‫لصالح خمرج مقاوالت يعرض مجاهلام بسخاء ليجني ثمن عرضه ماال وثروة‪.‬‬
‫وكان دور مصطفى سينتهي إىل هذا احلد‪ ،‬لوال تدخل القدر ليحرم مصطفى من‬
‫نصف الدقيقة التي كان سيحظى هبا أمام الكامريا‪ ،‬أول درجات املجد يف أحالمه‬
‫البسيطة‪ ،‬فقد عادت النجمة لليوم التايل يف البالتوه معكرة املزاج‪ ،‬وقررت أن‬
‫تستبدل مشهد الساعي بإضافة مشهد جديد هلا خيدم سياق الفيلم‪ ،‬وهو يف الواقع‬
‫خيدم الطريقة التي ترى أهنا األنسب لعرض النجمة اجلديدة بالطريقة التي تناسبها‬
‫هي‪ ،‬فوافق املخرج واملنتج عىل الفور‪ ،‬وبعثوا لعامل يف االستوديو أن يعطي‬
‫ملصطفى أجره ويأمره بمغادرة البالتوه‪.‬‬
‫فخلع مصطفى بدلة الساعي وخرج من تقمصه للشخصية‪ ،‬ومىض مغادرا‬
‫للبالتوه وهو حزين عىل أمله الضائع يف النصف دقيقة أمام الكامريا‪ ،‬وما أن التفت‬
‫عائدا حتى سمع أحد الفنيني العاملني يف ديكور البالتوه حيدث اآلخر ويقول له‪:‬‬
‫ اسمع بقى‪ ،‬ما هو أنا لو ما أخدتش حقي دلوقتي مش هيحصل كويس‪ ،‬ما هو‬‫ملا النجفة تقع عىل فدوى ومتوت الدنيا هتتقلب‪ ،‬وابقى دور عىل اليل هيسأل فيك‬
‫وفيا وقتها‪ ،‬وال ابقى قول أنا اتفقت إين أوقع النجفة عليها وأموهتا مصعوقة‬
‫بالكهربا‪ ،‬وموهتا وما أخدتش حقي‪.‬‬
‫فقال اآلخر‪:‬‬
‫‪- 87 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ وطي صوتك‪ ،‬دلوقتي يقبضونا‪ ،‬مهه بس مستنيني يطمنوا عىل التنفيذ يا راجل‪،‬‬‫هو يف حد بيدفع مقدم يف الزمن ده؟ صربك شوية يا حسن هتفضحنا‪.‬‬
‫وسمع مصطفى بالصدفة كالم العاملني‪ ،‬فلم يتاملك أعصابه‪ ،‬وجرى ملقابلة‬
‫النجمة التي ما أن سمعت أنه يريد مقابلتها حتى هاجت وماجت وقالت‪:‬‬
‫ عايز إيه الزفت ده؟ هو أنا علشان عطفت عليه واديته كلمتني يقوهلم يف فيلمي‬‫هيحسب إننا أصحاب؟ أما حاجة جتنن‪.‬‬
‫وأشارت للبيسة التي تساعدها يف ارتداء مالبسها وقالت‪:‬‬
‫ روحي يا روحية قويل له الست فدوى بتقولك غور يف داهية‪.‬‬‫فقالت هلا لبيستها‪:‬‬
‫ ما يصحش كده يا ست فدوى‪ ،‬ده الراجل أنقذ حياتك‪.‬‬‫فردت فدوى بعصبية‪:‬‬
‫ واديتله قرشني وعاجلته عىل حسايب‪ ،‬عاوز إيه تاين؟ روحي مشيه يا روحية بدل‬‫ما أجيبهم يشيلوه ويرموه برة‪.‬‬
‫ومضت روحية اللبيسة نحو مصطفى وقالت‪:‬‬
‫‪ -‬الست بتقولك مش فاضية عندها مشهد دلوقتي‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫فنظر مصطفى لبالتوه التصوير وكان اللوكيشن يتوسط سقفه نجفة كبرية احلجم‬
‫مليئة بالالمبات الكهربية‪ ،‬ووجد العاملني اللذين سمعهام يتحدثان واقفني عىل‬
‫مقربة من أسالكها ينظران نحو فدوى‪ ،‬وبديا وكأهنام جيهزا موقع السقوط ‪.‬‬
‫وتقدمت فدوى ووقفت حتت النجفة وعدلت مالبسها وشعرها‪ ،‬وما أن نطق‬
‫املخرج «أكشن» حتى رصخ مصطفى يف النجمة يف الوقت املناسب ‪...‬‬
‫ ابعدي يا نجمة عن النجفة‪ ،‬احسن هيوقعوها عليكي ‪.‬‬‫فجرت فدوى مبتعدة عن النجفة‪ ،‬فوقعت النجفة بعيدا عنها‪ ،‬وأخرجت شذرا‬
‫رهيبا‪ ،‬ورصخت فدوى ووقعت مغشيا عليها من الصدمة‪ ،‬وأرسع اجلميع إليها‪،‬‬
‫وجتمع العامل حول مصطفى يستجوبونه من أين له بمعلومة سقوط النجفة‪ ،‬وحتلقوا‬
‫حوله مستجوبني وهو واقف وسطهم مذهوال‪ ،‬فقد بدا وكأنه املذنب وليس من أنقذ‬
‫البطلة من ميتة حمققة شنيعة‪.‬‬
‫واستدعى املنتج البوليس الذي حتفظ عىل مصطفى ليستجوبه‪ ،‬واحتجزه يف‬
‫القسم‪ ،‬فقال هلم ما عرفه من معلومات سمعها من العاملني‪ ،‬لكنه فشل أن خيرج‬
‫العاملني من بني فنيي الديكور‪ ،‬وأنكر رئيس العامل وجود عامل اسمه حسن‪،‬‬
‫وأصبح حسن كفص من امللح الذائب يف املاء‪ ،‬وانقلب الرأي العام بحثا وتفسريا‬
‫عن لغز حماولة اغتيال فدوى فهمي‪ ،‬واحتل مصطفى صفحات اجلرائد‪ ،‬ليس يف‬
‫صفحة الفن‪ ،‬ولكن يف صفحة احلوادث‪ ،‬وقىض مصطفى يومني من أسوأ أيام عمره‬
‫يف حبس انفرادي‪ ،‬وخضع ألكثر من عرشين استجوابا عله يغري من أقواله بال‬
‫‪- 89 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫جدوى‪ ،‬بعد يومني قضامها مصطفى يف ختشيبة القسم ينام ويقوم عىل استجوابات‪،‬‬
‫وشك وريبة يف شخصه الطيب ونفسه الربيئة‪ .‬ولوال نادية التي الحقته‬
‫بساندويتشات الفول والطعمية لكان مات جوعا حتى أفاقت فدوى من فزعها‪،‬‬
‫وعرفت القصة‪ ،‬وأجرت اتصاالهتا عىل أعىل مستوى‪ ،‬وطلبت مقابلة مصطفى‬
