‫بقلبي‪ ،‬كما فعلوا‪ُ ،‬كن مختلف عنهم أرجوك ‪ُ ،‬كنت‬
‫لقلبي شي ٌء ال يُنسى‪ ،‬لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ ؟‬
‫أكنت ُمختلف عنهم؟‬
‫َ‬
‫‪- 37 -‬‬

‫َ‬
‫حدث ما ُ‬
‫كنت أخشاه‪ ،‬أصابني اإلحباط من تكرار‬
‫لقد‬
‫ُ‬
‫سئمت من‬
‫نفس المشاهد‪ ،‬تكرار الواقف ذاتها‪،‬‬
‫روحي التي تبقى حزينة طوال الوقت‪ ،‬تُفكر شاردةً‬
‫ذهبت كما ذهبوا‪ُ ،‬كنت تعرف‬
‫بما حصل بها‪ ،‬لقد‬
‫َ‬
‫مكان الطريق‪ ،‬و مع ذلك أفلت بيدي كما فعلوا ُه ْم‪،‬‬
‫وأتركني ‪،‬‬
‫ال بأس لربما أرحل اليوم أو غد ًا أنا أيضاً ُ‬
‫لكنني لن أرجع من جديد‪ ،‬سأبقى شي ٌء يُنسى‪.....‬‬
‫بقلم‪ :‬نهى سامي الدويري‪/‬األردن‬

‫‪" -١٤‬إلى متى ‪"....‬‬
‫لك كمجرد أمل عابر وفي‬
‫نظر َ‬
‫الـى متى سأبقى أ ُ‬
‫نت ا ٔ‬
‫قدومك ؟ ها‬
‫اللم بذات ِه‪ .‬الى متى سأنتظر‬
‫َ‬
‫الحقيقة أ َ‬
‫‪- 38 -‬‬

‫االنتظار أتالشى مع مرور الوقت‬
‫أنا على مقعد ٕ‬
‫ذكراك تارة تمر بي وتارةً أخرى تغادرني بعد أن‬
‫تعذرني ‪ ،‬وتتساقط كل عهودي بأن أنسى فأخبرني‬
‫ا ٔ‬
‫وحبك‬
‫تفاصيلك تُالحقني كظلي ‪،‬‬
‫الن كيف أنسى ؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫يتزاحم في صدري !‬
‫يبدو أنني أنتظر المستحيل إلى متى سأنتظر ليتحقق‬
‫ذلك الحلم اللعين ؟‬
‫نك لن‬
‫كأنني أنتظر‬
‫عودتك وأعلم بيني وبين نفسي با ٔ َ‬
‫َ‬
‫تعود ! أجل لن تعود ‪،‬إلى متى ستبقى أمل وحلم‬
‫منك تعود بقلبي للحياة‬
‫مزيف ؟ أنتظر كلمة واحدة َ‬
‫ُ‬
‫لك‬
‫نك الحياة ُكلها وكأنني‬
‫عيش َ‬
‫بك أ َ‬
‫خلقت َ‬
‫وكا ٔ َ‬
‫نت وأ ُ‬
‫نت‬
‫ريدك أ َ‬
‫نت وأ َ‬
‫أ َ‬
‫أنت فقط‪....‬‬
‫إلى متى سيظل هذا العذاب داخلي في صدري ؟ يبدو‬
‫أنهُ ينمو بعد رحيلك أكثر فأكثر كالسرطان الذي يقتُلك‬
‫ببطئ ‪،‬الـى متى ستجعلتي أبكي ُكل ليلة أبكي وأنا‬
‫ليتك تعود ‪....‬‬
‫أناجي‬
‫بك ؟ َ‬
‫الرب َ‬
‫ُ‬
‫‪- 39 -‬‬

‫أيها الرب أرجعهُ لي أنفاسي تتقاطع مع ُكل كلمة‬
‫أكتبها ‪...‬إلـى متى سأبقى أ‬
‫لتلك‬
‫راقبك من بعيد ؟ تكتب َ‬
‫َ‬
‫وتتحدث مع أخرى ‪ ،‬تبتسم لهذ ِه وتعود للحديث مع‬
‫هذه ‪....‬‬
‫دعك من ُكل تلك ا ٔ‬
‫سوال!‬
‫َ‬
‫السئلة وأجب فقط عن هذا ٔ‬
‫هل ستبقى بعيد ًا ُكل البعد عني ؟ بسبب تافه أو أنهُ‬
‫مجرد عقاب سيمضي ؟‬
‫من أين تأتي بج ُل تلك القسوة ؟ أم بدل من يخلق قلبك‬
‫خلق حجر مكانهُ! صدقني لو سمع الحجر بكائي‬
‫منك أال تحن أيها‬
‫ووجعي‬
‫عليك لبكي لسوء حالي بد ًال َ‬
‫َ‬
‫الرجل ؟ ياصاحب القلب الجامد ‪ ،‬يا بارد الروح‬
‫نك‬
‫حبك سأنتظرك وأنا أعلم جيد ًا با ٔ َ‬
‫والقلب ‪ ،‬أنا حقاً أ َ‬
‫لن تعود وستبقى تلك الذكرى التي كادت أن تكون‬
‫عزائي‪....‬‬
‫بقلم ‪ :‬حواء الالفي المنسلي‪/‬ليبيا‬

‫‪- 40 -‬‬

‫‪ " -١٥‬أحببته و لكن "‬
‫أحببتهُ ولكنهُ أحب كبريائهُ أكثر مني أحببتهُ ولكنهُ أراد‬
‫لمسي ورميّ ‪...‬‬
‫داس على كرامتي ‪...‬‬
‫أحببتهُ ولكنهُ َ‬
‫أحببتهُ ولكنهُ تزو َج ولم يهتم ألمري حتى رغم َ أنني‬
‫متيقنة بأنني أفضل ممن أرتبط بها ‪...‬‬
‫أحببتهُ ولكن هو من بادر بأول خطوة أوصلتنا الى ما‬
‫نحن عليه‬
‫أحببتهُ‪ ،‬وأحببتهُ ‪ ،‬و وأحببتهُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ذرفت دموعي‬
‫جنيت من هذا الحب غير أني‬
‫لكن ماذا‬
‫وأهمل ُ‬
‫ت دراستي لمدة‪ .‬غير أنني أسهر مع الليل‬
‫أشرب كؤوس الخذل على نخب الخيانة ‪...‬‬
‫ُ‬
‫‪- 41 -‬‬

