مني‬
‫وأبى ان يتركني‪ ،‬فقررت ان أتمسك به‪,‬وان أجعل النجوم مواطئ أقدامي‪،‬‬

‫‪41‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫وها أنا اليوم بعزيمتي واصراري فعلت ما أريد‪ ،‬فاألحالم وجدت لتتحقق يا‬
‫صديقي‪ ،‬وإذا أنت لم تحقق حلمك‪،‬سيستغلك أحدهم في تحقيق حلمه‪.‬‬
‫حياة حشاشنية ‪-‬الجزائر‬

‫‪42‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحارب سرابا‬
‫هناك في القمة عاليا‪ ،‬أرى نفس ي تسقط وأنا ال أبالي أحاول النجاة و ال‬
‫أفلح‪ ،‬بعيدا املح جثتي تتالش ى عميقا بجانب تالل تلك القمة ما زلت‬
‫أنحدر نحو الهاوية‪ ،‬حاملة في أحضاني مجموعة من ألاماني ألقصد‬
‫تحقيقها أني أخطو خطواتي و بكل خطوه يسقط مني حلم كادت تنتهي‬
‫مني كل أشيائي‪ ،‬أشتقت لنفس ي القديمة لعفويتي و شغفي رغم أنكساري‪،‬‬
‫أسفة أيها العالم الدنيء ال أستطيع مجابهتك‪ ،‬توقفي يا حياتي عن رمي‬
‫بالكدمات أدري أن طريقي سيؤدي بي إلى املمات ‪،‬أيتها الحياة ال تهجمي‬
‫علي بالضربات حاربيني بشرف إني وحيدة امأل ثغراتي أغطي عيوبي ألون‬
‫بهتاني و أبني تحطمي إني أجبر أنكسار خاطري‪ ،‬و أكرر فقط لوحدي‬
‫أساند نفس ي و أتمزق مع نفس ي أتشتت بزاويه غرفتي املظلمة و ال احد‬
‫سيجمعني‪ ،‬الهاالت السوداء تحكي الكثير فمثال في يوم مض ى أخبرتني أني‬
‫كسرت قاعدة ابن خلدون أن إلانسان اجتماعي بطبعه فال طبعه دائم لي و‬
‫ُ‬
‫اعتمده إني أحارب سرابا‪ ،‬أخبرتني أني أقدس مقولة‬
‫ال أسلوب‬
‫دوستويفسكي أني عظيم في عين نفس ي ألني وحدي اعرف صراعاتي و‬
‫معاناتي و أنكسراتي أشهد على كل اللحظات التي كادت أن تهزمني ولم‬
‫تفعل‪ ،‬الحقيقة املؤذية أنني ألان أعود الى أين ؟ أعود للصمت لحزني‬
‫أعود إلى نقطه البداية أعود لكتماني و محاوالتي كي أعالج جروحي‬
‫الدامية بدون اللجوء إلى الصراخ‪.‬‬
‫حدو ايناس ‪ /‬الجزائر‬
‫‪43‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫أحالمنا في بعد آخر‬
‫بين البارحة واليوم يبقى حلمي معلق ‪ ،‬أن أرى نفس ي كما أريد كما أدعوا‬
‫هللا وأتمنى أتمنى ‪ .‬فال زال حلمي معلقا محطما في السماء بين الحلم‬
‫اليقظة فنحن نتعاطى الخيال عندما ينخر الواقع قوانا‪ ،‬فأنا أشعر أن‬
‫روحي تتالش ى وتنهار في كل لحظة‪ ،‬وفي كل برهة ‪ .‬ألافكار تتآكل داخل رأس ي‬
‫بفعل قوارض الحياة وأحالمي التي باتت عالقة وسجينة في كهف ال يمكنني‬
‫الوصول لها ‪ ،‬أحاول قدر استطاعتي أن أوقضها وأملم إنكساراتها‬
‫وتحطماتها لكن دون جدوى‪.‬‬
‫تتغلب علي تلك ألاحالم كل مرة أحاول الوصول لها ألجدها قفزة ثانية‬
‫مبتعدة عني‪ ،‬تربح الرهان بفضل خوفي من عدم مالمستها حطامها داخلي‬
‫يخدش روحي في كل تحرك ‪.‬‬
‫أشعر بالكآبة التي لطاملا أعتادت التحليق فوق رأس ي كغراب يسكن بيت‬
‫مهجورا ‪ ،‬أنعزلت وأنفردت‪.‬‬
‫عن غيري محاولة التمسك بأحالمي ‪ ،‬فما كان لي غير مكان واحد أرتاح‬
‫فيه ‪ ،‬إذ أجد نفس ي بائسة أتجه إلى دفاتري وأقالمي ألغلق فجوة تلك‬
‫ألاحالم املحطمة ‪ ،‬ألغوص بالكتابة على ورقة لعينة تعبر عن واقعي املهين‬
‫تنتهي أسطري لتبدأ غفوتي من جديد ترسم ذلك الحلم ‪.‬‬
‫طبيعتي ترفض ألاستسالم أخبرت تلك الوسادة بأن اسمي سيبقى مزخرفا‬
‫عليها حتى يستقيم ذلك الخط ‪ ،‬أخبرت كتاباتي أن تبقى حبيسة ذلك القلم‬
‫املتراقص بين ألاسطر يدون أحالمي وأهدافي وغاياتي ‪ ،‬حتى وإن كانت‬
‫‪44‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫تتخبط في بعد آخر أخبرت أبي بالعزم على تحقيقها ونفض الغبار عني‬
‫وتحقيق ألامنيات ليأتيني اليقين باهلل بأن أيامي ستزهر الورود الذابلة‬
‫ينجاحي والفوز‪ ،‬لعبور نقاط فشلي وطرد أطياف بؤس ي ‪ ،‬ليأتي يوم‬
‫وتنفجر فيه ينابيع أزهاري وصفاء سماء وملعان نجومي ‪ ،‬ألراقص بهجتي‬
‫ألرى رفرفة علم كفاحي ألرى فخر والداي بي ألرى أعينهم تنطق فرحا‬
‫وجوههم تمألها ألاسارير ‪..‬‬
‫لن أضع أحالمي في أقفاص الحياة الواقعية سأحررها لتعيش ال لتعلق‬
‫بها‪ ،‬أنا فتاة التقسوا على نفسها بسبب واقعها املهين أعلم أنه حال مؤقت‬
‫أثق باهلل سيأتي يوم وأكون في القمة وأغير ماكنت عليه باألمس ‪،‬ألنني لن‬
‫أبقى أرى مايوجد باألسفل أعلم أنها هاوية لكني أرى ماهو أبعد إلى تلك‬
‫ألانوار والوصول إليها ‪ ،‬حتى وإن كان بعدا‬
‫آخر سأصل ألحالمي ‪.‬‬
‫اميرة كوكو ‪ /‬الجزائر‬