‫لتتبني األمر‪ ،‬فتم اإلفراج عنه بضامن حمل إقامته‪ ،‬وانتظره عم أنور سواق اهلانم‬
‫ونادية زميلته الكومبارس اجلدعة خارج القسم‪ ،‬فخرج هلم خائفا حزينا‪ ،‬فربتت‬
‫نادية عىل كتفه وقالت‪:‬‬
‫ ما ختافيش يا مصطفى ياخويا‪ ،‬ربنا هيظهر احلق‪ ،‬أنت راجل طيب‪ ،‬وربنا مش‬‫هيسيبك صدقني‪.‬‬
‫وقال له عم أنور‪:‬‬
‫ تعاىل معايا يا ابني‪ ،‬فدوى هانم مستنياك‪.‬‬‫فردت نادية‪:‬‬
‫ والنبي يا عم أنور كفاية حلد كده‪ ،‬وسيبه يف حاله‪ ،‬ما جالوش من ورا فدوى‬‫هانم دي غري وجع القلب‪ ،‬مرة كان هيتكسح‪ ،‬والتانية بقى فيها سوابق وصوره‬
‫طلعت يف اجلرايد وسط املجرمني‪ ،‬وهو راجل كومبارس معروف‪ ،‬وله سمعته يف‬
‫الوسط بردو‪.‬‬
‫فقال عم أنور لنادية مرتجيا إياها‪:‬‬
‫‪- 90 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ يا بنتي سيبيه ييجي معايا‪ ،‬أصل الست عاوزة تكافئوا ما تقطعيش رزقه‪.‬‬‫ قوهلا كرت خريها وكفاية حلد كده‪.‬‬‫فرد مصطفى وقال لنادية‪:‬‬
‫ أنا هروح معاه أقابلها يا نادية‪ ،‬روحي أنت دلوقتي‪.‬‬‫فدفعته نادية يف صدره بغيظ وقالت‪:‬‬
‫ روح ياخويا وماله‪ ،‬إياك يولعوا فيك املرة دي‪ ،‬أنا مايل‪ ،‬أنا احلق عليا إين خايفة عليك‪.‬‬‫وتركته ومضت بغيظ وقلق أيضا‪ ،‬وركب مصطفى مع عم أنور وذهب به عم‬
‫أنور لبيت النجمة التي بدت يف منتهى القلق واخلوف‪ ،‬ومل تكن فدوى بمفردها‪ ،‬كان‬
‫معها اثنان من الثريان البرشية الذين يقال عنهم «بودي جارد»‪ ،‬ورجالن آخران كانا‬
‫يعمالن بالبوليس قبل أن يرتكا اخلدمة ليديرا عمال خاصا هبام لتدريب فتوات هذا‬
‫الزمن يف هذا الوسط‪ ،‬الذين يلقبوهنم بالبودي جارد‪.‬‬
‫وخضع مصطفى الستجواب جديد‪ ،‬فحكى ما سمعه للمرة الثالثة والعرشين‪،‬‬
‫وكاد يبكي من انفالت أعصابه أمامهم‪ ،‬فرق قلب فدوى فهمي حلاله وقالت‪:‬‬
‫ خالص‪ ،‬أنا مصدقاه‪ ،‬دي مش أول مرة ينقذ حيايت‪ ،‬روحوا اقلبوا الدنيا‬‫واعرفويل مني االتنني دول‪.‬‬
‫وأخرجت فدوى من شنطتها مبلغا من ورق بنكنوت‪ ،‬رزمة كبرية‪ ،‬ومضت هبا‬
‫نحو مصطفى لتعطيهم له‪ ،‬وتأمر اخلدم أن يأخذوه ملطبخ القرص ويطعموه كاملرة‬
‫‪- 91 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫السابقة‪ ،‬وقبل أن تفعل‪ ،‬دخل عليهم خمرج العمل الذي فاجئها بأن هناك كامريا يف‬
‫خلفية البالتوه استطاعت أن تصور خلفية اللقطة‪ ،‬وفيها بعض من عامل الكهرباء‪،‬‬
‫وهو قد استطاع إفراغ الرشيط ومحله إليها لرتاه‪ ،‬فجذبت فدوى مصطفى من يده‬
‫بشدة كاد أن يسقط فيها منكبا عىل وجهه ليشاهد معها اللقطة يف حجرة يف قرصها‬
‫جمهزة ملشاهدة األفالم قبل طرحها عىل شاشات السينام‪ ،‬وما أن تم عرض الفيلم‬
‫حتى صاح مصطفى‪ ،‬وأشار عىل عاملني خلف الكامريات‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ ده حسن اليل سمعته بيتكلم‪ ،‬وده صاحبه‪ ،‬مهه دول يا فدوى هانم اليل‬‫شوفتهم وسمعتهم‪.‬‬
‫فعمل املخرج عىل إيقاف الصورة وتكبريها مرات ومرات‪ ،‬وسأل مصطفى‪:‬‬
‫ أنت متأكد؟‬‫فأكد له مصطفى كالمه‪ ،‬فنادت فدوى بعصبية ثرياهنا البرشية‪ ،‬وطالبتهم بأن‬
‫يأتوا هبذين العاملني من حتت األرض بأي شكل‪ ،‬فقام مصطفى ليغادر فاستوقفته‬
‫فدوى وقالت‪:‬‬
‫ وأنت يا مصطفى هتفضل هنا معايا عاوزاك‪ ،‬لسة املوضوع ما انتهاش‪ ،‬وكامن‬‫أنا عاوزة أكفأك عىل إنك أنقذت حيايت لتاين مرة‪.‬‬
‫فرتدد مصطفى ونظر حوله ال يعرف ماذا يفعل‪ ،‬وماذا يقول‪ ،‬فسبقته النجمة‬
‫ونادت عىل اخلدم عندها يف القرص‪ ،‬وأمرهتم أن جيهزوا له غرفة يف حديقة قرصها‬
‫‪- 92 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ليقيم فيها‪ ،‬ومل تعطه فرصة للرفض‪ ،‬وأمرت الطباخني أن يأتوه بالطعام يف حجرته‬
‫اجلديدة‪ ،‬وتركته حائرا ومضت بعد أن أمرته أال يغادر البيت قبل أن تعود‪.‬‬
‫وأكرم اخلدم مصطفى‪ ،‬وأغدقوا عليه من خري النجمة الوفري‪ ،‬فأكل وشبع‪،‬‬
‫ودخل غرفته األنيقة يف حجرة قرصها‪ ،‬ونام ومل يدر بالدنيا من شدة تعبه‪ ،‬وقام عىل‬
‫صوت صخب جمنون وموسيقى وضحكات وأصوات عالية‪ ،‬فخرج من حجرته‬
‫ليتبني األمر‪ ،‬فوجد زمرة من نجوم السينام وقد جتمعوا يف حفل حول محام السباحة‬
‫يف قرص النجمة؛ لتثبت للجميع أهنا ما زالت قوية‪ ،‬وأن األمر مل يؤثر فيها‪ ،‬ولكي‬
‫تستثمر املوضوع كإعالن جماين هلا عىل صفحات اجلرائد واملجالت وبوستات الفيس‬
‫بوك رغم أهنا كانت يف أضعف حاالهتا‪ ،‬فقد ضاعفت عدد الثريان البرشية املسامة‬