‫لكن ماذا االن؟!!‬
‫أأستسلم لتجربة فاشلة عشتها مع أحدهم ال يعرف كيف‬
‫يقدر نفسهُ وأنتظره ُ لكي يحبني؟ لكي يستعطفني؟‬
‫أأستسلم لمرحلة عشتها في حياتي علمتني الكثير من‬
‫الدروس‬
‫حب وقرار أتخذتهُ بسذاجة ‪ ،‬سذاجة في غير محلها ‪،‬‬
‫أتسائل أحياناً ‪ :‬أيحبني؟!‬
‫وأجيب على نفسي ‪ :‬يحبني!! ما هو الحب أص ً‬
‫ال أهو‬
‫أن ُ‬
‫وأنت تُكلم األخريات وفي الصباح تهرعُ ألي‬
‫تبيت‬
‫َ‬
‫أنك تهيمني‪.‬‬
‫باكياً وراجياً َ‬
‫أو أن تنظر خلس ًة الى ُكل فتاة عارية ومحتشمة ‪...‬‬
‫أحببتهُ ولكنهُ بذ ًل جهده ُ لكي يجعلني ُفتات من حطام‬
‫جدار صرمودي‬
‫لكن ماذا جني في األخير‪...‬‬
‫جنى أنهُ خس َر فتاة لم يحلم يوماً بأنهُ يمتلكها ‪ ،‬خس َر‬
‫شخصاً يميزه ُ من حروفهُ ‪...‬‬
‫‪- 42 -‬‬

‫تلك اللعبة التي‬
‫و اليوم أنا أشكر هللا ألني أنتهيت من َ‬
‫ُ‬
‫كنت ألعبها وال أعرف دوري فيها ‪...‬‬
‫ولكن ال بأس فما ضيعت إال ألحصل على ما أستحق‬
‫‪..‬فأن فكرة أن أبقى في المنتصف ال تعجبني فأما‬
‫الكمال أو الزوال ‪ ،‬لذلك أعتذر لنفسي عن ُكل‬
‫الخطوات التي خطيتها والمبادرات التي قدمتها‬
‫وأعتذر ألني أحببتُ َك‬
‫أحببتُ َك ولكن ‪...‬‬
‫بقلم ‪ :‬بلقيس برقاس‪ /‬الجزائر‬

‫‪" -١٦‬في احضان الموت"‬

‫‪- 43 -‬‬

‫بعد ع ّدة سنوات من اإلنتظار و الشوق و الحرمان أتى‬
‫اليوم الموعود‪ ،‬يوم زفافهُ بحبيبة قلبهُ و التي حارب‬
‫ال ُكل ألجلها‪ .‬رجل عصابة يقع في الحب ألول مرة مع‬
‫مالك األرض مسماها‪،‬إستطاعت أن تسقطهُ فيها و بها‬
‫و لها‪،..‬قلبهُ لم ينبض إ ّال لها الوحيدة التي رأت ضعفهُ‬
‫‪...‬يوم آخر يمشي بإتجاهها يفتح باب تواجدها لتزداد‬
‫الشرايين في النبض‪ ،‬قلبهُ يتوعدها بأنهُ لن يتوقف‬
‫نبضاً عنها حتى يخرج من قفصهُ و قضبان صدره ُ‬
‫‪.‬يقف هو‪ ..‬يتوقف الزمن يُفتح فاههُ أندهاشاً و كم الق‬
‫مسماها عليها مالك األرض هي‪ ،‬األبيض زادها‬
‫جما ًال شطر على شطر‪،‬اإلبتسامة التي تزين ُمحياها‬
‫ليقترب منها مسمياً منادياً عليها‪ ،‬لصدره ضمها مكانك‬
‫سجنك حبيبتي وردد‬
‫قلبي يا هذه و قفصي الصدري‬
‫ِ‬
‫كلمات خَلقت ورد الجوري على وجهها لتزداد تسلطناً‬
‫على قلب ِه هو‪ ،،‬فلترحمي فلترحمي‪َّ ...‬قبل رأسها‬
‫لقدرها و كم رائعة هي قبلة الرأس‪.‬بكى سعادة‪،‬رئيس‬
‫عصابة بحد ذات ِه يبكي ألجل طفلة عجباً فيها‪،‬ككل مرة‬
‫تذكره ُبأنهُ بشري ايضاً لمدة أصبحت حاللهُ و لكن‬
‫‪- 44 -‬‬

‫لألسف القدر ضدهما فقد أحتضنت عروسهُ الموت‬
‫لتصعد الروح لموالها حصل إنفجار دُمر الزفاف و‬
‫ُقبضت األرواح‪.‬أنتفض هو مقبوضاً يبحث عنها و عن‬
‫أثر لها ليجدها بثوبها الذي كساه ُ الدم إحمرار ًا ‪،‬جثى‬
‫أمامها ليضع رأسها علي ِه سلطانة قلبهُ اآلن أمامه ُ‬
‫تلفظ آخر أنفاسها و كلماتها ‪،‬لتظلم الدنيا مجدد ًا غشاء‬
‫دموع أعاق رؤيت ِه من أخرجت قلبهُ للنور تغرق بين‬
‫أحضان الموت وال يفعل شيء ‪.‬تتقدم يدها بعطف‬
‫لتلمسهُ أفاق من صدمت ِه للمساتها و أسمها يتردد بين‬
‫شفتيه فزعاً وهي تحاول طمأنت ِه لكن ماذا؟؟! ‪،‬‬
‫بين الموت و الحياة هي لم تجد األلفاظ مكانها قصة‬
‫حب تنازلت قبل بدايتها‪....‬‬
‫حكت األعين ما عجز اللسان عن نطق ِه فقد كانت جثة‬
‫هامدة تسبح في بركة دمائها مع حرقتها على نفسها و‬
‫زوجها فهي بالكاد متأكدة بأنهُ سيعود لما أخرجتهُ منه‬
‫و يا خوفها عليه أكثر من و نفسها رق حالها عليه‬
‫لينفجر باكياً ما كبتهُ ‪ ،‬و هي حتى في آخر أنفاسها و‬
‫تحاول أن تريحهُ مقلتي ِه تنشران انهار ًا بدل الدموع‬
‫‪- 45 -‬‬

‫كيف ال و قد يكون سبب وفاتها‪ .‬ربما أنتقام أحدهم منهُ‬
‫و أخـذ عروسهُ !!‪ .‬سلب الموت روحها بعد توصيتهُ‬
‫بالحفاظ على نفسه فداء ًا لها فقد ُحرق بحرقتها و فقد‬
‫روحهُ معها‪....‬‬
‫لعب القدر و أثبت نفسهُ فيهما‪" .‬الحب ليس لمجرد‬
‫دقيقة أم ثانية بل فداء إثنين لألبد"‬
‫بقلم ‪ :‬عبيد الشارف وصال‪/‬الجزائر‬

‫‪” -١٧‬رؤيتي ألوان هوسي"‬
‫أغرقتني بنار حبك‪ ،‬كيف لشخص بأن يغرق بنار؟‬
‫رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك‪،‬‬
‫حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح‪،‬‬
‫َ‬
‫رميت قلبي ولم تبالي‪ ،‬هجرت قلبي وتركتني أعاني‪،‬‬
‫َ‬
‫‪- 46 -‬‬

