أحبه ولكن - 2
بقلبي ،كما فعلواُ ،كن مختلف عنهم أرجوك ُ ،كنت
لقلبي شي ٌء ال يُنسى ،لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ ؟
أكنت ُمختلف عنهم؟
َ
- 37 -
َ
حدث ما ُ
كنت أخشاه ،أصابني اإلحباط من تكرار
لقد
ُ
سئمت من
نفس المشاهد ،تكرار الواقف ذاتها،
روحي التي تبقى حزينة طوال الوقت ،تُفكر شاردةً
ذهبت كما ذهبواُ ،كنت تعرف
بما حصل بها ،لقد
َ
مكان الطريق ،و مع ذلك أفلت بيدي كما فعلوا ُه ْم،
وأتركني ،
ال بأس لربما أرحل اليوم أو غد ًا أنا أيضاً ُ
لكنني لن أرجع من جديد ،سأبقى شي ٌء يُنسى.....
بقلم :نهى سامي الدويري/األردن
" -١٤إلى متى "....
لك كمجرد أمل عابر وفي
نظر َ
الـى متى سأبقى أ ُ
نت ا ٔ
قدومك ؟ ها
اللم بذات ِه .الى متى سأنتظر
َ
الحقيقة أ َ
- 38 -
االنتظار أتالشى مع مرور الوقت
أنا على مقعد ٕ
ذكراك تارة تمر بي وتارةً أخرى تغادرني بعد أن
تعذرني ،وتتساقط كل عهودي بأن أنسى فأخبرني
ا ٔ
وحبك
تفاصيلك تُالحقني كظلي ،
الن كيف أنسى ؟
َ
َ
يتزاحم في صدري !
يبدو أنني أنتظر المستحيل إلى متى سأنتظر ليتحقق
ذلك الحلم اللعين ؟
نك لن
كأنني أنتظر
عودتك وأعلم بيني وبين نفسي با ٔ َ
َ
تعود ! أجل لن تعود ،إلى متى ستبقى أمل وحلم
منك تعود بقلبي للحياة
مزيف ؟ أنتظر كلمة واحدة َ
ُ
لك
نك الحياة ُكلها وكأنني
عيش َ
بك أ َ
خلقت َ
وكا ٔ َ
نت وأ ُ
نت
ريدك أ َ
نت وأ َ
أ َ
أنت فقط....
إلى متى سيظل هذا العذاب داخلي في صدري ؟ يبدو
أنهُ ينمو بعد رحيلك أكثر فأكثر كالسرطان الذي يقتُلك
ببطئ ،الـى متى ستجعلتي أبكي ُكل ليلة أبكي وأنا
ليتك تعود ....
أناجي
بك ؟ َ
الرب َ
ُ
- 39 -
أيها الرب أرجعهُ لي أنفاسي تتقاطع مع ُكل كلمة
أكتبها ...إلـى متى سأبقى أ
لتلك
راقبك من بعيد ؟ تكتب َ
َ
وتتحدث مع أخرى ،تبتسم لهذ ِه وتعود للحديث مع
هذه ....
دعك من ُكل تلك ا ٔ
سوال!
َ
السئلة وأجب فقط عن هذا ٔ
هل ستبقى بعيد ًا ُكل البعد عني ؟ بسبب تافه أو أنهُ
مجرد عقاب سيمضي ؟
من أين تأتي بج ُل تلك القسوة ؟ أم بدل من يخلق قلبك
خلق حجر مكانهُ! صدقني لو سمع الحجر بكائي
منك أال تحن أيها
ووجعي
عليك لبكي لسوء حالي بد ًال َ
َ
الرجل ؟ ياصاحب القلب الجامد ،يا بارد الروح
نك
حبك سأنتظرك وأنا أعلم جيد ًا با ٔ َ
والقلب ،أنا حقاً أ َ
لن تعود وستبقى تلك الذكرى التي كادت أن تكون
عزائي....
بقلم :حواء الالفي المنسلي/ليبيا
- 40 -
" -١٥أحببته و لكن "
أحببتهُ ولكنهُ أحب كبريائهُ أكثر مني أحببتهُ ولكنهُ أراد
لمسي ورميّ ...
داس على كرامتي ...
أحببتهُ ولكنهُ َ
أحببتهُ ولكنهُ تزو َج ولم يهتم ألمري حتى رغم َ أنني
متيقنة بأنني أفضل ممن أرتبط بها ...
أحببتهُ ولكن هو من بادر بأول خطوة أوصلتنا الى ما
نحن عليه
أحببتهُ ،وأحببتهُ ،و وأحببتهُ
ُ
ُ
ذرفت دموعي
جنيت من هذا الحب غير أني
لكن ماذا
وأهمل ُ
ت دراستي لمدة .غير أنني أسهر مع الليل
أشرب كؤوس الخذل على نخب الخيانة ...
ُ
- 41 -
لكن ماذا االن؟!!
أأستسلم لتجربة فاشلة عشتها مع أحدهم ال يعرف كيف
يقدر نفسهُ وأنتظره ُ لكي يحبني؟ لكي يستعطفني؟
أأستسلم لمرحلة عشتها في حياتي علمتني الكثير من
الدروس
حب وقرار أتخذتهُ بسذاجة ،سذاجة في غير محلها ،
أتسائل أحياناً :أيحبني؟!
وأجيب على نفسي :يحبني!! ما هو الحب أص ً
ال أهو
أن ُ
وأنت تُكلم األخريات وفي الصباح تهرعُ ألي
تبيت
َ
أنك تهيمني.
باكياً وراجياً َ
أو أن تنظر خلس ًة الى ُكل فتاة عارية ومحتشمة ...
أحببتهُ ولكنهُ بذ ًل جهده ُ لكي يجعلني ُفتات من حطام
جدار صرمودي
لكن ماذا جني في األخير...