‫بالبودي جارد الذي حيموهنا‪.‬‬
‫وارتدت فدوى فستانا أنيقا مثريا أظهرت فيه سحرها وفتنتها‪ ،‬واستسلمت لكل‬
‫الكامريات واملوبايالت أيضا‪ ،‬وغذت غرورها وبارانويا مرضها النفيس بكلامت‬
‫اإلعجاب‪ ،‬وآهات الشوق املكبوت يف العيون النهمة‪.‬‬
‫أما مصطفى فقد أطل من بعيد من نافذة حجرته باحلديقة اخلاصة عىل العامل‬
‫الساحر املزكرش باألواين واألصباغ‪ ،‬منبهرا فاحتا فمه وعينيه ال يصدق كل هذا‬
‫الكم من هوالء النجوم‪ ،‬ببدهلم األنيقة‪ ،‬وفساتينهم املكشوفة‪ ،‬وما أن ملحته فدوى‬
‫حتى أشارت له بيدهيا لتضفي عىل احلفل إثارة وفضوال‪ ،‬فأتاها مهروال‪ ،‬فجذبته من‬
‫يده لرتاقصه‪ ،‬حتى كاد قلبه أن يقف من هول السعادة‪ ،‬فلم يكن حتى يف أحالمه‬
‫‪- 93 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫جيرؤ أن يتخيل فدوى هانم بني ذراعيه بأناقتها وسحرها وعطرها الذي ينترش حوهلا‬
‫أينام ذهبت‪ ،‬وخصالت شعرها الذهبية وهي تتطاير فتداعب خديه يف حلم مل جيرؤ‬
‫مصطفى أن حيلم به‪.‬‬
‫وجتمع حوهلا كل الصحفيني والفنانني والفضوليني يريدون أن يسمعوا مصطفى‬
‫بعد أن قرءوا يف الصحف واملجالت ما قيل عىل لسانه‪ ،‬وبعضهم اهتمها باجلنون‬
‫ألهنا تؤوي يف بيتها هذا الرجل املشكوك يف أمره ويف كالمه‪ ،‬ومصطفى منبهر‬
‫غامض وصامت يعطيك إحياء بأنه حويط‪ ،‬قليل الكالم‪ ،‬ولكنه يف واقع األمر خائف‬
‫مرجتف مرتعش‪ ،‬مبهور بالعامل امللون الذي استيقظ فوجد نفسه فيه‪.‬‬
‫ويف تلك الليلة راقص مصطفى معظم فنانات احلفل‪ ،‬بعضهن راقصنه تسلية‬
‫ومزاحا‪ ،‬والبعض اآلخر فضوال وحرشية؛ ليسمعن منه قصة االغتيال املزعوم‬
‫ويتأكدن من صحته وصوابه‪ ،‬لكن مصطفى ظل غامضا صامتا‪ ،‬مما أثار جنوهنن‪،‬‬
‫وما استفزهن منه أكثر متنعه من رشب املنكر الذي كان املرشوب الرسمي للحفل‪،‬‬
‫وانتهت احلفل بعد رشوق الشمس‪ ،‬وبعد أن رقص توتو‪ ،‬وغنى ميمى‪ ،‬وصفق هلم‬
‫شوشو‪ ،‬ومل يكن توتو وميمى وشوشو راقصات أو ممثالت‪ ،‬بل كانوا منتجني‬
‫ورجال أعامل ممن هلم اسم وصيت يف عامل املال واألعامل‪.‬‬
‫وعاد مصطفى حلجرته غامضا صامتا أيضا‪ ،‬وكأنه شاهد كل عالمات الساعة‬
‫جمتمعة يف حفل النجمة املزعوم‪ ،‬فالنجم ال حياسب أمام الكامريات واألضواء‪،‬‬
‫ولكن خلف الكامريا وأمام الواقع يشء آخر قد يصدم من يشاهده أو يبهره‪ ،‬وقد‬
‫‪- 94 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫انتاب مصطفى احلالة األوىل من الصدمة رغم فرحته برؤية النجوم والنجامت‪،‬‬
‫واحلديث معهن‪ ،‬بل ومراقصتهن أيضا‪ ،‬ومتنى لو قابل نادية ليحكي هلا ويتمنظر‬
‫عليها بام رآه وما سمعه يف احلفل‪ ،‬ونام مصطفى واستيقظ يف الصباح عىل حالة‬
‫الطوارئ التي تتلو نبأ قدوم شخصية مهمة جدا للقرص ملقابلة النجمة‪.‬‬
‫وتقدم اجلنايني من غرفة مصطفى‪ ،‬وطرق بابه بقوة‪ ،‬وبلغه أمر النجمة باملغادرة‬
‫والعودة بعد ساعتني من الزمن بعد أن ينرصف الشخص املهم الذي تستعد النجمة‬
‫الستقباله‪ ،‬وكان مصطفى يشعر بصداع وتعب يف سائر جسده من جراء تلك‬
‫السهرة التي مل تكن ختطر له عىل بال‪ ،‬فام كان منه إال أن قال للجنايني‪:‬‬
‫ هو إيه ياخويا أصله ده؟ تعاىل يا مصطفى اسكن يف القرص‪ ،‬روح يا مصطفى‬‫من القرص‪ ،‬ده بيسموه إيه ده؟‬
‫فقال له الرجل‪:‬‬
‫ امال احنا نعمل إيه؟‬‫ وأنتم إيه اليل مصربكم عىل الغلب ده؟‬‫ أكل العيش‪ ،‬أصل الست مغرقانا يف خريها‪ ،‬كسوة وأكل وفلوس‪ ،‬واحنا‬‫أصحاب عيال‪.‬‬
‫‪ -‬طب وأنت بتميش برتوح فني الساعتني دول؟‬

‫‪- 95 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ وال حتة‪ ،‬ساعات أعمل نفيس خرجت وأدخل أوضتي وأقفل الباب عليا‬‫وأطفي النور وكأين مش هنا‪ ،‬حد يعني هيسأل فيا وهيتم بيا موجود وال مش‬
‫موجود؟‬
‫ يعني أنت هتدخل أوضتك دلوقتي؟‬‫ ال‪ ،‬عندي كام مشوار كده فرصة هروح أعملهم وآجي‪ ،‬وأنت كامن شوف‬‫وراك إيه روح اعمله وتعاىل‪.‬‬
‫فقال مصطفى يف رسه‪:‬‬
‫ ال‪ ،‬وأروح ليه وآجي ليه؟ أنا أحسن حاجة أطفي النور وأعمل إين خرجت‪،‬‬‫يعني هو مني هيسأل عني وييجي يشوفني‪.‬‬
‫وأغلق مصطفى النور والباب‪ ،‬وعاد لفراشه‪ ،‬وأكمل نومه اهلانئ‪ ،‬وخلت الفيال‬
‫سوى من النجمة وبودي جارد واحد بقي ليستقبل الشخصية املهمة‪ ،‬ويغلق خلفها‬
‫باب القرص‪ ،‬ويبقى منتظرا يف اخلارج‪ ،‬ودخلت فدوى لتأخذ محامها‪ ،‬وتستعد‬