‫‪45‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫تناقض حواس‬
‫قلب ممدد في غرفة التمريض على طاولة طبيب قاس ي إسمه القدر ‪،‬‬
‫عقل حاكم في مجلس الحياة يزور كل يوم ذلك القلب شديد املواجد‬
‫عسال النبض قاذفا له بكلمات مكفهرة ليخرج ظالم أحاسيسه ‪.‬‬
‫سأله ‪ :‬كيف أصبت بشعورك هذا ؟‬
‫أجاب ‪ :‬دخلت مدار الحب دون أجندة بكل املتن لدي و بشعور حثيث‬
‫لغوب ‪ ،‬فور وصولي تلقيت الضربات الباخعة ‪ ،‬فأفلت أحالمي و تحطمت‬
‫ألن الحواس تناقضت ‪ ،‬قالب قلبي لم يكن يشبه تلك ألاحالم التي رسمتها‬
‫فتحطمت بقاياها ‪ ،‬أرسلت إلى هنا محطم كليا ‪ ،‬أدخلوني غرفة الجراحة‬
‫لربط وتين شراييني الصغيرة ‪ ،‬و ها أنا أمامك أحاسب على إحساس بريئ‬
‫بحلم محطم ‪.‬‬
‫عفاف عايب ‪ /‬الجزائر‬