‫ماذا توجب عليَ أن أفعل‪ ،‬أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن‬
‫قدميك!!‬
‫أسجد تحت‬
‫َ‬
‫ورفعت‬
‫أتعرف ‪ ،‬لم ولن أفعل هذا‪ ،‬فقد تجه َر صوتي‪ُ ،‬‬
‫قوة حنجرتي‪ ،‬صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب‬
‫العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك‪ .‬نعم أحببتُ َك‪،‬‬
‫نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي‪ ،‬أخترتُ َك قبل نفسي‪،‬‬
‫ُ‬
‫ورفعتك فوق كرامتي‪ ،‬باهلل‬
‫رميت ذاتي وكبريائي‬
‫و‬
‫َ‬
‫عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من‬
‫َ‬
‫أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ‬
‫َ‬
‫و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن‬
‫راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص‪،‬‬
‫ل ُكل من أعطى وتخلى‪ ،‬ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني‬
‫ألحدهم ثقة بنفسه‪ ،‬ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت‬
‫باأللف وأنتهت بالكاف‪ ،‬أحبك اآلن ليست سوى داللة‬
‫لأللم‪....‬‬
‫بقلم ‪:‬يقين محمد أنور كورديليا ‪ /‬األردن‬
‫‪- 47 -‬‬

‫‪ " -١٨‬إتصال مجهـول"‬
‫رقم مجهول على الخط‬
‫مرحباً تفضل من معي ؟‬‫أولم تعلمي من أنا ؟!‬
‫ال سيدي عذر ًا و كأنك مخطـأ بالرقم ؟‬‫ت واعية و مثيرة لإلهتمام !‬
‫كم أصبح ِ‬
‫عفو ًا !! تكلم بكل وضوح من فضلك و إال‬
‫ُ‬
‫لست هنا اليوم للمشاجرة يا صغيرتي ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬ال ال‬
‫لك عذر ًا سامحيني على ُكل ما‬
‫أنا هنا فقط ألقول ِ‬
‫حص َل ‪ ،‬وعلى ُكل دمعة نزلت بسببي ‪.....‬‬
‫رحيل ‪ :‬ثم بعد ‪....‬‬
‫هو ‪ :‬ال تكوني قاسية رجا ًء‬
‫‪- 48 -‬‬

‫رحيل ‪ :‬تكلم أو أغلق الخط من فضلك ال أمل ُك متسع‬
‫من الوقت‬
‫كلماتك بجفاف‬
‫ت ‪ ،‬أنني أشعر من خالل‬
‫هو ‪ :‬كم تغير ِ‬
‫ِ‬
‫و برودة‪...‬‬
‫أصبحت غريب‬
‫رحيل ‪ :‬أكيد وماذا أردت ؟ أتدري كم‬
‫َ‬
‫و ال يهمني أمرك َ مطلقاً ‪..‬‬
‫هو ‪ :‬لكن !!‬
‫رحيل ‪( :‬تقاطعهُ بصوت ضاحك ) ويحك ياهذا من‬
‫تُريد وماذا تريد لتكن على علم أن رحيل قد قمت‬
‫بتلك الرسالة ‪....‬‬
‫بدفنها َ‬
‫أعرفك هكذا‬
‫هو ‪( :‬بصوت يكا ُد يختفي ) أنا لم‬
‫ِ‬
‫تغيرت ِ كثيراً‬
‫قمت بتحطيم و‬
‫أنت َ‬
‫رحيل ‪ :‬قد قتلتني حينها يا هذا َ‬
‫ُ‬
‫أحببتك حينها ‪،‬‬
‫‪،‬لست نادمة ألنني‬
‫تمزيق ُكل شيء‬
‫َ‬
‫إستطعت‬
‫فقد كان لي درس مهم في هذه الحياة نعم ‪،‬‬
‫َ‬
‫حينها أن تُبكيني وأن تقهرني نعم ‪ ،‬كسرت و َحطمت‬
‫ج ُل أحالمي ‪....‬‬
‫‪- 49 -‬‬

‫لك شكراً‬
‫ياهذا قد جعلتني أتكلم كثير ًا ونسيت أن أقول َ‬
‫بفضلك‬
‫فـبفضلك قمت بتنظيم حياتي من جديد ‪،‬‬
‫َ‬
‫تعرفت على أناس جدد ‪..‬‬
‫ُ‬
‫لست مجردة من الخطأ أنا أيضاً قمت بإيذاء أشخاص‬
‫بسببك‬
‫آخرين‬
‫َ‬
‫أملك اآلن سر الحياة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أناملك تُغرد بعيد ًا‬
‫رأيت‬
‫فرحت كثيراً حين‬
‫هو ‪ :‬قد‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ت تكسبين الوزن‬
‫كنت دائماً أشاهدك من بعيد ‪ ،‬كن ِ‬
‫ت بخير‬
‫أنك ‪ ،‬لس ِ‬
‫تارة ثم تفقدينهُ تارة أخرى أعلم ِ‬
‫وتفضلين التزام الصمت‪.‬‬
‫رحيل ‪ :‬ال الحمد و الشكر هلل على كل شيء إنني‬
‫بأحسن حال‬
‫هو ‪:‬إحساسي ال يخذلني‬
‫مناقشتك أكثر يا هذا فقط اآلن إرحل‬
‫رحيل ‪ :‬ال أريد‬
‫َ‬
‫من حيث جئت وال تنظر خلفك فهذا الطريق مغلق‬
‫هو ‪ :‬لم أكمل ما جئت أخبرك ب ِه‬
‫‪- 50 -‬‬

‫من جديد عذر ًا وسامحيني فقد حاولت أن أكون مع‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ووجدت نفسي أكذب‬
‫حاولت مراراً وتكرار ًا‬
‫أخرى‬
‫تلك الرسالة األخيرة‬
‫من جديد قد قمت‬
‫بإهانتك كثير ًا َ‬
‫ِ‬
‫لم أكن في قواي العقلية الكاملة تحايلت مراراً وتكرار ًا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وخنت عذر ًا ‪...‬‬
‫كذبت‬
‫معك‬
‫لم أكن صريح ِ‬
‫نسيانك لكن لم‬
‫ت عفيفة ‪،‬نقية‪ ،‬طاهرة‪ ،‬أردت‬
‫فأن ِ‬
‫ِ‬
‫أحبك‬
‫أستطع سامحيني و‬
‫ِ‬
‫هي ‪ :‬سنلتقي أذن في دار الحق حيث ال أحد يظلم ولن‬
‫يهين شخص آخر و السالم عليكم ورحمه هللا‬
‫وبركاته‬
‫(ثم أغلق الخط)‬
‫صعب جد ًا أن يُجمع من جديد‬
‫الكأس الذي ينكسر‬
‫ٌ‬
‫‪....‬‬
‫بقلم ‪:‬زويتن عائشة ‪ /‬الجزائر‬

‫‪- 51 -‬‬

‫‪” -١٩‬رؤيتي ألوان هوسي"‬
‫أغرقتني بنار حبك‪ ،‬كيف لشخص بأن يغرق بنار؟‬
‫رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك‪،‬‬
‫حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح‪،‬‬
‫َ‬
‫رميت قلبي ولم تبالي‪ ،‬هجرت قلبي وتركتني أعاني‪،‬‬
‫َ‬
‫ماذا توجب عليَ أن أفعل‪ ،‬أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن‬
‫قدميك!!‬
‫أسجد تحت‬
‫َ‬
‫ورفعت‬
‫أتعرف ‪ ،‬لم ولن أفعل هذا‪ ،‬فقد تجه َر صوتي‪ُ ،‬‬
‫قوة حنجرتي‪ ،‬صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب‬
‫العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك‪ .‬نعم أحببتُ َك‪،‬‬
‫نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي‪ ،‬أخترتُ َك قبل نفسي‪،‬‬
‫ُ‬
‫ورفعتك فوق كرامتي‪ ،‬باهلل‬
‫رميت ذاتي وكبريائي‬
‫و‬
‫َ‬
‫عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من‬
‫َ‬
‫أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ‬
‫َ‬
‫‪- 52 -‬‬