جنى أنهُ خس َر فتاة لم يحلم يوماً بأنهُ يمتلكها ،خس َر
شخصاً يميزه ُ من حروفهُ ...
- 42 -
تلك اللعبة التي
و اليوم أنا أشكر هللا ألني أنتهيت من َ
ُ
كنت ألعبها وال أعرف دوري فيها ...
ولكن ال بأس فما ضيعت إال ألحصل على ما أستحق
..فأن فكرة أن أبقى في المنتصف ال تعجبني فأما
الكمال أو الزوال ،لذلك أعتذر لنفسي عن ُكل
الخطوات التي خطيتها والمبادرات التي قدمتها
وأعتذر ألني أحببتُ َك
أحببتُ َك ولكن ...
بقلم :بلقيس برقاس /الجزائر
" -١٦في احضان الموت"
- 43 -
بعد ع ّدة سنوات من اإلنتظار و الشوق و الحرمان أتى
اليوم الموعود ،يوم زفافهُ بحبيبة قلبهُ و التي حارب
ال ُكل ألجلها .رجل عصابة يقع في الحب ألول مرة مع
مالك األرض مسماها،إستطاعت أن تسقطهُ فيها و بها
و لها،..قلبهُ لم ينبض إ ّال لها الوحيدة التي رأت ضعفهُ
...يوم آخر يمشي بإتجاهها يفتح باب تواجدها لتزداد
الشرايين في النبض ،قلبهُ يتوعدها بأنهُ لن يتوقف
نبضاً عنها حتى يخرج من قفصهُ و قضبان صدره ُ
.يقف هو ..يتوقف الزمن يُفتح فاههُ أندهاشاً و كم الق
مسماها عليها مالك األرض هي ،األبيض زادها
جما ًال شطر على شطر،اإلبتسامة التي تزين ُمحياها
ليقترب منها مسمياً منادياً عليها ،لصدره ضمها مكانك
سجنك حبيبتي وردد
قلبي يا هذه و قفصي الصدري
ِ
كلمات خَلقت ورد الجوري على وجهها لتزداد تسلطناً
على قلب ِه هو ،،فلترحمي فلترحميَّ ...قبل رأسها
لقدرها و كم رائعة هي قبلة الرأس.بكى سعادة،رئيس
عصابة بحد ذات ِه يبكي ألجل طفلة عجباً فيها،ككل مرة
تذكره ُبأنهُ بشري ايضاً لمدة أصبحت حاللهُ و لكن
- 44 -
لألسف القدر ضدهما فقد أحتضنت عروسهُ الموت
لتصعد الروح لموالها حصل إنفجار دُمر الزفاف و
ُقبضت األرواح.أنتفض هو مقبوضاً يبحث عنها و عن
أثر لها ليجدها بثوبها الذي كساه ُ الدم إحمرار ًا ،جثى
أمامها ليضع رأسها علي ِه سلطانة قلبهُ اآلن أمامه ُ
تلفظ آخر أنفاسها و كلماتها ،لتظلم الدنيا مجدد ًا غشاء
دموع أعاق رؤيت ِه من أخرجت قلبهُ للنور تغرق بين
أحضان الموت وال يفعل شيء .تتقدم يدها بعطف
لتلمسهُ أفاق من صدمت ِه للمساتها و أسمها يتردد بين
شفتيه فزعاً وهي تحاول طمأنت ِه لكن ماذا؟؟! ،
بين الموت و الحياة هي لم تجد األلفاظ مكانها قصة
حب تنازلت قبل بدايتها....
حكت األعين ما عجز اللسان عن نطق ِه فقد كانت جثة
هامدة تسبح في بركة دمائها مع حرقتها على نفسها و
زوجها فهي بالكاد متأكدة بأنهُ سيعود لما أخرجتهُ منه
و يا خوفها عليه أكثر من و نفسها رق حالها عليه
لينفجر باكياً ما كبتهُ ،و هي حتى في آخر أنفاسها و
تحاول أن تريحهُ مقلتي ِه تنشران انهار ًا بدل الدموع
- 45 -
كيف ال و قد يكون سبب وفاتها .ربما أنتقام أحدهم منهُ
و أخـذ عروسهُ !! .سلب الموت روحها بعد توصيتهُ
بالحفاظ على نفسه فداء ًا لها فقد ُحرق بحرقتها و فقد
روحهُ معها....
لعب القدر و أثبت نفسهُ فيهما" .الحب ليس لمجرد
دقيقة أم ثانية بل فداء إثنين لألبد"
بقلم :عبيد الشارف وصال/الجزائر
” -١٧رؤيتي ألوان هوسي"
أغرقتني بنار حبك ،كيف لشخص بأن يغرق بنار؟
رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك،
حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح،
َ
رميت قلبي ولم تبالي ،هجرت قلبي وتركتني أعاني،
َ
- 46 -
ماذا توجب عليَ أن أفعل ،أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن
قدميك!!
أسجد تحت
َ
ورفعت
أتعرف ،لم ولن أفعل هذا ،فقد تجه َر صوتيُ ،
قوة حنجرتي ،صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب
العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك .نعم أحببتُ َك،
نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي ،أخترتُ َك قبل نفسي،
ُ
ورفعتك فوق كرامتي ،باهلل
رميت ذاتي وكبريائي
و
َ
عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من
َ
أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ
َ
و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن
راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص،
ل ُكل من أعطى وتخلى ،ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني
ألحدهم ثقة بنفسه ،ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت
باأللف وأنتهت بالكاف ،أحبك اآلن ليست سوى داللة
لأللم....
بقلم :يقين محمد أنور كورديليا /األردن
- 47 -
" -١٨إتصال مجهـول"
رقم مجهول على الخط
مرحباً تفضل من معي ؟أولم تعلمي من أنا ؟!