‫‪46‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫غرور أحالم‬
‫هاهي ذي أحالمنا التي تقبع وتنموا مع ألايام داخل عقولنا ‪،‬بغية أن‬
‫تسمعها أذن أو تراها عين تحمل وتزف لها خبر إلارتسام والوقوع على أرض‬
‫الحقيقة‪ ،‬أو التناثر على حقيقة تجعلها واقعية وتضخ فيها حياة النجاة‪،‬‬
‫لطاملا كانت أحالمنا‪.‬‬
‫سراب يتالش ى بمجرد بزوغ شمس نهار جديد‪ ،‬أحالم تأسرنا لنكون‬
‫سجناء لها بكل إخالص وتفاني‪ ،‬تلك ألاحالم التي تطاولنا على واقعنا بغية‬
‫الفرار بها‪،‬لتكون عبقا آسرا يخط كل ذرة ألم تعرضنا لها‪،‬الزلت أتذكر كل‬
‫تلك ألاحالم التي سمحت ملخيلتي برسمها وأعطيتها ألوان فذة لتزينها وتزيد‬
‫من بريقها‪،‬حلمت كثيرا ألنني تيقنت أن الكثير يجلب أكثر من القليل‪،‬كنت‬
‫دائما على يقين بربي وبأنه معي في كل خطوة أتقدم بها نحو أحد‬
‫أحالمي‪،‬لقد كنت ذات عزيمة وإرادة قويتين عزمت منذ البداية أن أقطع‬
‫خيط عقلي‪،‬ذلك الخيط الذي يفصل بين حلمي في مخيلتي وحلمي‬
‫متجسدا أمام عيني بواقعية بحتة‪ ،‬الزلت أنكمش من فرط حزني على‬
‫"لحظة التعافي بفضل الشافي" كما أطلقت عليه فقد حلمت أن أصبح‬
‫طبيبة جراحة أداوي وأحاول التخفيف على الناس وتلحيم بعض من‬
‫جروحهم بإذن من هللا سواء كانت جسدية أو نفسية ‪،‬لطاملا كان عطر هذا‬
‫املجال يرش أنعش العطور على قلبي‪،‬كم تمنيت أن أظفر به ولكن هللا شاء‬
‫لي أن أتخذ مسلكا آخر‪،‬لقد كنت على ثقة بربي وبما سأحصل عليه‬
‫مستقبال‪ ،‬وألخرج من حاجز إلاخفاق هذا كما سميته ألنه عمل نبيل‬
‫وجرعة املحبة فيه ممتلئة‪،‬قررت أن أفيق على نفس ي وأن أمللم شتات‬
‫‪47‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫نفس ي بحثا عن تلك ألاحالم ألاخرى التي خططت معاملها في جوفي الذي‬
‫يأبى التفريط في واحدة منها‪،‬كانت موجة إلاخفاق تتوالى مع كل حلم أسير‬
‫نحوه وكلما أخفقت زادت عزيمتي وثقتي بإرادة ربي‪،‬سبحت في بحر كنت‬
‫الغريق فيه دون نجاة أو خيل لي ذلك‪ ،‬فقد كنت البحار قائد السفينة‬
‫ُ‬
‫حاله على شاطئ البحر في نهاية املطاف‪،‬مع توالي ألايام‬
‫الذي يحط ر‬
‫حاولت إلاكتفاء بكل عمل أقوم به بتفاني وجد‪،‬وحاولت زيادة قربي من‬
‫ربي ودعوته أن ييسر لي أمري ويوفقني ويسدد خطايا‪،‬سرت بحثا عن‬
‫أحالم تتدفق كشالل في أوج الشتاء‪.‬‬
‫كن كأوراق شجرة في الخريف تصفر وتتساقط لكنها تعود بحلة جديدة في‬
‫الربيع‪،‬كن هواء عليل يبعث الراحة لكلتا رئتيك‪.‬‬
‫كن كتائب يبحث عن رض ى ربه ويناجيه بكل ماله من قوة بحثا عن رضاه‬
‫وحبه‪.‬‬
‫وال تتهاون وال تبتئس بشظايا ألاحالم بل إجعلها جسرا لك تعبر به آلافاق‬
‫آلافاق‪،‬وردد فقط ألنني أريد املض ي‪.‬‬
‫بوغردة جهاد ‪ /‬الجزائر‬