‫و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن‬
‫راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص‪،‬‬
‫ل ُكل من أعطى وتخلى‪ ،‬ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني‬
‫ألحدهم ثقة بنفسه‪ ،‬ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت‬
‫باأللف وأنتهت بالكاف‪ ،‬أحبك اآلن ليست سوى داللة‬
‫لأللم‪....‬‬
‫بقلم ‪ :‬يقين محمد أنور كورديليا ‪ /‬األردن‬

‫نت وتينِي"‬
‫‪” -٢٠‬يا من ُك َ‬
‫ي‬
‫ب وعق ٍل فماذا َ‬
‫ي‪ ،‬بروح ٍ وقل ٍ‬
‫بات لد ّ‬
‫أحببتُ َك ب ُكل مال َد ّ‬
‫؟ وصفتُ َك بوتيني الذي اذا أنقطع سُ ِلبت مني حياتي‬
‫ق الجحي ِم ‪،‬علقتني بتفاصي ِلك حتى‬
‫وماذا‬
‫فعلت َ‬
‫َ‬
‫أنت بح ِ‬
‫ُ‬
‫ظننت أنني في النعي ِم‪.‬‬
‫‪- 53 -‬‬

‫ُ‬
‫‪،‬فحاولت أن‬
‫‪،‬كسرت ُكل الوعو ِد‬
‫خذلتني ‪ ،‬حطمتني‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫آنست قربك مني وأعتدت‬
‫أبقيك عندي بكل الجهود ‪،‬‬
‫سؤالك عني ‪...‬‬
‫كسرت زجاجة ثقتي !‬
‫يامن شغفتني حباً ها أنت ذا‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حفظت تفاصيل وجهك حتى‬
‫وعانيت‪ ،.‬قد‬
‫بكيت‬
‫كم‬
‫كرهتها اليوم‪ ،‬قرأت محادثاتك حتى كادت أن تُصبح‬
‫أذكاري قبل النوم‪...‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أراك‬
‫كنت عندما‬
‫أوتيت من قوةٍ‪..‬‬
‫حبك ب ُكل ما‬
‫َ‬
‫رميت َ‬
‫يتحرك شيء ما بداخلي‪ ،‬لكن ال تظن أنني تلك الفتاة‬
‫التي شغفتها حباً‪...‬‬
‫تزداد صرامتي وقوتي حين أتذكر كال ُمك الجارح‬
‫لست من مستواي وال تشبه فتـى احالمي "‪،‬‬
‫"أنت‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أنك أخرجت مني أنثى قوية‪،‬‬
‫ليكن في‬
‫علمك يا سيدي َ‬
‫َ‬
‫فاتنة ‪،‬وقاتلة للقلوب الخائنة ‪ .‬سأشعرك بالند ِم وأسحق‬
‫غرورك الذي كان في القم ِم ‪.‬أتذكر حين تضرعت الى‬
‫ُ‬
‫هللا ودعوتهُ‬
‫وكنت في أطهر بقعة على االرض‪،‬‬
‫ُ‬
‫ماكنت مغمضة العينين علي ِه‬
‫ليبشرني هللا ويُ ِريَني‬
‫‪- 54 -‬‬

‫ُ‬
‫شعرت بضيق في صدري‬
‫‪.‬وأنا على متن الطائرة‬
‫الأدري لما راودني هذا الشعور ‪ ،‬فتجاوزت شعوري‬
‫عندها‪،‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رأيت ُكل أحبتي في أنتظاري‬
‫نزلت من الطائرة‬
‫وحين‬
‫أنك قد‬
‫انت وكانت هنا المفاجئة حينها أجزمت َ‬
‫إ ّال َ‬
‫تخليت عني‪.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فقررت‬
‫تغيرك عني‬
‫فهمت ُكل شيء والحظت‬
‫َ‬
‫األنسحاب دون معركة فأنا يا سيدي أجي ُد فن التجاهل‬
‫وال أحبذ الحربْ السيما في الحبْ ‪...‬‬
‫بقلم ‪ :‬ناريمان جالبي‪/‬الجزائر‬
‫‪ ” -٢١‬براعم يابسة “‬
‫فيصل طالب مجتهد‪ ،‬نشأ في عائلة فقيرة‪ ،‬دخلها‬
‫محدود‪ ،‬تجمع قوتها من المزرعة التي ورثوها من‬
‫جدهم‪ ،‬كان أبو فيصل رج ٌل كريم األصل‪ ،‬محبوب في‬
‫‪- 55 -‬‬

‫القرية‪ ،‬بذل جل جهد ِه كي يتعلم ابنهُ الوحيد‪ ،‬ويكون‬
‫طبيباً ‪ ،‬في القرية التي تعاني من نقص في الخدمات‬
‫الطبية‪ ،‬وأمهُ كانت طيبة القلب‪ ،‬بشوشة الوجه‪ ،‬كانت‬
‫تبذ ُل جهدها كي يكون أبنها متميزاً متفوقاً على أقران ِه‪،‬‬
‫وبعد أن أكمل األبتدائية‪ ،‬ونجح في المرحلة األخيرة‬
‫من الثانوية‪ ،‬حصل على معد ٍل أه َّله للقبول في كلية‬
‫الطب في عاصمة بلده‪ ،‬ش ّد فيصل متاعهُ وحمل‬
‫مالبسهُ وبعض األشياء التي يحتاجها للذهاب إلى‬
‫المجمع الخاص بسكن الطالب القريب نوعاً ما من‬
‫مركز الجامعة‪ .‬وصل فيصل إلى العاصمة ودخ َل إلى‬
‫المجمع السكني ورتب أغراض ِه ونام مع أقران ِه ‪ ،‬و‬
‫في صبيحة يوم مشمس‪ ،‬كان أول يوم في بداية العام‬
‫نهض فيصل من نومهُ مبكر ًا‪ ،‬تناول‬
‫الدراسي الجديد‪،‬‬
‫َ‬
‫فطورهُ‪ ،‬ثم حم َل حقيبت ِه‪ ،‬وأثناء سيره ُ إلى موقف‬
‫الحافلة الذي يقلهُ إلى الجامعة‪ ،‬الحظ جلوس فتاة‬
‫معتدلة الطول‪ ،‬ذات بشرة حنطية‪ ،‬مرتفعة الخدين‪،‬‬
‫على وجهها سمات الوقار ‪ ،‬والحياء ‪ ،‬ما إن وقعت‬
‫عيني ِه في عينيها‪ ،‬حتى أحس بتسرب شيء ما إلى‬
‫‪- 56 -‬‬