ال سيدي عذر ًا و كأنك مخطـأ بالرقم ؟ت واعية و مثيرة لإلهتمام !
كم أصبح ِ
عفو ًا !! تكلم بكل وضوح من فضلك و إال
ُ
لست هنا اليوم للمشاجرة يا صغيرتي .
هو :ال ال
لك عذر ًا سامحيني على ُكل ما
أنا هنا فقط ألقول ِ
حص َل ،وعلى ُكل دمعة نزلت بسببي .....
رحيل :ثم بعد ....
هو :ال تكوني قاسية رجا ًء
- 48 -
رحيل :تكلم أو أغلق الخط من فضلك ال أمل ُك متسع
من الوقت
كلماتك بجفاف
ت ،أنني أشعر من خالل
هو :كم تغير ِ
ِ
و برودة...
أصبحت غريب
رحيل :أكيد وماذا أردت ؟ أتدري كم
َ
و ال يهمني أمرك َ مطلقاً ..
هو :لكن !!
رحيل ( :تقاطعهُ بصوت ضاحك ) ويحك ياهذا من
تُريد وماذا تريد لتكن على علم أن رحيل قد قمت
بتلك الرسالة ....
بدفنها َ
أعرفك هكذا
هو ( :بصوت يكا ُد يختفي ) أنا لم
ِ
تغيرت ِ كثيراً
قمت بتحطيم و
أنت َ
رحيل :قد قتلتني حينها يا هذا َ
ُ
أحببتك حينها ،
،لست نادمة ألنني
تمزيق ُكل شيء
َ
إستطعت
فقد كان لي درس مهم في هذه الحياة نعم ،
َ
حينها أن تُبكيني وأن تقهرني نعم ،كسرت و َحطمت
ج ُل أحالمي ....
- 49 -
لك شكراً
ياهذا قد جعلتني أتكلم كثير ًا ونسيت أن أقول َ
بفضلك
فـبفضلك قمت بتنظيم حياتي من جديد ،
َ
تعرفت على أناس جدد ..
ُ
لست مجردة من الخطأ أنا أيضاً قمت بإيذاء أشخاص
بسببك
آخرين
َ
أملك اآلن سر الحياة
ُ
ُ
أناملك تُغرد بعيد ًا
رأيت
فرحت كثيراً حين
هو :قد
ِ
ُ
ت تكسبين الوزن
كنت دائماً أشاهدك من بعيد ،كن ِ
ت بخير
أنك ،لس ِ
تارة ثم تفقدينهُ تارة أخرى أعلم ِ
وتفضلين التزام الصمت.
رحيل :ال الحمد و الشكر هلل على كل شيء إنني
بأحسن حال
هو :إحساسي ال يخذلني
مناقشتك أكثر يا هذا فقط اآلن إرحل
رحيل :ال أريد
َ
من حيث جئت وال تنظر خلفك فهذا الطريق مغلق
هو :لم أكمل ما جئت أخبرك ب ِه
- 50 -
من جديد عذر ًا وسامحيني فقد حاولت أن أكون مع
ُ
ُ
ووجدت نفسي أكذب
حاولت مراراً وتكرار ًا
أخرى
تلك الرسالة األخيرة
من جديد قد قمت
بإهانتك كثير ًا َ
ِ
لم أكن في قواي العقلية الكاملة تحايلت مراراً وتكرار ًا
ُ
ُ
وخنت عذر ًا ...
كذبت
معك
لم أكن صريح ِ
نسيانك لكن لم
ت عفيفة ،نقية ،طاهرة ،أردت
فأن ِ
ِ
أحبك
أستطع سامحيني و
ِ
هي :سنلتقي أذن في دار الحق حيث ال أحد يظلم ولن
يهين شخص آخر و السالم عليكم ورحمه هللا
وبركاته
(ثم أغلق الخط)
صعب جد ًا أن يُجمع من جديد
الكأس الذي ينكسر
ٌ
....
بقلم :زويتن عائشة /الجزائر
- 51 -
” -١٩رؤيتي ألوان هوسي"
أغرقتني بنار حبك ،كيف لشخص بأن يغرق بنار؟
رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك،
حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح،
َ
رميت قلبي ولم تبالي ،هجرت قلبي وتركتني أعاني،
َ
ماذا توجب عليَ أن أفعل ،أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن
قدميك!!
أسجد تحت
َ
ورفعت
أتعرف ،لم ولن أفعل هذا ،فقد تجه َر صوتيُ ،
قوة حنجرتي ،صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب
العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك .نعم أحببتُ َك،
نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي ،أخترتُ َك قبل نفسي،
ُ
ورفعتك فوق كرامتي ،باهلل
رميت ذاتي وكبريائي
و
َ
عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من
َ
أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ
َ
- 52 -
و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن
راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص،
ل ُكل من أعطى وتخلى ،ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني
ألحدهم ثقة بنفسه ،ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت
باأللف وأنتهت بالكاف ،أحبك اآلن ليست سوى داللة
لأللم....
بقلم :يقين محمد أنور كورديليا /األردن
نت وتينِي"
” -٢٠يا من ُك َ
ي
ب وعق ٍل فماذا َ
ي ،بروح ٍ وقل ٍ
بات لد ّ
أحببتُ َك ب ُكل مال َد ّ
؟ وصفتُ َك بوتيني الذي اذا أنقطع سُ ِلبت مني حياتي
ق الجحي ِم ،علقتني بتفاصي ِلك حتى
وماذا
فعلت َ
َ
أنت بح ِ
ُ
ظننت أنني في النعي ِم.
- 53 -
ُ
،فحاولت أن
،كسرت ُكل الوعو ِد
خذلتني ،حطمتني
َ
ُ
آنست قربك مني وأعتدت
أبقيك عندي بكل الجهود ،
سؤالك عني ...
كسرت زجاجة ثقتي !