‫‪48‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫للقدر مفترق طرق‬
‫مبتغى وآمال يسعى لها املرء فيتعب الجلها ‪،‬يبنيها لبنة لبنة سعيا لجعلها‬
‫بناءا ثم بوهلة تحطمها جرافة ضخمة‪ ،‬والسبب ألن ألارض ليست من‬
‫ممتلكاتنا‪ ،‬يروي املتكلم ألابكم قصة عن الفتاة تيماء التي حلمت وتخلت‬
‫ثم أستبدلت ‪.‬تيماء فتاة صغيرة جميلة محبوبة لدى كل اقاربها الذين‬
‫كانوا ينادونها بطبيبة البيت ‪،‬فكبر حلم الطب في قلبها شيئا فشيئا ‪،‬بعدها‬
‫دخلت أول عام دراس ي فكانت تدرس بجد وعيونها نصب حلمها فنالت‬
‫اعلى العالمات في كل عام حتى وصلت للصف السادس كانت حالتها‬
‫الصحية تتدهور ‪،‬حتى في يوم صار أنفها ينزف ووجدت بعض البقع‬
‫الحمراء في جسدها وكانت مرهقة طول الوقت ذات يوم اغمي عليها‪،‬‬
‫فأخذوها عاجال للمشفى فشخص ألاطباء وضعها فوجدوا انها تعاني من‬
‫سرطان الدم ‪،‬‬
‫صدمت تيماء وكل معارفها وأول ما خطر ببالها هو حلم الطب الذي‬
‫تالش ى‪ ،‬بسبب مرض علمت بعده أنها لن تستطيع أكمال تعليمها ‪،‬أي أنها‬
‫لن تحقق مرادها بدأت فور علمها بدائها بالعالج الكيميائي الذي كان‬
‫يؤملها ويوجع كل عضلة في جسمها وما زاد تدهور حالها هو خصالت‬
‫شعرها املتساقطة تعرضت للنقد والتنمر من قريناتها اللواتي كن ينعتنها‬
‫بالصلعاء فتفر هي الى غرفتها وحيدة تذرف عيونها دمعا استمرت بالعالج‪،‬‬
‫ومرت سنوات عدة حتى استعادت عافيتها وشفيت نهائيا من اللوكيميا‬
‫الذي كان كابوسا يراودها كلما خلدت للنوم عاد شعرها لطبيعته وجسمها‬
‫الضئيل صحته ‪،‬حاولت تيماء العودة للدراسة فالذاكرة الطاملا حنت‬
‫‪49‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫للطب وكلمة الدكتورة تيماء تراود خيالها الواسع كل يوم ‪،‬ولألسف بائت‬
‫محاوالتها بالفشل فلقد مرت سنوات وهي تعاني من مرضها فجلست تروي‬
‫حزنها وهمها للورق‪ ،‬حتى جبر الورق كسرها ونزف القلم اخمادا لنار قلبها‬
‫‪،‬فأعتادت الكتابة كل يوم فأكتشفت أن لها موهبة مختبئة بين أناملها أال‬
‫وهي الكتابة ‪،‬احبت وأحب الكل ما تكتبه وكانت تشارك في عدة مسابقات‬
‫كتابية وتفوز ككل مرة وهذا ما زاد من حماسها لتقديم ألافضل فأتخذت‬
‫قرارا وهو أن تكتب كتابا تحكي فيه عن معاناتها في هزم دائها‪ ،‬وبداية حياة‬
‫جديدة مفعمة باأليجابية فنجحت وأبتاع الكل كتابها ووصل أسمها لألفق‬
‫ونجحت في مجال الكتابة صحيح‪ ،‬انها الطاملا حنت للسماعة واملئزر‬
‫ألابيض الا إن القدر له مفترق طرق يتجه لدرب ال تتوقعه ‪،‬حلمك ليس‬
‫واجبا ليتحقق في آخر املطاف ربما حلمك أرض ال تمتلكها فعليك بامتالك‬
‫ارض لتبني فيها دون خوف من التهديم واملعنى‪ ،‬يجب ان تحل املوهبة‬
‫ليتحقق املراد ‪،‬ووجود ألاصرار لبناء أول أربع عماد‪.‬‬
‫شيماء قادري ‪ /‬الجزائر‬