‫جوفهُ‪ ،‬في لحظة سريعة المرور ‪ ،‬بطيئة األحاسيس‪،‬‬
‫تلك الفتاة‪ ،‬كلما‬
‫شعر بوجود شيء ما يشده ُ ويجذبهُ إلى َ‬
‫حاول أن يشيح بنظره ُ عنها‪ ،‬يجد نفسهُ بال وعي ٍ تلتفت‬
‫إليها‪ ،‬وتلك الفتاة كانت كلما وقعت عيونهُ في عينيها‬
‫أطرقت رأسها خج ً‬
‫ال ‪ ،‬وبدت معالم الخجل والذهول‬
‫تسيطر على جميع تقاسيم وجهها‪ .‬خالل برهة وإذا‬
‫بصوت محرك الحافلة الذي يق ُل الطالب إلى الجامعة‬
‫يقف‪ ،‬وينفتح الباب كي يركب هو وهي إلى تلك‬
‫الحافلة‪ ،‬كي يحثا ال ُخطا لبداية عام دراسي جديد‪،‬‬
‫ومرحلة جديدة من مراحل الصعود إلى قمم العلم ‪،‬‬
‫شاءت الصدف أن يجلسا معاً في نفس المقعد‪ ،‬وكل‬
‫منها شعر بإرتباك وخجل‪ ،‬و ُكل منها يحاول أن يبعد‬
‫ردة فعلهُ عن طريق النظر إلى الهتاف‪ ،‬أو النظر إلى‬
‫الساعة‪ ،‬كمحاولة للخروج من هذا الحالة التي يمران‬
‫بها ‪ ،‬وأثناء أرتباك الفتاة سقط منها القلم الذي كان في‬
‫يديها‪ ،‬التقطهُ فيصل وقدمهُ لها‪ ،‬أخذت الفتاة القلم من‬
‫يد ِه ب ُكل خجل مزلل لنفسها‪ ،‬ونطقت كلمة (شكر ًا )‬
‫بصوت مختنق ال يكاد يُسمع‪ .‬وما هي إال دقائق‬
‫‪- 57 -‬‬

‫معدودات‪ ،‬لتقف الحافلة وبدأ الطالب بالنزول للذهاب‬
‫إلى كلياتهم‪ ،‬نز َل فيصل من الحافلة‪ ،‬وتبعتهُ الفتاة ‪،‬‬
‫أحس بأنها تمشي خلفهُ‪ ،‬فبدأت خطواتهُ تكاد تتعثر‪،‬‬
‫فدخال بناية كلية الطب وتوجها إلى الصف المخصص‬
‫لطلبة المرحلة األولى‪ ،‬وإذا بهما قد كانا في نفس القسم‬
‫وفي نفس الصف ‪ ،‬مضى اليوم األول والثاني والثالث‬
‫وتاله ُ االسبوع الثاني‪ ،‬وكالهما يخشى أن يواجهُ‬
‫األخر‪ ،‬يلتقيان صباحاً بنظرة بخيلة الثواني‪ ،‬ونظرات‬
‫سريعة الزوال‪ ،‬وكأنَ ُكل منهما يغترف من نظر‬
‫صاحبة غرفة يروي بها ظمأه‪ ،‬لما تبقى من اليوم‪ ،‬كي‬
‫يعودا إلى نفس المنوال الذي أعتادا علي ِه‪ ،‬وفي الصف‬
‫حيث كانا يجلسان على مقربة من بعضها‪ُ ،‬كل منها‬
‫يشعر بأن موجة مغناطيسية تشده ُ إلى اآلخر ‪ ،‬في يوم‬
‫من األيام شاءت الصدف أن يكونا فيصل وتلك الفتاة‬
‫في مهمة إنجاز بحث مشترك‪ ،‬ووقع االختيار عليهما‪،‬‬
‫هنا شعر كل منهما بصدمة وشعور ملئهُ الخجل‪،‬‬
‫والتردد ‪،،‬في اليوم التالي التقيا في مكتبة القسم كي‬
‫يقوما بإعداد البحث الموكل إليهما إنجازه‪ ،‬جلياً على‬
‫‪- 58 -‬‬

‫مقربة من بعضهما البعض‪ ،‬و ُكل منهما ينتظر األخر‬
‫أن يسلم أو يبادر في الحديث‪ ،‬كانا االثنان مترددين‪،‬‬
‫والخجل يُغطي خديهما‪ ،‬إلى أن حزم فيصل األمر‬
‫وسلم عليها‪ ،‬فبادرت برد السالم‪ ،‬ودار بينهما الحوار‬
‫حول البحث‪ ،‬حتى شعرا بأرتياح لبعضهما‪ ،‬فطلب‬
‫فيصل معرفة أسم الفتاة‪ ،‬فقالت‪ :‬ان اسمهما هو (‬
‫والدة)‪ .‬فأصبح ينادي كل منهما اآلخر باسمهُ‪،‬‬
‫وتكررت الزيارة لمكتبة القسم‪ ،‬وفي ُكل يوم بدأ‬
‫الخجل يتبخر شيئاً فشيئاً‪ ،‬والكالم بدأ يأخذ مجراه ُ ب ُكل‬
‫سهولةٍ‪ ،‬ويسر وارتياح‪ ،‬في يوم من أيام ا‬
‫أنجاز البحث شعرا بتعب وجوع‪ ،‬فبادر فيصل إلى أن‬
‫يطلب من والدة أن تأتي معهُ إلى الكافتريا الخاصة‬
‫بالقسم الذي كانا في ِه‪ ،‬فما إن تناوال وجبة خفيفة وبدأت‬
‫معالم الجوع والتعب تتالشى‪ ،‬بادر فيصل بالتعريف‬
‫عن نفس ِه وعن أهل ِه والقرية التي كان يعيش فيها مع‬
‫والدي ِه‪ ،‬ثم بادر بسؤالها عن العالم الذي نشأت فيه –‬
‫والدة‪:-‬‬

‫‪- 59 -‬‬

‫فكانت هي األخرى البنت الوحيدة‪ ،‬ألب يعمل مهندساً‬
‫في دائرة مرموقة‪ ،‬وأمها تعمل طبيبة في مشفى‬
‫العاصمة‪ ،‬وتعيش معها في بيت فخم يحي َط ب ِه سور‬
‫عا ٍل وحديقة واسعة‪ ،‬هما شعر فيصل بهوةٍ بينهُ‬
‫وبينها‪ ،‬بين عالمهُ وعالمها‪ ،‬بين البيئة التي تربى فيها‪،‬‬
‫وبين البيئة التي تعيش والدة فيها‪ ،‬فأسرها في نفس ِه ‪،‬‬
‫كانت والدة تحلم أن تكون طبيبة مشهورة تفتح مشفى‬
‫خاصاً باسمها وتحت رعايتها‪ ،‬بعد أن تُكمل دراستها‬
‫في كلية الطب‪ ،‬و كلما جلسا معًا كانت تطرح عليه‬
‫الفكرة بأن يكون هو معها في هذا الحلم الذي تطمح‬
‫الحصول علي ِه‪ ،‬وكان فيصل يبدي لها قبول ِه وموافقت ِه‬
‫ب ُكل سرور وغبطة‪ ،‬رغم أنهُ كان يتذكر حلم والده ُ بأن‬
‫يكون فيصل طبيباً في القرية يعالج أبناء قريت ِه ‪.‬في‬
‫أول عطلة صيفية بعد نهاية العام الدراسي توادعا‬
‫االثنان‪ ،‬وعاد فيصل قاف ً‬
‫ال إلى قريته كي يلتقي بأبيه‬
‫وأمهُ‪ ،‬ويعود إلى قريت ِه التي أشتاقَ إلى أشجارها وإلى‬
‫زقزقة عصافيرها‪ ،‬عبير هوائها‪ ،‬وصل فيصل القرية‬
‫وأستقبلهُ أبوه ُ وأمهُ بالعناق والتقبيل‪ ،‬ودموع الفرح‬
‫‪- 60 -‬‬