‫الستقبال ضيفها‪ ،‬وما أن دخلت يف مغطس بانيو محامها وغمرهتا املياة الدافئة‬
‫والصابون حتى ظهر أمامها شبح ملثم‪ ،‬وأشهر يف وجهها سالحا‪ ،‬وأمرها أال تصدر‬
‫صوتا‪ ،‬فبقيت صامتة خائفة مرتعشة‪ ،‬وقبل أن يقرتب الشبح بنصل سالحه من‬
‫رقبتها سمعت الضيف املهم ينادهيا من خلف باب محامها املوجود يف غرفة نومها‬
‫لتخرج له؛ ألنه اشتاق هلا‪ ،‬حتى أنه جاء قبل ميعاده بساعة كاملة؛ ألنه مل يستطع‬
‫‪- 96 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫االنتظار‪ ،‬فحمله الشوق وطار إليها قبل موعده‪ ،‬فلم جتبه فدوى التي كانت حتت‬
‫هتديد السالح‪ ،‬فناداها ثانية‪ ،‬وملا مل جتبه النجمة من وراء باب محامها هذه املرة أيضا‬
‫قرر أن يدخل هلا بنفسه‪ ،‬وما أن أمسك بمقبض الباب ليحركه‪ ،‬ويدخل حتى‬
‫رصخت فدوى بذعر ورعب‪ ،‬ونادته أن ينقذها‪ ،‬ففتح الباب‪ ،‬وما أن ملح الشبح‬
‫امللثم حتى ارتبك وصاح وفر هاربا‪ ،‬وتركها ملصريها وحدها‪ ،‬وجرى وراءه البودي‬
‫جارد ملا رآه هبذه احلالة ؛ ليساعده ويتقرب منه‪ ،‬فرتك مكانه عىل باب النجمة‪،‬‬
‫وركض خلف الشخصية املهمة ينادهيا ويطمئن عليها‪ ،‬وظلت فدوى ترصخ‬
‫وترصخ بال جميب‪.‬‬
‫فضحك الشبح امللثم ونظر نحوها وقال‪:‬‬
‫ دلوقتي مفيش غريي أنا وأنت‪ ،‬وال خدمك وال فتواتك‪ ،‬وال حتى الراجل‬‫املهم اليل أنت بتتحامي فيه هينقذك مني‪ ،‬خالص يا فدوى‪ ،‬جه وقت الزم نتحاسب‬
‫فيه وكل واحد ياخد حقه‪.‬‬
‫ خد كل فلويس وجموهرايت وسيبني أعيش‪.‬‬‫فضحك وقال‪:‬‬
‫ وال أموال الدنيا هتمني‪ ،‬أنا عاوز عمرك‪ ،‬زي ما ضيعتي عمري الزم أضيع عمرك‪.‬‬‫‪ -‬أنت مني؟ أنا ما أعرفكش‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫فضحك وقال‪ :‬هوريكي يا فوفو أنا مني؛ ألن دي آخر ساعة ليكي يف عمرك‪،‬‬
‫واليل حمكوم عليه باإلعدام الزم جييبولوا آخر طلب يطلبه‪ ،‬ودلوقتى هتعريف أنا مني‪.‬‬
‫ومد يده‪ ،‬وقبل أن خيلع اللثام عن وجهه كان مصطفى قد اقتحم احلامم عىل أثر‬
‫صوت رصاخ النجمة‪ ،‬فقد كان نائام ال يبايل بيشء حتى سمع أول رصخاهتا‪،‬‬
‫فانتفض من فراشه ال يعرف ماذا يفعل‪ ،‬وما الذي حيدث يف القرص‪ ،‬وما أن نظر من‬
‫خلف نافذته حتى رأى الشخص املهم يفر هاربا‪ ،‬ووراءه البودي جارد؛ ليحميه هو‬
‫وهيدئ من روعه‪ ،‬حتى شعر أن شيئا غري مريح قد وقع‪ ،‬وعندما توالت رصخات‬
‫النجمة تأكد أهنا يف خطر‪ ،‬فدخل القرص الذي كانت أبوابه مفتوحة عىل مرصاعيها‬
‫بعد هروب الرجل املهم اجلبان‪.‬‬
‫واستعان مصطفى بخياله السينامئي‪ ،‬وباملشاهد األكشن التي يراها يف البالتوه‬
‫أثناء التصوير‪ ،‬واقتحم غرفة مكتب النجمة؛ ليبحث عن مسدس‪ ،‬فعىل حد علمه أن‬
‫األثرياء ال بد أن يقتنوا األسلحة النارية من باب الوجاهة والثراء‪ ،‬وليس دفاعا عن‬
‫النفس كام يظن البعض‪ ،‬فمهمة الدفاع يتوالها فتواهتم امللقبون بالبودي جارد‪ ،‬ومل‬
‫يدم تفتيشه طويال‪ ،‬فقد وجد أكثر من سالح‪ ،‬فحمل واحدا وصعد إليها غري عابئ‬
‫بام يمكن أن ينتظره‪ ،‬واقتحم احلامم‪ ،‬وأشهر السالح يف وجه الشبح الذي فر هاربا‬
‫هو اآلخر‪ ،‬وقفز من نافذة احلامم عىل سور القرص‪ ،‬واهنارت فدوى‪ ،‬ولعنت مصطفى‬
‫عىل تأخريه بدال من أن تشكره عىل فعله‪ ،‬فهدأها ومىض ليرتكها ترتدي مالبسها‪،‬‬
‫فنادته بعصبية أال يرتكها وحدها‪ ،‬وقامت مذعورة تتشبث به‪ ،‬وخرجت فدوى‬
‫‪- 98 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫النجمة املثرية اجلميلة من البانيو كام ولدهتا أمها ومضت نحو مصطفى تبكي‪ ،‬فام‬
‫كان منه إال أن نظر بعيدا عنها‪ ،‬ومد يديه ومحل إليها بشكريها لتسرت جسدها‪،‬‬
‫ولكنها تلكأت ومل تأخذه منه‪ ،‬كانت تريد أن تغادر احلامم بأي وضع وأي صورة‪ ،‬ومل‬
‫يكن يشغل باهلا وضعها هذا عىل اإلطالق‪ ،‬فمد مصطفى الشهم الشجاع يديه‬
‫ووضع البشكري غطاء عىل لوحة جسدها اجلميلة دون أن يرفع نظره نحوها أو ينتهز‬
‫الفرصة ويتطلع إليها‪.‬‬
‫وخرجت فدوى تبكي وترجتف‪ ،‬وارمتت عىل فراشها ترتعش‪ ،‬فمىض ليحرض هلا‬
‫كوبا من الليمون؛ ليطفئ به خوفها‪ ،‬فنادته‪:‬‬
‫ أنت رايح فني وسايبني؟ ما تسيبنيش لوحدي‪ ،‬ما تسيبنيش لوحدي يا مصطفى‪.‬‬‫ أنا كنت هجيبلك عصري ليمون هتدي بيه أعصابك يا هانم‪.‬‬‫ ليمون إيه وزفت إيه؟ أنت فاكرنا بنمثل يف السيام دلوقتي؟ أنا مش عاوزاك‬‫تسيبني‪ ،‬أنا خايفة اوى اوعى تسيبني‪ ،‬أنا الزم أبلغ البوليس‪ ،‬أنا هكلم البوليس‪،‬‬