‫‪51‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫نافذة األمل‬
‫بعض من التساؤالت ال جواب لها كذلك الحياة الغاز و متاهات ال‬
‫نستطيع الخروج منها وال نعرف ايضا من أقحمنا فيها‪ ،‬وكيف لنا ان‬
‫نخوض كل تلك الصراعات في خضمها‪،‬ليس صعبا ابدا أن نبدأ من جديد‬
‫ولكن ألاصعب هو كيف سنبدأ‪ ،‬ماذا لو كانت تلك البداية عبارة عن فرع‬
‫من ذلك الطريق القديم‪ ،‬الكثير من التوقعات وقليل من ألامل ‪،‬ألاحالم هي‬
‫منفذنا الوحيد الى معبر ينقضنا من ترسبات املاض ي تدفعنا لنسعى الى‬
‫مستقبل يحمل القليل من ألانفراج نرسم أحالمنا بريشة القدير نطمع ان‬
‫يقال لها كون فيكون أحيانا‪ ،‬كنت امش ي في ممرات ال أعرف لها نهاية وال‬
‫أرى لها نورا في ألافق ولكني أمش ي أتبع حدس ي واثقة بذلك الشعور الذي‬
‫يجتاحني ألواصل ‪،‬تشتد العتمة كلما أبتعدت‪ ،‬أتعثر ولكني كنت دائما ما‬
‫أرمي خيبتي أملي جروحي ورائي ألعود أنهض من جديد ‪،‬كان ذلك حافزا‬
‫قويا يروض ضعفي ويدفعني للمض ي قدما يأسر مللي ويهمس في روحي‬
‫ليس لنا غيرنا تشجعي ثابري وسيكون لكي ما أردتي‪ ،‬كل خطوة أخطوها‬
‫ُ‬
‫لألمام أتذكر أنه مازال أمامي مئات ألاميال أتقدم خطوة وذكريات الفشل‬
‫ترجعني الى الوراء ‪،‬ورغم ذلك سرت في طريقي وحين وصلت تفقدت املكان‬
‫لم اجد سوى نافذة صغيرة يعبر منها قليل من أشعة ألامل‪ ،‬كان ذلك‬
‫الباب موصدا بأملحسوبية مرصعا باملال فأدركت حينها أننا كلما كبرنا‬
‫ستكبر معنا أحالمنا وتصغر حضوضنا لتحقيقها ‪.‬‬
‫سنوس ي زكية جزائر‬

‫‪51‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫سم دون ترياق‬
‫تتأرجح ألاماني على عتبات القدر ‪ ،‬أحالم و ذكريات مدفونة أيقظتها ملسة ‪،‬‬
‫لتخرج من برزخ السبات إلى يقظة النهار ‪ ،‬تلملم حبوب بيدر منفرط آلامال‬
‫‪ ،‬تضمد النحيب بخيوط الشمس ‪ ،‬لتصنع من بقايا الحزن أنسان تسلط‬
‫ضوئها ‪ ،‬على تلك ألاوراق املمزقة امللقات في زاوية مظلمة ‪ ،‬فأعزف‬
‫سمفونية بقلمي الذي ال يمل القلم املهجور ‪ ،‬أعرف و أعرف حتى تدمى‬
‫أصابعي الشبه مية ‪ ،‬واخط سطورا كئيبة‪ ،‬ألسمع صدى ما بينها ابيت‬
‫ارعى النجوم ‪.‬‬
‫وأروي حكاية قلب بائس تعلق بالدنيا ‪ ،‬فرمته آالم في الصميم‪ ،‬و تبقى‬
‫قيتارتي تصدر صوتا عن دفتر تعب من الخطوط ‪ ،‬عن روح أنهكها‬
‫الصمت و الكتمان ‪ ،‬و ما سكون الليل إال إرتطام ذكريات ‪ ،‬تمنيت لو‬
‫كانت الحياة حكاية تكتب بقلم الرصاص ألمحوها و أرتاح ال أجتاح منها‬
‫سوى قطرات دمع متناثرة على أتربة متطايرة أحالم محطمة فوق آمال‬
‫منطفئة ‪ ،‬أوجاع بلغت القمم و صرخات في قاع اللب ‪ ،‬آالم مزهرة في جثة‬
‫هامدة ‪ ،‬روح سكنتها ألاشباح ‪ ،‬قلب إستولته ألاشواك ‪ ،‬فتلبس قلبي‬
‫ثوب إلامالق‪ ،‬سحبت أذيال الصبى و تربع إلايراق قنة مهجتي ‪ ،‬أتسلق‬
‫حبال الصمت و أربط ألامنيات بجذع نخل خاو ‪ ..‬أرقد تحت عريشة‬
‫الجسد‪ ،‬لعل إحدى الغيمات تبتسم طال الرجاء و تمطى جوفي ‪ ،‬ألتجرد‬
‫ألاحباء و ألاخالء إكتفيت بصداقة الشمس و حب القمر ‪ ،‬أصبوا تالمس‬
‫ألاجفان ‪ ،‬ألنقلب من غابة أشجار من مرجان إلى إمرأة تصعد من ضباب‬
‫الروح ‪،‬تحمل فأسا و قنديال و منجال مهترىء ‪ ...‬تخبىء الشمس بعينيها ‪ ،‬و‬
‫‪52‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫على شفتيها يجلس القمر ‪ ،‬تحاول العبور من حاجز الوقت ‪ ،‬ألخرج‬
‫الضحية أني ما عدت قادرة أن أمض ي قدما‪ ،‬و بين مطرقة و سندان ‪،‬‬
‫صارت جل أمنياتي أن أنعم بالسالم فقط ‪ ،‬ذلك آلامان الداخلي الذي‬
‫يغلف أفئدتنا ‪ ،‬بوشاح الطمأنينة ‪،‬أصبحت أحس بخوف شديد يعتلي‬
‫أضلع صدري ‪ ،‬ويدججه كأنه رصاصة منغرزة بين أضالعه ‪ ،‬ال تقتلني وال‬
‫تتركني أعيش بسالم ‪ ،‬تتأرجح دوي صداها لتخترقني ‪ ،‬مهال رويدا فلست‬
‫مستعدة لكل الصدمات ‪ ،‬أمهليني فرصة التنهيدة ألاولى و ألاخيرة ‪،‬‬
‫صرخات ألالم الصامت ‪ ،‬تجتاح كياني الهش ‪،‬‬
‫لتنطفىء شمعة ألامل املتبقي ‪ ،‬و انا أرى ذاك البخار املتصاعد منها آخر‬
‫مرة ‪ ..‬و على وجهي إبتسامة هادئة ‪ ،‬أهمد الطريق لراحلين ‪ ،‬راضية بقدري‪.‬‬
‫إيناس تبوب ‪ /‬الجزائر‬