‫والبهجة تتقاطر من خدودهما فرحا بعودة أبنهما‬
‫الوحيد‪ ،‬وأملهما الوحيد في هذه الحياة‬
‫بقلم‪ :‬فاطمة جزاءان‪/‬‬

‫‪" -٢٢‬ضياااء"‬
‫أراقب ه ّمي الذي يكبر‬
‫أمام ناظري‬
‫ُ‬
‫أبديت أستيائي من‬
‫قربهُ مني حتى‬
‫أعتدتهُ ‪!!..‬‬
‫حضنتهُ كأحد أطفالي‬
‫‪- 61 -‬‬

‫وأصبح ال يبيت إال‬
‫بصدري ‪!! ..‬‬
‫ذكراك‬
‫بجانب‬
‫ِ‬
‫التي هجرتها صفح ًة‬
‫سواد الكحل في عيني‬
‫غ ّطى بياضها الذي‬
‫تلوث ب ِه شعر جسمي‬
‫ماض‬
‫واقتبسه‬
‫ٍ‬
‫وس ّطره حاضراً وربما‬
‫مستقب ً‬
‫ال ايضاً حتى‬
‫مماتي ‪!! ..‬‬
‫و ّدعت أمنياتي حين‬
‫هاجرت مع أسراب‬
‫الطيور التي لم تعدني‬
‫بالرجوع ‪!! ..‬‬
‫‪- 62 -‬‬

‫وبقيت هنا مع همي‬
‫أربي ِه ويربيني‬
‫مر بي غريب‬
‫وكلما ّ‬
‫نوى الدنو واالقتراب‬
‫ساءه ُ ما رأى‬
‫وأدار ظهره ُ مسرعاً‬
‫وروحهُ المشفقة تستدير‬
‫بحرقة الضمير الحي‬
‫لحالي ‪!! ...‬‬
‫وهي تقول في قرارة‬
‫نفسها ‪!!...‬‬
‫ليتنا آرواحاً ال تبالي‬
‫وبين ظالم الحياة‬
‫ومظلمة النفس‬
‫يُدق عنق قلبي‬
‫‪- 63 -‬‬

‫بمقصلة الزمن‬
‫الذي ال يقف عند‬
‫ذكرى وال يستعطفهُ‬
‫فقدان وعي عقلي‬
‫من شدة التحمل‬
‫والضغط‬
‫كحال جسدي‬
‫الذي يتر ّنح بين‬
‫شقاءٍ ‪ ...‬وفناء‬
‫يشتهي الحرية‬
‫من قيد الحزن‬
‫ويتمنى بصيص‬
‫ضيااااء‬
‫ولو القليل منك‬
‫ضياء‬
‫‪- 64 -‬‬

‫بقلم ‪ :‬مهند خالد الشعبان‪/‬سوريا‬
‫‪-٢٣‬‬

‫وعلى عادة أهل القرية كان أبن العم ال يتزوج إال من‬
‫بنات عم ِه ‪ ،‬فقام أبو فيصل بطرح الفكر على زوجت ِه‪،‬‬
‫كي تقوم هي األخرى بإخبار فيصل بضرورة عقد‬
‫قرانهُ على أبنة عم ِه التي لم تح ّظ بتعليمها الكامل‪ ،‬بعد‬
‫أن أخبرت األمّ فيصل بالقصة‪ ،‬أنتابهُ شعور قاتل‪،‬‬
‫وبدت عليه سمات اإلحباط والحزن والذهول‪ ،‬شعرت‬
‫األم بذلك من خالل تقاسيم وجهه‪ ،‬فأخبرها بأنهُ حالياً‬
‫يجب أن يجتاز مراحل دراستهُ في كلية الطب وبعدها‪،‬‬
‫يصبح طبيباً و سينظر في األمر‪ ،‬حيث أبدى لها بأنهُ‬
‫ال يُريد أن ينشغل بما يشتت تركيزه ُ وأهتمامهُ‬
‫بدراستهُ‪ ،‬أخذت األم الكالم ب ُكل فرح وأخبرت أباهُ‪،‬‬
‫‪- 65 -‬‬

‫فلم يستطع أن يفرض على أبنهُ الوحيد هذا األمر رغم‬
‫أن تقاليد القرية تحتم علي ِه ذلك‪ ،‬إال أنهُ حاو َل أن يجد‬
‫عذر ًا يخرج ب ِه نفسهُ إذا ما سألهٌ سائل عن عدم عقد‬
‫قران أبنهُ فيصل البنة عمهُ‪ ،‬وفي نفس الدوامة التي‬
‫كانت تدور بفيصل‪ ،‬كانت والدة هي األخرى تُصارع‬
‫مع أهلها قضية الخطوبة التي حلت وبا ًال عليها‪ ،‬إذ‬
‫تقدم أحد كبار المهندسين الذي يعمل مع والدها‬
‫لخطبتها‪ ،‬وكان أبوها فرحاً بهذا الشيء ‪ ،‬فلما سمعت‬
‫والدة بهذا األمر أعلنت رفضها‪ ،‬إال أن أباها كان‬
‫متمسكاً برأي ِه ‪ ،‬وأخبرها بأن رئيس المهندسين قد قطع‬
‫وعد ًا بأن يسمح لها أن تكمل دراستها‪ ،‬دون أن يقف‬
‫بوجه طموحها‪ ،‬هنا والدة لم تستطع أن تهرب من‬
‫األمر الواقع‪ ،‬شعرت بضياع مستقبلها ومشاعرها‪،‬‬
‫فـفيصل ساكن في قلبها‪،‬و حلم الطفولة ينهش في‬
‫تفكيرها‪ ،‬فبادرت إلى إخبار أمها بأن هناك طالباً معها‬
‫سيتقدم لخطبتها‪ ،‬وبعد أن سردت والدة تفاصيل حياة‬
‫فيصل‪ ،‬بدت على وجه أمها سمات اإلزدراء؛ فكيف‬
‫بهم أن يعطوا أبنتهم الوحيدة ألبن فالح في قرية نائية‪،‬‬
‫‪- 66 -‬‬