يامن شغفتني حباً ها أنت ذا
َ
ُ
ُ
ُ
حفظت تفاصيل وجهك حتى
وعانيت ،.قد
بكيت
كم
كرهتها اليوم ،قرأت محادثاتك حتى كادت أن تُصبح
أذكاري قبل النوم...
ُ
ُ
ُ
أراك
كنت عندما
أوتيت من قوةٍ..
حبك ب ُكل ما
َ
رميت َ
يتحرك شيء ما بداخلي ،لكن ال تظن أنني تلك الفتاة
التي شغفتها حباً...
تزداد صرامتي وقوتي حين أتذكر كال ُمك الجارح
لست من مستواي وال تشبه فتـى احالمي "،
"أنت
َ
َ
أنك أخرجت مني أنثى قوية،
ليكن في
علمك يا سيدي َ
َ
فاتنة ،وقاتلة للقلوب الخائنة .سأشعرك بالند ِم وأسحق
غرورك الذي كان في القم ِم .أتذكر حين تضرعت الى
ُ
هللا ودعوتهُ
وكنت في أطهر بقعة على االرض،
ُ
ماكنت مغمضة العينين علي ِه
ليبشرني هللا ويُ ِريَني
- 54 -
ُ
شعرت بضيق في صدري
.وأنا على متن الطائرة
الأدري لما راودني هذا الشعور ،فتجاوزت شعوري
عندها،
ُ
ُ
رأيت ُكل أحبتي في أنتظاري
نزلت من الطائرة
وحين
أنك قد
انت وكانت هنا المفاجئة حينها أجزمت َ
إ ّال َ
تخليت عني.
ُ
ُ
فقررت
تغيرك عني
فهمت ُكل شيء والحظت
َ
األنسحاب دون معركة فأنا يا سيدي أجي ُد فن التجاهل
وال أحبذ الحربْ السيما في الحبْ ...
بقلم :ناريمان جالبي/الجزائر
” -٢١براعم يابسة “
فيصل طالب مجتهد ،نشأ في عائلة فقيرة ،دخلها
محدود ،تجمع قوتها من المزرعة التي ورثوها من
جدهم ،كان أبو فيصل رج ٌل كريم األصل ،محبوب في
- 55 -
القرية ،بذل جل جهد ِه كي يتعلم ابنهُ الوحيد ،ويكون
طبيباً ،في القرية التي تعاني من نقص في الخدمات
الطبية ،وأمهُ كانت طيبة القلب ،بشوشة الوجه ،كانت
تبذ ُل جهدها كي يكون أبنها متميزاً متفوقاً على أقران ِه،
وبعد أن أكمل األبتدائية ،ونجح في المرحلة األخيرة
من الثانوية ،حصل على معد ٍل أه َّله للقبول في كلية
الطب في عاصمة بلده ،ش ّد فيصل متاعهُ وحمل
مالبسهُ وبعض األشياء التي يحتاجها للذهاب إلى
المجمع الخاص بسكن الطالب القريب نوعاً ما من
مركز الجامعة .وصل فيصل إلى العاصمة ودخ َل إلى
المجمع السكني ورتب أغراض ِه ونام مع أقران ِه ،و
في صبيحة يوم مشمس ،كان أول يوم في بداية العام
نهض فيصل من نومهُ مبكر ًا ،تناول
الدراسي الجديد،
َ
فطورهُ ،ثم حم َل حقيبت ِه ،وأثناء سيره ُ إلى موقف
الحافلة الذي يقلهُ إلى الجامعة ،الحظ جلوس فتاة
معتدلة الطول ،ذات بشرة حنطية ،مرتفعة الخدين،
على وجهها سمات الوقار ،والحياء ،ما إن وقعت
عيني ِه في عينيها ،حتى أحس بتسرب شيء ما إلى
- 56 -
جوفهُ ،في لحظة سريعة المرور ،بطيئة األحاسيس،
تلك الفتاة ،كلما
شعر بوجود شيء ما يشده ُ ويجذبهُ إلى َ
حاول أن يشيح بنظره ُ عنها ،يجد نفسهُ بال وعي ٍ تلتفت
إليها ،وتلك الفتاة كانت كلما وقعت عيونهُ في عينيها
أطرقت رأسها خج ً
ال ،وبدت معالم الخجل والذهول
تسيطر على جميع تقاسيم وجهها .خالل برهة وإذا
بصوت محرك الحافلة الذي يق ُل الطالب إلى الجامعة
يقف ،وينفتح الباب كي يركب هو وهي إلى تلك
الحافلة ،كي يحثا ال ُخطا لبداية عام دراسي جديد،
ومرحلة جديدة من مراحل الصعود إلى قمم العلم ،
شاءت الصدف أن يجلسا معاً في نفس المقعد ،وكل
منها شعر بإرتباك وخجل ،و ُكل منها يحاول أن يبعد
ردة فعلهُ عن طريق النظر إلى الهتاف ،أو النظر إلى
الساعة ،كمحاولة للخروج من هذا الحالة التي يمران
بها ،وأثناء أرتباك الفتاة سقط منها القلم الذي كان في
يديها ،التقطهُ فيصل وقدمهُ لها ،أخذت الفتاة القلم من
يد ِه ب ُكل خجل مزلل لنفسها ،ونطقت كلمة (شكر ًا )
بصوت مختنق ال يكاد يُسمع .وما هي إال دقائق
- 57 -
معدودات ،لتقف الحافلة وبدأ الطالب بالنزول للذهاب
إلى كلياتهم ،نز َل فيصل من الحافلة ،وتبعتهُ الفتاة ،
أحس بأنها تمشي خلفهُ ،فبدأت خطواتهُ تكاد تتعثر،