‫؟‬
‫‪53‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫حلمي أين أنت؟‬
‫أ تراك تبحث عني ‪...‬‬
‫ام ان البحث جار من طرف واحد ‪...‬‬
‫أم أنك بحثت ثم أضعت الطريق ؟‬
‫أم كالنا في حلة ُ‬
‫بحثه عن آلاخر غريق ‪...‬‬
‫ر‬
‫سأعود بك إلى الوراء أبثك شكواي ‪....‬‬
‫كان عاما ماطرا بالدمووع ‪...‬‬
‫صمتت فيه أحالمي صمت القبور ‪...‬‬
‫ضجيج ألاس ى حل بداخلي ‪...‬‬
‫صار اليأس عنوان أيامي ‪...‬‬
‫تحطمت سفينة آمالي ‪..‬‬
‫كنت قريبة من تحقيق ألامل املنشود ‪...‬‬
‫ثم فجأة تالش ى من الوجود ‪...‬‬
‫أختنق من نظرات الشفقة و التحسر ‪...‬‬
‫تتراشقني سهام اللمز و الهمز من كل مكان ‪...‬‬
‫أليم منظر أمي تكفكف الدموع سرا‪.. .‬تقرأني معوذات السكينة و‬
‫السالم‪...‬‬
‫تغصب وجهها الوضاح على البسمة ‪...‬‬
‫تحاول أنتشالي من مستنقع النكبة ‪...‬‬
‫أرى أقراني يمضون مع حلمهم متنشين باإلنتصار ‪...‬‬
‫‪54‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫و أنا أجر أذيال الخيبة و الدمار ‪...‬‬
‫صفعة تلك أفاقتني من نشوة أحالمي ‪...‬‬
‫أستلتني بكل عنف ضاربة بي عرض حائط واقعي البائس ‪...‬‬
‫تذكرت ليلة وقفت تحت زخات املطر ‪...‬‬
‫أطلق العنان لنزيف كياني املنهمر ‪...‬‬
‫ما أقساه من شعور ‪...‬‬
‫مللمت جراحي و صدماتي ‪....‬‬
‫أعلنت البدء من جديد ‪...‬‬
‫أعدت الكرة مرة أخرى ‪...‬‬
‫برغم الظروف و املعوقات تسلحت بالقوة و الثبات ‪...‬‬
‫و تحل النكبة القاتلة ‪..‬اي لعبة تلعبها معي الحياة ‪ ...‬نفس القدر و ألالم‬
‫ضعفين ‪...‬الى هنا و فقط ‪...‬أنكسر عكاز ألامل ساد اليأس و الضمور‬
‫أرجائي ‪...‬‬
‫حانت ساعة الوداع يا حلمي الضائع ‪...‬آن ألاوان لتصير مجرد رفات ‪...‬‬
‫لم اعد أحتمل نظرة الحسرة منك أماه ‪..‬‬
‫و ال الدموع و الشهقات ‪ ...‬هنا أكتب آخر سطر ‪ ..‬أشيع آخر الكلمات ‪...‬‬
‫أضع نقطة نهايتك يا حلمي ‪...‬‬
‫ربما يمنحنا القدر شرف اللقاء ‪...‬‬
‫لغريب آية ‪ /‬الجزائر‬