‫هاتيل التليفون يا مصطفى‪.‬‬
‫ أيوة‪ ،‬وتنهاري وتسافري برة تتعاجلي وأتنفخ أنا يف القسم أسئلة واهتامات‪،‬‬‫مش كده؟ ما هو أنا يا هانم كل ما أنقذك أتوحل أنا ويطلع عني أهيل وأهل اليل‬
‫جابوين وال مؤاخذة‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫فضحكت فدوى لكالمه رغم خوفها‪ ،‬وأمرته أن جيلس بجوارها‪ ،‬فرفض وظل‬
‫واقفا وهو يقول هلا‪:‬‬
‫ ما يصحش يا هانم‪ ،‬اهدي أنت بس وكل حاجة هتبقى متام‪.‬‬‫نظرت فدوى ملصطفى وقالت‪:‬‬
‫ كلهم جبناء‪ ،‬كلهم اختلوا عني وسابوين حتى إسامعيل الباجوري جرى‬‫وسابني أموت‪ ،‬كلهم كالب‪ ،‬كلهم كالب‪.‬‬
‫ إسامعيل الباجوري ده اليل بيطلع يف التليفزيون ويف اجلرايد؟‬‫ أيوة هو الزفت ده بعينه‪ ،‬متجوزين عريف وخايف عىل اسمه وسمعته حلد يعرف‬‫ويطلع من الوزارة واحلزب بفضيحة‪ ،‬فكل ما ييجي يزورين يطلب مني إين أطرد‬
‫الناس كلها علشان حمدش يشوفه‪ ،‬وآدي النتيجة‪ ،‬كنت مهوت قدامه وال سأل فيا‪،‬‬
‫وال فكر حتى يطمن عليا‪.‬‬
‫فقال مصطفى بطيبة وسذاجة رجل بسيط رشيف‪:‬‬
‫ وأنت إيه اليل خيليكي تعميل يف نفسك كده يا هانم؟‬‫ قبلت بيه وبالوضع الزفت ده علشان خاطر حيميني‪.‬‬‫ ازاي حيميكي وهو بيزورك زي احلرامية؟ طب وليه ما تتجوزيش راجل حيبك‬‫وحيميكي ويفضل جنبك يضلل عليكي؟‬

‫‪- 100 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ علشان كلهم كالب‪ ،‬كل اليل حواليا كالب‪ ،‬مفيش راجل فيهم عرفته إال ملا‬‫طمع فيا أو استغل مجايل‪ ،‬كلهم كسبوا من ورايا كتري‪ ،‬وأنا خرست نفيس‪.‬‬
‫ثم تطلعت إليه وقالت‪:‬‬
‫ عارف يا مصطفى؟ أنت الراجل الوحيد اليل مبصش ليا بصتهم دي مع إن‬‫كان عندك الفرصة دي أكرت من أي واحد فيهم‪.‬‬
‫قال هلا مصطفى بصدق وقوة‪:‬‬
‫ أعوذ باهلل يا هانم‪ ،‬أنا بخاف من ربنا‪ ،‬ثم أنا بني آدم مش حيوان‪ ،‬وأنت مهام‬‫كان حرمة ضعيفة‪ ،‬حمتاجة اليل حيميكي ويقويكي مش اليل يطمع فيكي‪ ،‬بس اهدي‬
‫أنت بس وكل حاجة هتبقى متام‪.‬‬
‫ومىض الوقت رسيعا حتى امتألت الفيال من جديد باخلدم واحلشم‪ ،‬ومازالت‬
‫فدوى متشبثة بمصطفى‪ ،‬وطلبت خادمتها البوليس الذي حرض ليحقق يف الواقعة‪،‬‬
‫واجتهت الشكوك من جديد نحو مصطفى‪ ،‬رغم نفي فدوى أن يكون ملصطفى أي‬
‫عالقة بام حيدث هلا سوى الصدفة البحتة فقط‪ ،‬وخضع مصطفى لتحقيقات مكثفة‬
‫كادت أن يعرصوه فيها ؛ ليخرجوا منه عصريا مصفى من األجوبة حتى أرهق إرهاقا‬
‫شديدا‪ ،‬فعطف عليه السادة املحققون بعد ثالث ساعات من التحقيقات‪ ،‬وتركوه‬
‫ليعود إىل حجرته يف احلديقة اخللفية للقرص‪ ،‬ولكن فدوى منعته وأمرت أن جتهز له‬

‫‪- 101 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫غرفة يف حجرة مالصقة حلجرهتا حتى يكون بالقرب منها‪ ،‬فقد بدأت تشعر بعدم‬
‫األمان يف غري وجوده‪ ،‬فامتثل مصطفى ألوامرها التي كانت أكرب من كل أحالمه‪.‬‬
‫وقررت فدوى أن تكافئه وتعطيه دورا أكرب يف فيلمها الذي حرمته من أداء‬
‫مشهده الثاين فيه‪ ،‬وحذفت مشاهد الساعي‪ ،‬واخرتع هلا السيناريست بناء عىل‬
‫رغبتها مشهدا لرجل أعامل كبري يعقد مع رشكتها صفقات كبرية تستغرق أكثر من‬
‫مشهد طبعا عىل حساب القصة واملضمون للفيلم الذي ليس له مضمون أساسا‪.‬‬
‫وأصبح مصطفى مرشف مالصقا هلا يف كل أوقاهتا‪ ،‬يف بيتها حجرته كانت‬
‫بجانب حجرهتا‪ ،‬ال تنام قبل أن تطمئن لوجوده فيها‪ ،‬وال تذهب إىل االستوديو إال‬
‫وهو معها‪ ،‬واستبدلته بالثريان البرشية التي حتميها‪ ،‬وكان وجوده وحده كفيال‬
‫بإشعارها بالراحة واألمان‪.‬‬
‫واستبدلت فدوى بنطلون مصطفى املسطر‪ ،‬وقميصه الكاروهات ببدل جديدة‬
‫من أحدث موديل من ماركة بري كاردان وفريزاتيش‪ ،‬عىل حساب املنتج بالطبع الذي‬
‫مل يكن جيرؤ عىل أن يرفض طلب لدجاجة السينام التي تبيض له ذهبا عىل شبابيك‬
‫اإليرادات من جيوب املراهقني والتافهني‪.‬‬
‫وجرب مصطفى دخول االستوديو من مدخل النجوم ألول مرة يف حياته‪ ،‬ورأته‬
‫نادية من بعيد‪ ،‬وفرحت به وجرت عليه هتنئه وتدعو له بالتوفيق‪ ،‬فنظر هلا من طرف‬
‫عينه وقال هلا‪:‬‬
‫‪- 102 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ صدقت بقى موهبتي وإين الزم كنت هطلع سلم املجد يف يوم؟ ولسة يا نادية‬‫ياما هتشويف مني‪.‬‬