فدخال بناية كلية الطب وتوجها إلى الصف المخصص
لطلبة المرحلة األولى ،وإذا بهما قد كانا في نفس القسم
وفي نفس الصف ،مضى اليوم األول والثاني والثالث
وتاله ُ االسبوع الثاني ،وكالهما يخشى أن يواجهُ
األخر ،يلتقيان صباحاً بنظرة بخيلة الثواني ،ونظرات
سريعة الزوال ،وكأنَ ُكل منهما يغترف من نظر
صاحبة غرفة يروي بها ظمأه ،لما تبقى من اليوم ،كي
يعودا إلى نفس المنوال الذي أعتادا علي ِه ،وفي الصف
حيث كانا يجلسان على مقربة من بعضهاُ ،كل منها
يشعر بأن موجة مغناطيسية تشده ُ إلى اآلخر ،في يوم
من األيام شاءت الصدف أن يكونا فيصل وتلك الفتاة
في مهمة إنجاز بحث مشترك ،ووقع االختيار عليهما،
هنا شعر كل منهما بصدمة وشعور ملئهُ الخجل،
والتردد ،،في اليوم التالي التقيا في مكتبة القسم كي
يقوما بإعداد البحث الموكل إليهما إنجازه ،جلياً على
- 58 -
مقربة من بعضهما البعض ،و ُكل منهما ينتظر األخر
أن يسلم أو يبادر في الحديث ،كانا االثنان مترددين،
والخجل يُغطي خديهما ،إلى أن حزم فيصل األمر
وسلم عليها ،فبادرت برد السالم ،ودار بينهما الحوار
حول البحث ،حتى شعرا بأرتياح لبعضهما ،فطلب
فيصل معرفة أسم الفتاة ،فقالت :ان اسمهما هو (
والدة) .فأصبح ينادي كل منهما اآلخر باسمهُ،
وتكررت الزيارة لمكتبة القسم ،وفي ُكل يوم بدأ
الخجل يتبخر شيئاً فشيئاً ،والكالم بدأ يأخذ مجراه ُ ب ُكل
سهولةٍ ،ويسر وارتياح ،في يوم من أيام ا
أنجاز البحث شعرا بتعب وجوع ،فبادر فيصل إلى أن
يطلب من والدة أن تأتي معهُ إلى الكافتريا الخاصة
بالقسم الذي كانا في ِه ،فما إن تناوال وجبة خفيفة وبدأت
معالم الجوع والتعب تتالشى ،بادر فيصل بالتعريف
عن نفس ِه وعن أهل ِه والقرية التي كان يعيش فيها مع
والدي ِه ،ثم بادر بسؤالها عن العالم الذي نشأت فيه –
والدة:-
- 59 -
فكانت هي األخرى البنت الوحيدة ،ألب يعمل مهندساً
في دائرة مرموقة ،وأمها تعمل طبيبة في مشفى
العاصمة ،وتعيش معها في بيت فخم يحي َط ب ِه سور
عا ٍل وحديقة واسعة ،هما شعر فيصل بهوةٍ بينهُ
وبينها ،بين عالمهُ وعالمها ،بين البيئة التي تربى فيها،
وبين البيئة التي تعيش والدة فيها ،فأسرها في نفس ِه ،
كانت والدة تحلم أن تكون طبيبة مشهورة تفتح مشفى
خاصاً باسمها وتحت رعايتها ،بعد أن تُكمل دراستها
في كلية الطب ،و كلما جلسا معًا كانت تطرح عليه
الفكرة بأن يكون هو معها في هذا الحلم الذي تطمح
الحصول علي ِه ،وكان فيصل يبدي لها قبول ِه وموافقت ِه
ب ُكل سرور وغبطة ،رغم أنهُ كان يتذكر حلم والده ُ بأن
يكون فيصل طبيباً في القرية يعالج أبناء قريت ِه .في
أول عطلة صيفية بعد نهاية العام الدراسي توادعا
االثنان ،وعاد فيصل قاف ً
ال إلى قريته كي يلتقي بأبيه
وأمهُ ،ويعود إلى قريت ِه التي أشتاقَ إلى أشجارها وإلى
زقزقة عصافيرها ،عبير هوائها ،وصل فيصل القرية
وأستقبلهُ أبوه ُ وأمهُ بالعناق والتقبيل ،ودموع الفرح
- 60 -
والبهجة تتقاطر من خدودهما فرحا بعودة أبنهما
الوحيد ،وأملهما الوحيد في هذه الحياة
بقلم :فاطمة جزاءان/
" -٢٢ضياااء"
أراقب ه ّمي الذي يكبر
أمام ناظري
ُ
أبديت أستيائي من
قربهُ مني حتى
أعتدتهُ !!..
حضنتهُ كأحد أطفالي
- 61 -
وأصبح ال يبيت إال
بصدري !! ..
ذكراك
بجانب
ِ
التي هجرتها صفح ًة
سواد الكحل في عيني
غ ّطى بياضها الذي
تلوث ب ِه شعر جسمي
ماض
واقتبسه
ٍ
وس ّطره حاضراً وربما
مستقب ً
ال ايضاً حتى
مماتي !! ..
و ّدعت أمنياتي حين
هاجرت مع أسراب
الطيور التي لم تعدني
بالرجوع !! ..
- 62 -
وبقيت هنا مع همي
أربي ِه ويربيني
مر بي غريب
وكلما ّ
نوى الدنو واالقتراب
ساءه ُ ما رأى
وأدار ظهره ُ مسرعاً
وروحهُ المشفقة تستدير
بحرقة الضمير الحي
لحالي !! ...
وهي تقول في قرارة
نفسها !!...