‫‪55‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫ضحية حرب‬
‫ما شأنكم بأحالمي ‪ ،‬بأقالمي ‪ ،‬بإقدامي ؟‬
‫لم تصرون على تمزيق أوراقي ؟ لم تهشمون وجداني ؟‬
‫غليظوا قلب أحتلوا أوطاني ‪ ،‬فأحرقوا ياسمينها و البستان ‪ ،‬و قتلوا‬
‫اليمام‪.‬‬
‫الطفل و‬
‫ِ‬

‫لم يعرفوا لإلنسانية ّ‬
‫أي مضمون و ال حتى عنوان ‪،‬‬

‫اخترقوا الحدود ‪ ،‬أفسدوا ألارض ‪ ،‬و هدموا البيوت و الجدران ‪،‬‬
‫مألونا رعبا و أمطروا علينا رصاصا أوقع ّ‬
‫كل بنيان ‪،‬‬
‫ّ‬
‫حقنا ‪ ،‬هويتنا ‪ ،‬ترابنا و أهلينا و ّ‬
‫ّ‬
‫كل ما نحب ‪،‬‬
‫بكل وحشية سلبونا‬
‫بأي ّ‬
‫أستحلفكم بمن هو مالقيكم ‪ّ ،‬‬
‫حق فعلتم ؟‬
‫بأي ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫براحتي أمي لتمسح عليهما برفقها و‬
‫وجنتي‬
‫حق حرمتموني أن أدفن‬
‫عطفها ثم ّ‬
‫تضمني إلى صدرها املضمخ بعبق عطرها ‪ ،‬ذلك الذي يكون‬
‫ريحه أقرب لياسمين الشام و مسك الكعبة ‪ ،‬ثم تمرر أصابعها بين‬
‫خصالت شعري املنسدل على كتفي ‪ ،‬لتقبل جبيني بعدها و تهمس في أذني‬
‫دعوات ترافقني طيلة حياتي ‪،‬‬

‫بأي ّ‬
‫أستحلفكم بمن ال يضيع مثقال ذرة ‪ّ ،‬‬
‫حق قطفتم رأس والدي أمام‬
‫ّ‬
‫عيني و أنا التي كنت أقف في الزقاق أراقب مجيئه و أعد الثواني ببعده و‬

‫أتحمل قيظ ظهيرة حزيران ‪ ،‬ألرى خياله عندما تبدأ الشمس باملغيب‬
‫فأهرول نحوه و أطبع قبلة على خطوط يده التي أكل العمر منها شيئا و‬
‫جعد ناصيته و رغم هذا ينحني ّ‬
‫إلي فيحملني و يحضنني بحنوه الذي ال‬
‫مثيل له ‪ ،‬لكن في ذلك اليوم أنا التي غرفت من دمائه الراكدة تحت جثته‬
‫‪56‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫و حملت رأسه و ذهبت به إلى أهلي أبكيه و أقول ‪ :‬لقد قطفوا الزهرة من‬
‫الغصن ‪ ،‬لقد ماتت زهرة عمري ‪.‬‬
‫كيف هان عليكم أن ترمونا بصواريخ غدركم ؟ كنا أطفاال صغارا ‪ ،‬عددنا‬
‫ّ‬
‫ثالث ‪ ،‬أنا فقط التي نجت من شبح موتكم ‪ ،‬أنا فقط💔 ‪ ،‬في حين أن أخي‬
‫لم يبق له أثر ‪ ،‬وددت لو عانقته طويال قبل ذلك الوقت ‪ ،‬تمنيت أن أتأمل‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وجهه أختي‬
‫تذكرته و نسيت‬
‫وجهه البريء قبل أن يذهب لألبد ‪ ،‬فليتني‬
‫املدمى بين يدي ‪ ،‬أنا التي أمسكت توأمها و الدماء تتدفق من عروقها‬
‫لتطهر ثرى ألارض ‪.‬‬
‫بأي ّ‬
‫ّ‬
‫حق اخترتم أن تكون ذكرياتي كهذه ‪ ،‬و أن أفترش ألارض و ألتحف‬
‫السماء ‪ ،‬و أرمق الشجرة ‪-‬التي علق جدي أرجوحتي عليها‪ّ -‬‬
‫بكل أس ى و‬
‫حسرة على ما مض ى ‪،‬‬
‫أرجوحتي التي لم تسلم منكم أيضا فأحرقتموها مع البيت و البستان و‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫إال أن يموت بأ ضه بكرامته ألنه أقتنع أن خرو ُ‬
‫جه‬
‫حتى جدي الذي أبى‬
‫ر‬
‫منها سيبقيه ذليال مهما كان عزيزا ‪.‬‬
‫و آلان ‪ ،‬و بعد كل هذا ‪ ،‬ها هو قلمي يجهر بمعصيتكم و يكتبها حروفا تقرأ‬
‫و تخبر ألاجيال ‪ :‬أن تمسكوا بهويتكم ‪ ،‬بأهليكم و بأرضكم ‪ ،‬ال تسمحوا‬
‫لهم أن يسلبوكم أقالمكم ‪ ،‬تعلموا ‪ ،‬و اكتبوا ما دمتم أحياء و جسدوا‬
‫مظاهر ظلمهم ‪ ،‬حرضوا على صدهم ‪ ،‬فنحن إن أتحدنا أقوى منهم ‪،‬‬
‫أولئك الذين يزعمون أن ألارض لهم بال حق و ال آية ‪،‬‬
‫أنتم على حق فاثبتوا ‪ ،‬و قاتلوا حتى الرمق ألاخير ‪ ،‬و أكتبوا تاريخكم‬
‫بأيديكم ‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫فال تتركوا مجاال للفرصة أن تسنح لهم برسم أحالم محطمة لكم ‪،‬‬
‫أرسموها شامخة ‪ ،‬و باشروا بعمارها ‪.‬‬
‫*| سالي يوسف الحديدي |* سوريا‬