‫ الرصاحة ياخويا أنا مكنتش مصدقة‪ ،‬والرصاحة أكرت بردو أنا لسة مش‬‫مصدقة‪ ،‬بس نقول إيه؟ ربنا قادر عىل كل يشء‪.‬‬
‫ضحك مصطفى من طرف أنفه كام النجوم وقال لنادية‪:‬‬
‫ هكلم املنتج يبقى يديكي دور يف فيلمنا اجلديد‪.‬‬‫ اهلل الغني عنك وعن املخرج بتاعك يا مصطفى‪ ،‬ده كل أدواره ألي ست إن‬‫شاهلل يا رب تكون كلبة وال قطة معدية يف البالتوه عنده الزم تطلع رقاصة وال فتاة‬
‫ليل‪ ،‬وال حتى واحدة مغتصبة‪.‬‬
‫ كده بقى يبقى أنت مش واثقة يف إمكانياتك التمثيلية‪.‬‬‫ ما هي دي اإلمكانيات التمثيلية اليل الزمة املنتج بتاعك‪ ،‬وبالنسبة يل وال مؤاخذة يا‬‫مطصفى ياخويا يلعن أبو الفن والشهرة اليل تبيعني نفيس واحرتامي لذايت‪.‬‬
‫وقبل أن تكمل نادية كالمها ظهرت فدوى‪ ،‬ونادت عىل مصطفى بصوهتا امليلء‬
‫بالنعومة واألنوثة‪ ،‬فرتك مصطفى نادية حتدث نفسها وجرى عىل فدوى‪ ،‬فنظرت‬
‫عليه نادية من بعيد‪ ،‬واستعوضت اهلل يف حبيبها الذي خرج من ردائه البسيط ذات‬
‫يوم‪ ،‬وتيقنت متاما أنه لن يعود‪ ،‬ومثل مصطفى مشاهده املبالغ فيها بتمثيله املبالغ فيه‬
‫إكراما لعيون النجمة‪ ،‬وعاد معها للبيت ليسرتحيا وسط حسد وتساؤل كل العاملني‬
‫‪- 103 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫يف البالتوه والوسط الفني كله‪ ،‬عن ماهية مصطفى‪ ،‬وإمكانياته وكينونته يف حياة‬
‫النجمة‪ ،‬ومن أين له هبذه الثقة وهذا احلظ‪.‬‬
‫وكانت النجمة ممنوعة من اخلروج للزحام أو تغيري خط سريها من وإىل‬
‫االستوديو‪ ،‬ومن وإىل بيتها‪ ،‬فكانت تعود للقرص‪ ،‬فتتناول غداءها أو عشاءها‬
‫وتدخل حلجرهتا ال خترج منها إال لليوم التايل‪ ،‬كانت حياة مملة‪ ،‬وكان كل من يدخل‬
‫للفيال خيضع لتفتيش أكثر بكثري من ذلك الذي يفتشونه يف املطارات للعابرين من‬
‫املشتبه فيهم‪ ،‬وكان مصطفى مالصقا هلا يف الغرفة املجاورة يتناول طعامه هو اآلخر‬
‫وحده‪ ،‬ثم يصعد غرفته يعاين زهقا وملال من النوع الفاره األنيق‪ ،‬حتى ينام عىل‬
‫فراشه الوثري ووسادة من ريش النعام‪ ،‬وكان ممنوعا من املغادرة‪ ،‬ممنوعا من احلركة‬
‫إال بأمر من النجمة‪ ،‬وذات ليلة دق باب حجرهتا‪ ،‬وحدثها من خلف الباب يطلب‬
‫منها إذنا باملغادرة لساعة من الوقت‪ ،‬ففتحت له الباب وقالت‪:‬‬
‫ أنت مش عارف إنك مينفعش متيش وتسيبني ؛ وراك إيه يعني؟ ورايح فني‬‫أحسن من هنا؟‬
‫تردد مصطفى وانتقى كلامته قبل أن ينطق هبا حتى ال يغضب فدوى‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ الرصاحة يا هانم زهقان‪ ،‬كل حاجة حلوة يف القرص‪ ،‬بس من غري روح وال‬‫حياة‪ ،‬عاوز أروح أشم شوية هوا يف حارتنا وآجي عىل طول‪ ،‬وأستأذنك لو سمحت‬
‫سيبيني أخرج‪.‬‬
‫‪- 104 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫وأخذ يتوسل هلا من خلف الباب ‪.‬‬
‫ففتحت له ونظرت له النجمة بغطرسة وقالت بعصبية‪:‬‬
‫ أفندم؟ يعني القرص ده كله مفيهوش هوا يعجب سعادتك وال أكسجني يكفي جنابك؟‬‫فاعتذر هلا مصطفى وقال‪:‬‬
‫ حرضتك أنا عاوز أشوف الناس‪ ،‬وأحترك بحريتي‪ ،‬وأقعد بطريقتي‪ ،‬وآكل‬‫األكل اليل نفيس فيه‪ ،‬وأتكلم مع حد يفهمني‪ ،‬كل حاجة يف قرصك يا هانم رائعة‬
‫وبديعة‪ ،‬بس بقواعد وأصول‪ ،‬أنا اختنقت منها‪ ،‬ونفيس آخد منها إجازة ساعة وال‬
‫اتنني لو سمحت‪.‬‬
‫فنظرت له فدوى ورسحت بتفكريها وقالت‪:‬‬
‫ بردو أنت عارف إنك مينفعش تسيبني‪ ،‬الزم تفضل معايا‪.‬‬‫ خالص تعايل معايا أنت‪.‬‬‫فضحكت وظنته يمزح‪ ،‬فقال هلا‪:‬‬
‫ واهلل العظيم أنا بتكلم بجد‪ ،‬هعزمك عىل أكلة كباب عند عم عكاوي الفحل‬‫هتحلفي بيها طول عمرك‪.‬‬
‫ ازاي يعني وأنا ممنوعة من اخلروج؟‬‫ اتنكري يف لبس خدامة من خداماتك ونخرج من باب املطبخ وأنا معاكي‪.‬‬‫‪- 105 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ بردو ازاي وأنت كامن ممنوع من اخلروج؟‬‫ تتصيل دلوقتي بالسيكيوريت واحلرس اليل عىل الباب وتقوليلهم إنك بعتاين مع‬‫واحدة من خدمك نجيبلك حاجة‪ ،‬وال نقضيلك مصلحة وراجعني عىل طول‪.‬‬
‫ففرحت فدوى باملغامرة‪ ،‬وأرسعت إىل تليفوهنا وحدثت احلرس‪ ،‬وتركها‬
‫لرتتدي مالبس التنكر التي هي عبارة عن عباية سوداء‪ ،‬ورابطة شعر سوداء من‬
‫نفس لوهنا وتطريزها‪ ،‬ومضت معه وقلبه سعيد باملغامرة‪ ،‬وخرجا من باب القرص‪،‬‬
‫وركبا تاكيس ومضيا حلارة من حواري مرص القديمة‪ ،‬وفدوى معه تتلفت حوهلا‬