ليتنا آرواحاً ال تبالي
وبين ظالم الحياة
ومظلمة النفس
يُدق عنق قلبي
- 63 -
بمقصلة الزمن
الذي ال يقف عند
ذكرى وال يستعطفهُ
فقدان وعي عقلي
من شدة التحمل
والضغط
كحال جسدي
الذي يتر ّنح بين
شقاءٍ ...وفناء
يشتهي الحرية
من قيد الحزن
ويتمنى بصيص
ضيااااء
ولو القليل منك
ضياء
- 64 -
بقلم :مهند خالد الشعبان/سوريا
-٢٣
وعلى عادة أهل القرية كان أبن العم ال يتزوج إال من
بنات عم ِه ،فقام أبو فيصل بطرح الفكر على زوجت ِه،
كي تقوم هي األخرى بإخبار فيصل بضرورة عقد
قرانهُ على أبنة عم ِه التي لم تح ّظ بتعليمها الكامل ،بعد
أن أخبرت األمّ فيصل بالقصة ،أنتابهُ شعور قاتل،
وبدت عليه سمات اإلحباط والحزن والذهول ،شعرت
األم بذلك من خالل تقاسيم وجهه ،فأخبرها بأنهُ حالياً
يجب أن يجتاز مراحل دراستهُ في كلية الطب وبعدها،
يصبح طبيباً و سينظر في األمر ،حيث أبدى لها بأنهُ
ال يُريد أن ينشغل بما يشتت تركيزه ُ وأهتمامهُ
بدراستهُ ،أخذت األم الكالم ب ُكل فرح وأخبرت أباهُ،
- 65 -
فلم يستطع أن يفرض على أبنهُ الوحيد هذا األمر رغم
أن تقاليد القرية تحتم علي ِه ذلك ،إال أنهُ حاو َل أن يجد
عذر ًا يخرج ب ِه نفسهُ إذا ما سألهٌ سائل عن عدم عقد
قران أبنهُ فيصل البنة عمهُ ،وفي نفس الدوامة التي
كانت تدور بفيصل ،كانت والدة هي األخرى تُصارع
مع أهلها قضية الخطوبة التي حلت وبا ًال عليها ،إذ
تقدم أحد كبار المهندسين الذي يعمل مع والدها
لخطبتها ،وكان أبوها فرحاً بهذا الشيء ،فلما سمعت
والدة بهذا األمر أعلنت رفضها ،إال أن أباها كان
متمسكاً برأي ِه ،وأخبرها بأن رئيس المهندسين قد قطع
وعد ًا بأن يسمح لها أن تكمل دراستها ،دون أن يقف
بوجه طموحها ،هنا والدة لم تستطع أن تهرب من
األمر الواقع ،شعرت بضياع مستقبلها ومشاعرها،
فـفيصل ساكن في قلبها،و حلم الطفولة ينهش في
تفكيرها ،فبادرت إلى إخبار أمها بأن هناك طالباً معها
سيتقدم لخطبتها ،وبعد أن سردت والدة تفاصيل حياة
فيصل ،بدت على وجه أمها سمات اإلزدراء؛ فكيف
بهم أن يعطوا أبنتهم الوحيدة ألبن فالح في قرية نائية،
- 66 -
أبدت األم رفضها القاطع وشجبها لهذ ِه الفكرة،
وأخبرت والدة بأن هذا الكالم إذا ما سمعها أبوها
فسيكون غضبهُ شديد ًا عليها .هنا تالشت والدة وفقدت
األمل بالحياة ،وشعرت بأنطفاء ُكل األنوار في
وجهها ،وما هي إال أيام قليلة ،تخرج والدة من بيت
أبيها عروساً ،ودموع الحزن والفقد والضياع تُحرق
خديها ،وبعد أن أصبحت والدة في كنف زوجها،
وبعد مرور بعض األيام أخبرها بأنهُ قد تسرع
باعطاء وعده ُ لها بإكمال دراستهُ ،وإنهُ غير موافق
على أن تستمر في دراستها ،فهو ليس بحاجة لما
تتقاضاه من أجر لقاء ممارسة مهنة الطب متناسياً
الواجب اإلنساني الذي يكتنف هذه الوظيفة ،هذا ما
جعل والدة تشعر بأنها أصبحت جسد ًا مفارقاً
للروح...
عاد فيصل بعد أنقضاء العطلة ،والشوق يملىء قلبهُ،
تلك الفتاة التي شغلت
وعيونهُ تقدح حنيناً لرؤية والدة َ
لبّه ،وسكنت قلبهُ ,وعلى عادتهُ خرج للوقوف في
مكان أنتظار حافلة نقل الطالب على أمل أن يجد
- 67 -
والدة تقف كما عهدها في ُكل يوم من تلك األيام
السالفة ،إال أنهُ تفاجأة بعدم وجودها في ذلك المكان
الذي يُمثل نواة حبهما ،وبداية أنبالج نور سعادتهما،
ر َكب فيصل الحافلة واألفكار تتلجل ُج في ذاتهُ ،وبدا
منهار الروح ،مثقل األنفاس ،حتى وصل إلى الجامعة
،فبادر بالبحث عن والدة ،كـي يراها ويطمئن عليها،
إال أنهُ ُكلما التفت يمينا وشما ًال لم يَجدها ،فبادر إلى
سؤال بعض الزميالت اللواتي كانت والدة تلتقي
بهن ،فما إن سأل احدى الطالبات حتى أخبرتهُ ب ُكل ما
حصل ،في هذه اللحظة صرخت روحهُ صرخة مزقت
كل أضالعهُ ،لم يستطع أن يتمالك نفسهُ بدأت دموعهُ
تنساب من عيني ِه كغيوم الربيع ،أجهش باكياً منهاراً
ممزقاً مختنقاً ال يعرف إلى مـن ينظر ف ًكل ما حولهُ
يذكره ُ بوالدة بمشيتها ،وأبتسامتها ،حديثها ،وعطرها،
مات األمل في روحهُ وفقد لذة إكمال حلمهُ الذي الذي
كان يطمح إلي ِه ،شعر أنهُ خسر ُكل ما يملك بعد أن
خسر والدة ،التي تمثل له معيناً من الطموح واألمل ،
تعب شعر بحديثها راحة وأندفاعاً لألمام،
كان ُكلما َ
- 68 -
كانت تنتشلهُ حين يفقد األمل أو يتعب أو ينهار ،هنا
ضاع حلم فيصل وضاعت منهُ والدة ،و والدة هي
األخرى مات ال ُحلم في قلبها وليد ًا لم يَرى النور ولن
يرى الحزن والفرح ،لقد أختا َر ُك ً
ال منا اآلخر وال
أعلم لماذا هل لكي تُعذب قلبونا هكذا ؟ هل كانت
نهاية أقدرنا واضحة كمعاني أسماءنا؟
والدة....