‫أبدت األم رفضها القاطع وشجبها لهذ ِه الفكرة‪،‬‬
‫وأخبرت والدة بأن هذا الكالم إذا ما سمعها أبوها‬
‫فسيكون غضبهُ شديد ًا عليها‪ .‬هنا تالشت والدة وفقدت‬
‫األمل بالحياة‪ ،‬وشعرت بأنطفاء ُكل األنوار في‬
‫وجهها‪ ،‬وما هي إال أيام قليلة‪ ،‬تخرج والدة من بيت‬
‫أبيها عروساً‪ ،‬ودموع الحزن والفقد والضياع تُحرق‬
‫خديها‪ ،‬وبعد أن أصبحت والدة في كنف زوجها‪،‬‬
‫وبعد مرور بعض األيام أخبرها بأنهُ قد تسرع‬
‫باعطاء وعده ُ لها بإكمال دراستهُ‪ ،‬وإنهُ غير موافق‬
‫على أن تستمر في دراستها‪ ،‬فهو ليس بحاجة لما‬
‫تتقاضاه من أجر لقاء ممارسة مهنة الطب متناسياً‬
‫الواجب اإلنساني الذي يكتنف هذه الوظيفة‪ ،‬هذا ما‬
‫جعل والدة تشعر بأنها أصبحت جسد ًا مفارقاً‬
‫للروح‪...‬‬
‫عاد فيصل بعد أنقضاء العطلة‪ ،‬والشوق يملىء قلبهُ‪،‬‬
‫تلك الفتاة التي شغلت‬
‫وعيونهُ تقدح حنيناً لرؤية والدة َ‬
‫لبّه‪ ،‬وسكنت قلبهُ‪ ,‬وعلى عادتهُ خرج للوقوف في‬
‫مكان أنتظار حافلة نقل الطالب على أمل أن يجد‬
‫‪- 67 -‬‬

‫والدة تقف كما عهدها في ُكل يوم من تلك األيام‬
‫السالفة‪ ،‬إال أنهُ تفاجأة بعدم وجودها في ذلك المكان‬
‫الذي يُمثل نواة حبهما‪ ،‬وبداية أنبالج نور سعادتهما‪،‬‬
‫ر َكب فيصل الحافلة واألفكار تتلجل ُج في ذاتهُ‪ ،‬وبدا‬
‫منهار الروح‪ ،‬مثقل األنفاس‪ ،‬حتى وصل إلى الجامعة‬
‫‪ ،‬فبادر بالبحث عن والدة‪ ،‬كـي يراها ويطمئن عليها‪،‬‬
‫إال أنهُ ُكلما التفت يمينا وشما ًال لم يَجدها‪ ،‬فبادر إلى‬
‫سؤال بعض الزميالت اللواتي كانت والدة تلتقي‬
‫بهن‪ ،‬فما إن سأل احدى الطالبات حتى أخبرتهُ ب ُكل ما‬
‫حصل‪ ،‬في هذه اللحظة صرخت روحهُ صرخة مزقت‬
‫كل أضالعهُ‪ ،‬لم يستطع أن يتمالك نفسهُ بدأت دموعهُ‬
‫تنساب من عيني ِه كغيوم الربيع‪ ،‬أجهش باكياً منهاراً‬
‫ممزقاً مختنقاً ال يعرف إلى مـن ينظر ف ًكل ما حولهُ‬
‫يذكره ُ بوالدة بمشيتها‪ ،‬وأبتسامتها‪ ،‬حديثها‪ ،‬وعطرها‪،‬‬
‫مات األمل في روحهُ وفقد لذة إكمال حلمهُ الذي الذي‬
‫كان يطمح إلي ِه‪ ،‬شعر أنهُ خسر ُكل ما يملك بعد أن‬
‫خسر والدة‪ ،‬التي تمثل له معيناً من الطموح واألمل ‪،‬‬
‫تعب شعر بحديثها راحة وأندفاعاً لألمام‪،‬‬
‫كان ُكلما َ‬
‫‪- 68 -‬‬

‫كانت تنتشلهُ حين يفقد األمل أو يتعب أو ينهار‪ ،‬هنا‬
‫ضاع حلم فيصل وضاعت منهُ والدة ‪ ،‬و والدة هي‬
‫األخرى مات ال ُحلم في قلبها وليد ًا لم يَرى النور ولن‬
‫يرى الحزن والفرح ‪ ،‬لقد أختا َر ُك ً‬
‫ال منا اآلخر وال‬
‫أعلم لماذا هل لكي تُعذب قلبونا هكذا ؟ هل كانت‬
‫نهاية أقدرنا واضحة كمعاني أسماءنا؟‬
‫والدة‪....‬‬
‫كانت والدة عشقي وحزني معاً‬
‫أسمك يدل على أن هذا الشجو والشغف‬
‫فيصل كان‬
‫َ‬
‫واألمتزاح الذي بيني وبينك نهاي ُة فصال‬
‫ماذنب هذا الحب وماذنب أفئدتنا إن كنا لسنا من نس ٍل‬
‫أو قبيل ٍة أو جنسية واحدة‬
‫هل أجدادنا الذين وضعو هذه العادات لم يجتاح الحب‬
‫قلوبهم يوماً؟‬
‫أم مات حبي وقررو أن يقتلو حب أحفادهم قبل والدت ِه‬
‫؟‬
‫‪- 69 -‬‬

‫زفافي كان فرحاً لهم ولكن العزاء في جوفي ‪ ،‬جرحي‬
‫عميق كالورم الذي يتملك الجسد‪،‬‬
‫بقلم ‪:‬فاطمة الزهراء المهدي‪/‬ليبيا‬
‫‪" _٢٤‬لعنة الحب"‬
‫ُهناك العديد من البشر أمثالي ينظرون للحب كالمطر‬
‫على الرغم من جمال ِه وعذوبت ِه تسقط تلك القطرات‬
‫على عينيك فتالمس قلبك وتلك الحسرة التي تخرج‬
‫مبعثرة بأحاسيس ومشاعر ‪..‬وهذه الخصالت المبللة‬
‫التي تُزين الخدود الحمراء و الشفتان التي ترتجفان‬
‫من شدة البرودة التي تحيط بعظامك ‪...‬الدفئ الذي‬
‫يغمرك بأنفاس شخص قريب منك تشعر في تلك‬
‫اللحظة بسعادة غامرة وتتمنى بقاء تلك اللحظة ‪ ..‬لكن‬
‫ستقع مريضاً علي ً‬
‫ال وتتحول تلك األحاسيس الجميلة‬
‫إلى نسخة من الجحيم ‪ ،‬ولكن قبل الموت الغشاء الذي‬
‫يحيط بعينك ‪...‬والدموع التي ُ‬
‫تشق طريقها من عينيك‬
‫‪- 70 -‬‬