‫‪58‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫أحالم حمطمة‬

‫ديسمبرية األحالم الناقصة‬
‫في ديسمبر ليست نهاية ألاحالم‪...‬‬
‫بل نهاية آلامال املعلقة على عاما قد مض ى وما زلنا نراها أحالم ‪ ،‬باتت‬
‫حقيقية رغم أننا نرآها تغادرنا في بداية الطريق ‪ ،‬احالما‬
‫ً ما زالت في ذاكرة التاريخ نذكرها وال نرآها سوى وهم أو ربما خيال مجنح‬
‫يبعد عنا مسافات طويلة‪ ،‬أو ربما نرآها في ألافق احالما‬
‫ً نعيشيها بكل تفاصيلها املؤملة وكأنها ليست شبيه‬
‫بواقعنا‪ ،‬ليست شبيه باألحالم‪ ،‬طفولتنا احالم‬
‫أطفأت لهيب حماسنا في كل مرة احالم مفقودة‬
‫لم تكمل يوما ‪،‬في كل عام في كل عام وبتحديد بداية ‪#‬ديسمبر تكثر ألاحالم‬
‫الناقصة وتكمل في نهايه ‪#‬ديسمبر حتى تبدأ من جديد‬
‫وتحمل كل ألاحالم إلي عامها القادم ‪ ،‬لعلى وعس ى‬
‫أن تتحقق يوما في إحدى أعوام ‪#‬ديسمبر‬
‫في ‪#‬ديسمبر تبدأ ألاحالم‬
‫وتنهي ألاحالم الناقصة قد تنتهي ربما قد تنطفئ‬
‫ولكنها تبعدنا عن واقعنا املعدوم ‪.....‬‬
‫إيمان طالب عبد الرحمن أبو عنزة ‪/‬‬
‫ألاردن‬

‫‪59‬‬

‫ذهاب للفهرست‬

‫أحالم حمطمة‬

‫جمموعة مؤلفني‬

‫"على شفا انهيار"‬
‫على أبواب غرفتي السوداء‪ ،‬تحاكيني الجدران وترسم لي ألاحالم الوردية‬
‫كأنها مزهريات محطمة وتخبرني النجوم أن ال أمل لي‪ ،‬أقف على حافة‬
‫عمري متفرجة على حلقات مسلسل حياتي تحت عنوان الخيبات‬
‫وألانكسارات‪ ،‬يحاصرني شبح الفشل من كل جانب يريد فقط كتابة‬
‫انتصار جديد له‪ ،‬تحاربني أبتسامتي من أجل ظهورها على محياي فأنتصر‬
‫عليها ّ‬
‫وتتلبد شفتاي ‪،‬فما عادت عضالت ألابتسام خاصتي تعمل‪ ،‬أحالمي‬
‫البيضاء الساطعة ّ‬
‫تزين فقط أفكار ليلي فتلمع لي وتأبى الظهور‬