كانت والدة عشقي وحزني معاً
أسمك يدل على أن هذا الشجو والشغف
فيصل كان
َ
واألمتزاح الذي بيني وبينك نهاي ُة فصال
ماذنب هذا الحب وماذنب أفئدتنا إن كنا لسنا من نس ٍل
أو قبيل ٍة أو جنسية واحدة
هل أجدادنا الذين وضعو هذه العادات لم يجتاح الحب
قلوبهم يوماً؟
أم مات حبي وقررو أن يقتلو حب أحفادهم قبل والدت ِه
؟
- 69 -
زفافي كان فرحاً لهم ولكن العزاء في جوفي ،جرحي
عميق كالورم الذي يتملك الجسد،
بقلم :فاطمة الزهراء المهدي/ليبيا
" _٢٤لعنة الحب"
ُهناك العديد من البشر أمثالي ينظرون للحب كالمطر
على الرغم من جمال ِه وعذوبت ِه تسقط تلك القطرات
على عينيك فتالمس قلبك وتلك الحسرة التي تخرج
مبعثرة بأحاسيس ومشاعر ..وهذه الخصالت المبللة
التي تُزين الخدود الحمراء و الشفتان التي ترتجفان
من شدة البرودة التي تحيط بعظامك ...الدفئ الذي
يغمرك بأنفاس شخص قريب منك تشعر في تلك
اللحظة بسعادة غامرة وتتمنى بقاء تلك اللحظة ..لكن
ستقع مريضاً علي ً
ال وتتحول تلك األحاسيس الجميلة
إلى نسخة من الجحيم ،ولكن قبل الموت الغشاء الذي
يحيط بعينك ...والدموع التي ُ
تشق طريقها من عينيك
- 70 -
،لتذكرك
قلبك الجريج
َ
على خدك الذبالن .ثم الى َ
ومهما حاولت ستبقى ذكريات تنشط الشعور بضياع
في عقلك وتفتح جروح قلبك
أتذكر كيف أخبرتني أنك لن ترى غيري ؟ ..وأنا ُ
قلت
لك أنهُ سيأتي يوم وتبتعد عني..قلت لي وقتها إن
َ
أخبرتك ستجد شخصاً
حصل لن أستطيع نسيانك و
َ
وقلت لي لكنني ال أريد
يجعلك تنساني وتتـناساني
َ
وأخبرتك سيأتي يوم وتتمنى ذلك أتعرف
نسيانك
َ
ِ
مالمضحك االن ؟
مباالتك
أحبك وال أرى غيرك وأجبرتني ال
أنا
َ
َ
فأنت موجود
عنك ولکن لم أستطع نسيانك
َ
باألبتعاد َ
في كل شيء وفي ك ِل مكان .وال أجد شيء أو
بك وال أريد ذلك فأنا
شخص يستطيع أيقاف تفكيري َ
معك هي التي تصبرني أما أنت
أعيش على ذكرياتي َ
ُ
؟
ُكل شيء قلتهُ
فعلت عكسهُ علقتني بك وأصبحت
َ
عشقك و قررت أن تبتعد ،أن تتجاهلني
أسيرة في
َ
- 71 -
حياتك وذاكرتك َ كأنني لم
بك ِل برودة محوتني من
َ
أحببت غيري و كسرت قلبي..
أكن موجودة
َ
ُ
ُ
عرفت أن المشكلة ليست فيه
كنت ألوم الحب ولكنني
أنما فينا أنا وأنت من شعرنا ب ِه ،لكن أفسدناه ُ ،في
لحظة ضعف أو وحدة تتم الخيانة وبلحظة ملل يتم
التخلي ،األصعب أنك ترى من رسمت معهُ أحالمك
وقفت معهُ في أصعب لحظاتهُ
وبادلتهُ
مشاعرك من
َ
َ
بتلك السهولة جراح لن تلتئم ،وقلب
عنك
َ
قام بالتخلي َ
ُمنكسر وال أعرف أن ُ
كنت سأنجو من هذا الشعور
فالحب لعنة هناك من يتخلص منهُ وهناك من يبقى
معهُ لألبد.....
بقلم :إبتسام وعد هللا
- 72 -
" -٢٥حب أتعبني "
نشعـر
ال ُحب كالرياح و نحن كاألشجار ال نراها لكن
ُ
بها ،فالحب يقلب ج ُل حياتنا ،يقلبها رأساً على عقب
كما حدث معي .
شخص عادي في حياتي نعرف بعضنا
كان مجرد
ٌ
البعض من بعيد فقط كوننا ندرس في نفس الثانوية ،
ُكنا مجرد شخصين عاديين ،لم ن ُكن نعرف ما تخبأه ُ
لنا األيام .
يومها ُ
كنت أبحث عن صديقتي ألراها تتكلم معهُ
كونها زميلتهُ ،فإتجهت نحوهما ،و بعدها سألني ما
إن ُ
كنت بخير كوني لم أره ُ منذ 9أشهر ،لم ألمحهُ
حتى ،و من ثم إنصرفت و معي صديقتي .لم أ ُكن.
أعرف أنها بداية قصتنا .