‫‪،‬لتذكرك‬
‫قلبك الجريج‬
‫َ‬
‫على خدك الذبالن‪ .‬ثم الى َ‬
‫ومهما حاولت ستبقى ذكريات تنشط الشعور بضياع‬
‫في عقلك وتفتح جروح قلبك‬
‫أتذكر كيف أخبرتني أنك لن ترى غيري ؟ ‪..‬وأنا ُ‬
‫قلت‬
‫لك أنهُ سيأتي يوم وتبتعد عني‪..‬قلت لي وقتها إن‬
‫َ‬
‫أخبرتك ستجد شخصاً‬
‫حصل لن أستطيع نسيانك و‬
‫َ‬
‫وقلت لي لكنني ال أريد‬
‫يجعلك تنساني وتتـناساني‬
‫َ‬
‫وأخبرتك سيأتي يوم وتتمنى ذلك أتعرف‬
‫نسيانك‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مالمضحك االن ؟‬
‫مباالتك‬
‫أحبك وال أرى غيرك وأجبرتني ال‬
‫أنا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫فأنت موجود‬
‫عنك ولکن لم أستطع نسيانك‬
‫َ‬
‫باألبتعاد َ‬
‫في كل شيء وفي ك ِل مكان ‪.‬وال أجد شيء أو‬
‫بك وال أريد ذلك فأنا‬
‫شخص يستطيع أيقاف تفكيري َ‬
‫معك هي التي تصبرني أما أنت‬
‫أعيش على ذكرياتي َ‬
‫ُ‬
‫؟‬
‫ُكل شيء قلتهُ‬
‫فعلت عكسهُ علقتني بك وأصبحت‬
‫َ‬
‫عشقك و قررت أن تبتعد ‪ ،‬أن تتجاهلني‬
‫أسيرة في‬
‫َ‬
‫‪- 71 -‬‬

‫حياتك وذاكرتك َ كأنني لم‬
‫بك ِل برودة محوتني من‬
‫َ‬
‫أحببت غيري و كسرت قلبي‪..‬‬
‫أكن موجودة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫عرفت أن المشكلة ليست فيه‬
‫كنت ألوم الحب ولكنني‬
‫أنما فينا أنا وأنت من شعرنا ب ِه ‪ ،‬لكن أفسدناه ُ ‪ ،‬في‬
‫لحظة ضعف أو وحدة تتم الخيانة وبلحظة ملل يتم‬
‫التخلي ‪ ،‬األصعب أنك ترى من رسمت معهُ أحالمك‬
‫وقفت معهُ في أصعب لحظاتهُ‬
‫وبادلتهُ‬
‫مشاعرك من‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بتلك السهولة جراح لن تلتئم ‪،‬وقلب‬
‫عنك‬
‫َ‬
‫قام بالتخلي َ‬
‫ُمنكسر وال أعرف أن ُ‬
‫كنت سأنجو من هذا الشعور‬
‫فالحب لعنة هناك من يتخلص منهُ وهناك من يبقى‬
‫معهُ لألبد‪.....‬‬
‫بقلم ‪ :‬إبتسام وعد هللا‬

‫‪- 72 -‬‬

‫‪" -٢٥‬حب أتعبني "‬
‫نشعـر‬
‫ال ُحب كالرياح و نحن كاألشجار ال نراها لكن‬
‫ُ‬
‫بها ‪ ،‬فالحب يقلب ج ُل حياتنا ‪ ،‬يقلبها رأساً على عقب‬
‫كما حدث معي ‪.‬‬
‫شخص عادي في حياتي نعرف بعضنا‬
‫كان مجرد‬
‫ٌ‬
‫البعض من بعيد فقط كوننا ندرس في نفس الثانوية ‪،‬‬
‫ُكنا مجرد شخصين عاديين ‪ ،‬لم ن ُكن نعرف ما تخبأه ُ‬
‫لنا األيام ‪.‬‬
‫يومها ُ‬
‫كنت أبحث عن صديقتي ألراها تتكلم معهُ‬
‫كونها زميلتهُ ‪ ،‬فإتجهت نحوهما ‪ ،‬و بعدها سألني ما‬
‫إن ُ‬
‫كنت بخير كوني لم أره ُ منذ ‪ 9‬أشهر‪ ،‬لم ألمحهُ‬
‫حتى ‪ ،‬و من ثم إنصرفت و معي صديقتي ‪ .‬لم أ ُكن‪.‬‬
‫أعرف أنها بداية قصتنا ‪.‬‬
‫بعدها أصبحت أراه ُ بشكل مستمر ‪ ،‬و نتكلم قلي ً‬
‫ال‬
‫أحياناً يُمكن أن نقول أننا صـرنا مقربين ‪ ،‬بعدها‬
‫أصبحت ال شعر أبد ًا كيف نلتقي و ال كيف نتكلم ‪،‬‬
‫‪- 73 -‬‬

‫عندما نلمح بعضنا البعض يجب علينا التحدث ‪ .‬حدث‬
‫ُكل شيء بسرعة ‪ ،‬نلتقي نتلكم و نسأل عن إحوال‬
‫بعضنا البعض بشكل مستمر ‪ ،‬أصبحت ال أستطيع‬
‫أن أبقى يوماً واحد ًا دون التكلم معهُ ‪ ،‬فقد أصبح‬
‫صديقاً معي عبر الفيسبوك ‪ ،‬كان فع ً‬
‫ال شخص لطيف‬
‫جد ًا ‪ ،‬و ذو أخالق عالية و متربي ‪ ،‬ذلك هو طبعهُ‬
‫منذ أن عرفتهُ فهو غير متصنع و هذا أكثر شيء‬
‫يجذبني إلي ِه ‪ .‬المهم ‪ ،‬أصبح يسر ُد لي ما يقوم بفعل ِه‬
‫في أثناء يومه و يشكي لي همهُ و يحكي لي ما‬
‫يزعجهُ و أنا كذلك أيضاً دائماً ما أتكلم و أشكو لهُ‬
‫فنحل مشاكل بعضنا البعض و نحفز أيضاً على‬
‫ُ‬
‫تكلمت معهُ‬
‫الدراسة و اإلجتهاد في هذه الحياة ‪ ،‬فكلما‬
‫شعرت براحة كبيرة تتغلغل داخلي ُكنت أشعر‬
‫بالسعادة ‪ .‬ال يمضي يوم واحد دون أن نتكلم و ال نَ َم ُل‬
‫من المحادثات الطويلة أبد ًا ‪ .‬كان الجميع يضن أنه‬
‫تربطنا عالقة حب ‪ ،‬لكن ُكنا نتجاهل األمر و نضحك‬
‫أحياناُ أخرى عليهم ‪ ،‬شيئاً فشيئاً‬
‫ُ‬
‫أصبحت أشعر‬

‫‪- 74 -‬‬

‫فأصبحت حساسة إتجاهُ‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫بمشاعر غريبة إتجاههُ‬
‫بـت‬
‫أهـتم ب ُكل األمور ‪...‬‬
‫ُكل األمور التي تتعلق ب ِه‬
‫أغار عليه نعم أغار من الفتيات التي يتكلمن معهُ ُ‬
‫كنت‬
‫أتمنى أن أكون أنا الوحيدة التي أتكلم معهُ و أراقب كل‬
‫تصرفاتهُ فأصبحت أهتم بكل التفاصيل المتعلقة ب ِه‬
‫‪.‬كنت ُ أالحظ عليه حتى هو بعض من عالمات‬