‫تنظر من شبابيك السيارة عىل احلياة التي متثلها وال تعيشها‪ ،‬واستأذهنا مصطفى أن‬
‫جيلب معهام نادية‪ ،‬فوافقت النجمة عىل الفور‪ ،‬فطلب نادية عىل موبايلها فنزلت له‬
‫مرسعة‪ ،‬وركبت معهام التاكيس‪ ،‬ومضوا إىل حيث قضاء السهرة املوعودة‪.‬‬
‫وتساءلت نادية عن املرأة األخرى التي مع مصطفى‪ ،‬فقال هلا‪:‬‬
‫ دي حماسن‪ ،‬واحدة قريبتي من البلد جايبها معانا أفسحها‪.‬‬‫فنظرت هلا نادية من أسفل ألعىل وقالت‪:‬‬
‫ أهال يا حماسن‪ ،‬ما هي أصل ناقصاكي أنت كامن يا ست حماسن‪.‬‬‫ونظرت نادية ملصطفى وقالت‪:‬‬
‫ أظن بقى أنت اليومني دول مرتيش عىل اآلخر‪ ،‬فهطلب لوحدي كيلو كباب‬‫وجوزين محام‪.‬‬
‫‪- 106 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫فقال هلا مصطفى‪:‬‬
‫ إيه االفرتا ده كله؟ ليه؟‬‫فضحكت نادية‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫ ما أنت لسه قايل‪ ،‬أهو افرتا‪ ،‬وبعدين اليل مش هاكلوا هلفه وأخده معايا‬‫البيت‪ ،‬ما هو أنا الزم أستغل فرصة رضا فدوى هانم عليك قبل ما يمسكوا السفاح‬
‫اليل بيطاردها ويرموك برة القرص‪ ،‬ويستغنوا عن خدماتك‪ ،‬وال أنت فاكر العز ده‬
‫كله علشان سواد عينيك؟ يا ابني اليل بيدخل حياة الناس اليل زي فدوى فهمي دول‬
‫بيدفع مش بيقبض‪ ،‬أي أي‪ ،‬إيه يا مصطفى؟ بتخبطني يف رجيل ليه؟ إيه اهلزار البايخ‬
‫الرخم بتاعك ده؟‬
‫باغت مصطفى نادية حماوال تصحيح املوقف قائال‪:‬‬
‫ أصل واحدة زيك كومبارس الزم حتقد عىل النجوم اليل زي فدوى هانم‬‫وتقول الكالم البايخ ده‪ ،‬امال هتقول إيه يعني يا حتت كومبارس؟‬
‫ أنا كومبارس آه‪ ،‬بس بحرتم نفيس‪ ،‬وبقدر قيمتها‪ ،‬اليل عاوز يديني دور أبني‬‫فيه مواهبي وقدريت عىل التمثيل هيالقي قدامه ممثلة جامدة اوى‪ ،‬أما اليل عايز‬
‫يستغل مواهبي يف الرقص‪ ،‬ويف لبس العريان‪ ،‬فأنا أرفض جمرد إين أتعامل معاه‪،‬‬
‫ولألسف كل اليل صادفوين كانوا من نوعية منتجني فدوى بتاعتك دي‪ ،‬أي أي‪ ،‬إيه‬
‫يا مصطفى؟ كرست يل رجيل يا أخي‪.‬‬
‫‪- 107 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ثم نظرت لفدوى وقالت‪:‬‬
‫ بذمتك يا حماسن يا أوختيش اليل بتقدمه فدوى ده فن وال ابتذال؟‬‫فقام مصطفى وجذب نادية من شعرها وقال‪:‬‬
‫ ما حترتمي نفسك بقى وختيل عندك شوية ذوق ودم‪ ،‬أنا غلطان إين جبتك‬‫أطفحك كباب‪ ،‬اليل قاعدة قدامك دي وبتسأليها عن فن فدوى فهمي تبقى‪..‬‬
‫فقاطعته فدوى وقالت‪:‬‬
‫ خدامة الست فدوى يا نادية وقريبتها من بعيد‪.‬‬‫فارتبكت نادية وقالت‪:‬‬
‫ أنا آسفة قوي يا حماسن‪ ،‬وأنا بردو بشبه عليكي‪ ،‬أنت فيكي شبه كبري قوي منها‬‫فعال‪ ،‬بس هي بقى لو مسحت مكياجها ولبست طرحة وعباية زيك كده هتبقى هي‬
‫اليل خدامتك‪ ،‬أصل الناس دول زينة‪.‬‬
‫فقام مصطفى وجذب نادية من مالبسها وقال‪:‬‬
‫ غوري يا نادية من هنا‪ ،‬قومي روحي‪ ،‬خسارة فيكي الكباب واخلروجة دي‪،‬‬‫أنا غلطان أصال إين جبتك معانا‪ ،‬داهية تاخدك‪.‬‬
‫فقالت فدوى‪:‬‬
‫ سيبها يا مصطفى‪ ،‬نادية ظريفة‪ ،‬وأنا حبيتها‪ ،‬وهي فعال بتتكلم صح‪.‬‬‫‪- 108 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫فرتك مصطفى زمارة رقبة نادية بناء عىل طلب فدوى هانم‪ ،‬وأكملوا سهرهتم‪،‬‬
‫وتناولوا كباب عم كوراع الفحل بنهم شديد‪ ،‬ثم أكملوا السهرة عىل قهوة بلدي‬
‫بجانب مطعم الكباب‪ ،‬ورشبوا الشاي‪ ،‬وتكلموا يف أحالمهم‪ .‬وقالت نادية‪:‬‬
‫ عارفة يا ست حماسن أنا لو كنت نجمة كنت اتربعت بجزء من ثرويت لصالح الناس‬‫الغالبة‪ ،‬أو كنت عىل األقل عملت أفالم بترشح معاناهتم‪ ،‬واخرتت مواضيع هتمهم‪..‬‬
‫فقال مصطفى‪:‬‬
‫ طبعا أنت بتقويل كده علشان عارفة إنك عمرك ما هتبقي نجمة‪ ،‬وال هيكون عندك‬‫ثروة‪ ،‬علشان قال إيه تتربعي بجزء منها‪ ،‬وأنت بتكميل عشاكي نوم من اجلوع‪.‬‬
‫فردت نادية‪:‬‬
‫ معلش يا ست حماسن‪ ،‬أصل مصطفى بقى روبرت دينريوا امبارح بالليل‬‫واحنا نايمني وما نعرفش‪ ،‬ما ختف علينا يا عم النجم‪ ،‬ده أنت أول امبارح الصبح‬
‫كنت ساعي يف نفس الفيلم اليل أنت عاميل فيه رجل أعامل وبتدخن عسلية‪ ،‬وال‬
‫تكونش صدقت روحك يا مصطفى؟ ده أنت أكلت كام علقة من حتت راس فدوى‬
‫فهمي اليل أنت بتدافع عنها دي واتنفخت يف القسم واتكسحت تالت أسابيع‬
‫حمدش قالك أنت فني‪ ،‬غريش بس ربك العاطي سرتها معاك علشان خيتربك ملا يبقى‬
‫معاك قرشني هتعمل بيهم إيه؟ أصل احلكاية يا ست حماسن إنه‪..‬‬
‫فوضع مصطفى يده عىل فم نادية وقال‪:‬‬
‫‪- 109 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ ممكن تقفيل بقك ده شوية اهلل؟ خيرب بيت اليل شار عليا أجيبك معانا يا شيخة‪.‬‬‫فضحكت فدوى وقالت‪:‬‬
‫ سيبها يا مصطفى تقول اليل هي عاوزاه‪ ،‬أنا مش متضايقة خالص من كالمها‪،‬‬‫هي معاها حق يف كل كلمة قالتها‪ ،‬وأنا هفكر يف كالمك ده وأوصله للست فدوى‪.‬‬
‫فرد مصطفى‪:‬‬
‫ أنا آسف جدا يا هانم‪ ،‬آدي أخرة اليل يعرف أشكال زي دي‪ ،‬ما تسرتوش وختيل‬‫رقبته قد السمسمة‪ ،‬قدامي يا نادية‪ ،‬قدامي أرجعك مطرح ما جبتك‪ ،‬أنا أصال غلطان إين‬
‫جبتك أطفحك معانا كباب‪ ،‬أنت أخرك ساندويتش بدنجان عىل عتبة بيتكم‪ ،‬ده لو‬
‫حبيتي تغريي هوا البيت يعني‪ ،‬وكامن ممكن تعميل فضايح عىل العتبة‪ ،‬قومي يال‪ ،‬قومي‬
‫علشان وراكي غسيل الصبح والزم تنرشيه بدري علشان يلحق ينشف‪.‬‬
‫فضحكت فدوى‪ ،‬وقامت نادية غاضبة وقالت‪:‬‬
‫ أنا ماشية يا عم النجم مروحة؛ ألين فعال اتأخرت‪ ،‬وفعال عندي كومة غسيل‬‫بكرة‪ ،‬بس الزم تعرف كويس قوي إن األشكال اليل مش عاجباك دي واليل أنت‬
‫واحد منهم‪ ،‬أنضف وأرشف من أشكال كتري متزوقة وبتربق من برة وهي من جوة‬
‫منها خرابة كبرية‪.‬‬
‫فرد مصطفى‪:‬‬

‫‪- 110 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ شكرا عىل املعلومة يا ست الفيلسوفة‪ ،‬ممكن بقى هتوينا دلوقتي وتتفضيل بقى‬‫بالسالمة؟ ويا ريت تبلعيلك شوية كلور وال بطاس مغيل قبل ما تنامي يمكن يغسل‬
‫لسانك الزفر ده وينضف قلبك احلقود شوية؟‬
‫ومضت نادية غاضبة‪ ،‬وانحنى مصطفى عىل النجمة يعتذر هلا عن كالم نادية أم‬
‫لسان فالت‪ ،‬وقلب حقودي‪ ،‬فلم تتاملك فدوى نفسها‪ ،‬واهنارت تبكي وتقول‪:‬‬
‫ نادية معاها حق‪ ،‬أنا فعال من جوايا خرابة مفيهاش وال حتة سليمة‪ ،‬كلها بقايا‬‫أشياء مكسورة‪ ،‬ومستحيل ترجع سليمة من تاين‪ ،‬أنا اليل زيي الزم يموت ويتقتل‬
‫ألف مرة يا مصطفى‪.‬‬
‫وحكت فدوى ملصطفى عن الرجل املهم الذي يأتيها رسا وتطرد كل من يف‬
‫القرص من أجله حتى ال يتعرفوا عىل شخصه؛ ألنه شخصية سياسية كبرية ومعروفة‪،‬‬
‫وهو ممن حيركون األحداث واألشخاص يف البلد‪ ،‬وما يربطها به قديم جدا‪ ،‬فهو‬
‫أول من وقف يف ظهرها واشرتك يف تلميعها وجعلها حمط مقاالت الصحافة‪،‬‬
‫وبرامج التليفزيون‪ ،‬وأعطاها حصانة من الرقابة حتى تبدع يف أداورها‪ ،‬وتتحول من‬
‫بطلة للكبار فقط لبطلة للكبار جدا جدا فقط‪ ،‬ويف املقابل استغل مجاهلا يف اإليقاع‬
‫بشخصيات‪ ،‬والتقرب لشخصيات أخرى‪ ،‬وعمل صفقات جتارة واسعة ملن يريد أن‬
‫يشرتي‪ ،‬وملن يريد أن يبيع‪.‬‬
‫فقال مصطفى بتعجب‪:‬‬
‫‪- 111 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ ياااه‪ ،‬وهو يف حد يعمل يف مراته كده يا هانم؟‬‫فسالت دموع صادقة من عني فدوى وهي تقول‪:‬‬
‫ ومني قالك إن أنا مراته؟ أنا حتى ورقة العريف رفض إنه يديني رشف إين‬‫أتنسب له حتى بورقة‪ ،‬وخاف اليل بيعمله يف الناس يتقلب عليه‪ ،‬وحد يستغل‬
‫الورقة دي ضده‪.‬‬
‫ وأنت ازاي تقبيل كده؟‬‫ وكنت ممكن أقبل أكرت من كده كامن‪ ،‬أنا جيت غريبة من بلدي العريب‪ ،‬كنت‬‫هربانة من أهيل ومن فقري‪ ،‬وكنت عاوزة أملع وأطلع‪ ،‬وأبقى نجمة كبرية‪ ،‬وكنت‬
‫متخيلة إن الغاية تربر الوسيلة‪ ،‬وإين ملا أبقى نجمة كبرية ساعتها هقدر أطهر نفيس‬
‫وأختار طريقي وأصلح مساري‪ ،‬بس صعب ومستحيل كامن إن اليل انكرس فيك‬
‫وإن اليل مات جواك يقدر يرجع للحياة من تاين‪.‬‬
‫وبكت وقالت بكلامت صادقة‪:‬‬
‫ أنت إنسان طاهر وبريء‪ ،‬اوعى تبيع نفسك يا مصطفى حتت أي سبب‪،‬‬‫حمدش هيشرتيك يا مصطفى لو أنت بعت نفسك‪.‬‬
‫فربت مصطفى عىل كتفها وقال‪:‬‬
‫ تقدري تتخليص من كل ده‪ ،‬وتطردي الناس دي كلها من حياتك‪ ،‬حاويل وهتقدري‪.‬‬‫فضحكت فدوى وقالت‪:‬‬
‫‪- 112 -‬‬

‫أحبك ولكن‪ ..‬غادة العليمي‬
‫ تعرف الراجل اليل كان عاوز يموتني يف احلامم ده يبقى مني؟ ده يبقى أول‬‫واحد باعني يف السوق‪ ،‬وعلمني ازاي أبقى سلعة غالية‪ ،‬ده اول واحد قابلني يف‬
‫الطيارة‪ ،‬وأعجب بجاميل‪ ،‬ووعدين بالنجومية والشهرة اليل كانت يف صالة درجة‬
‫تالتة يف ملهى لييل قديم‪ ،‬وكتب معايا عقد احتكار‪ ،‬ووعدين إنه يوصلني‪ ،‬بس أسمع‬
‫كالمه‪ ،‬وسمعت كالمه‪ ،‬واشتغلت معاه‪ ،‬وكسب من ورايا كتري‪ ،‬وأنا خرست معاه‬