بعدها أصبحت أراه ُ بشكل مستمر ،و نتكلم قلي ً
ال
أحياناً يُمكن أن نقول أننا صـرنا مقربين ،بعدها
أصبحت ال شعر أبد ًا كيف نلتقي و ال كيف نتكلم ،
- 73 -
عندما نلمح بعضنا البعض يجب علينا التحدث .حدث
ُكل شيء بسرعة ،نلتقي نتلكم و نسأل عن إحوال
بعضنا البعض بشكل مستمر ،أصبحت ال أستطيع
أن أبقى يوماً واحد ًا دون التكلم معهُ ،فقد أصبح
صديقاً معي عبر الفيسبوك ،كان فع ً
ال شخص لطيف
جد ًا ،و ذو أخالق عالية و متربي ،ذلك هو طبعهُ
منذ أن عرفتهُ فهو غير متصنع و هذا أكثر شيء
يجذبني إلي ِه .المهم ،أصبح يسر ُد لي ما يقوم بفعل ِه
في أثناء يومه و يشكي لي همهُ و يحكي لي ما
يزعجهُ و أنا كذلك أيضاً دائماً ما أتكلم و أشكو لهُ
فنحل مشاكل بعضنا البعض و نحفز أيضاً على
ُ
تكلمت معهُ
الدراسة و اإلجتهاد في هذه الحياة ،فكلما
شعرت براحة كبيرة تتغلغل داخلي ُكنت أشعر
بالسعادة .ال يمضي يوم واحد دون أن نتكلم و ال نَ َم ُل
من المحادثات الطويلة أبد ًا .كان الجميع يضن أنه
تربطنا عالقة حب ،لكن ُكنا نتجاهل األمر و نضحك
أحياناُ أخرى عليهم ،شيئاً فشيئاً
ُ
أصبحت أشعر
- 74 -
فأصبحت حساسة إتجاهُُ ،
ُ
بمشاعر غريبة إتجاههُ
بـت
أهـتم ب ُكل األمور ...
ُكل األمور التي تتعلق ب ِه
أغار عليه نعم أغار من الفتيات التي يتكلمن معهُ ُ
كنت
أتمنى أن أكون أنا الوحيدة التي أتكلم معهُ و أراقب كل
تصرفاتهُ فأصبحت أهتم بكل التفاصيل المتعلقة ب ِه
.كنت ُ أالحظ عليه حتى هو بعض من عالمات
لقلبي شي ٌء ال يُنسى ،لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ ؟
أكنت ُمختلف عنهم؟
َ
- 37 -
َ
حدث ما ُ
كنت أخشاه ،أصابني اإلحباط من تكرار
لقد
ُ
سئمت من
نفس المشاهد ،تكرار الواقف ذاتها،
روحي التي تبقى حزينة طوال الوقت ،تُفكر شاردةً
ذهبت كما ذهبواُ ،كنت تعرف
بما حصل بها ،لقد
َ
مكان الطريق ،و مع ذلك أفلت بيدي كما فعلوا ُه ْم،
وأتركني ،
ال بأس لربما أرحل اليوم أو غد ًا أنا أيضاً ُ
لكنني لن أرجع من جديد ،سأبقى شي ٌء يُنسى.....
بقلم :نهى سامي الدويري/األردن
" -١٤إلى متى "....
لك كمجرد أمل عابر وفي
نظر َ
الـى متى سأبقى أ ُ
نت ا ٔ
قدومك ؟ ها
اللم بذات ِه .الى متى سأنتظر
َ
الحقيقة أ َ
- 38 -
االنتظار أتالشى مع مرور الوقت
أنا على مقعد ٕ
ذكراك تارة تمر بي وتارةً أخرى تغادرني بعد أن
تعذرني ،وتتساقط كل عهودي بأن أنسى فأخبرني
ا ٔ
وحبك
تفاصيلك تُالحقني كظلي ،
الن كيف أنسى ؟
َ
َ
يتزاحم في صدري !
يبدو أنني أنتظر المستحيل إلى متى سأنتظر ليتحقق
ذلك الحلم اللعين ؟
نك لن
كأنني أنتظر
عودتك وأعلم بيني وبين نفسي با ٔ َ
َ
تعود ! أجل لن تعود ،إلى متى ستبقى أمل وحلم
منك تعود بقلبي للحياة
مزيف ؟ أنتظر كلمة واحدة َ
ُ
لك
نك الحياة ُكلها وكأنني
عيش َ
بك أ َ
خلقت َ
وكا ٔ َ
نت وأ ُ
نت
ريدك أ َ
نت وأ َ
أ َ
أنت فقط....
إلى متى سيظل هذا العذاب داخلي في صدري ؟ يبدو
أنهُ ينمو بعد رحيلك أكثر فأكثر كالسرطان الذي يقتُلك
ببطئ ،الـى متى ستجعلتي أبكي ُكل ليلة أبكي وأنا
ليتك تعود ....
أناجي
بك ؟ َ
الرب َ
ُ
- 39 -
أيها الرب أرجعهُ لي أنفاسي تتقاطع مع ُكل كلمة
أكتبها ...إلـى متى سأبقى أ
لتلك
راقبك من بعيد ؟ تكتب َ
َ
وتتحدث مع أخرى ،تبتسم لهذ ِه وتعود للحديث مع
هذه ....
دعك من ُكل تلك ا ٔ
سوال!
َ
السئلة وأجب فقط عن هذا ٔ
هل ستبقى بعيد ًا ُكل البعد عني ؟ بسبب تافه أو أنهُ
مجرد عقاب سيمضي ؟
من أين تأتي بج ُل تلك القسوة ؟ أم بدل من يخلق قلبك
خلق حجر مكانهُ! صدقني لو سمع الحجر بكائي
منك أال تحن أيها
ووجعي
عليك لبكي لسوء حالي بد ًال َ
َ
الرجل ؟ ياصاحب القلب الجامد ،يا بارد الروح
نك
حبك سأنتظرك وأنا أعلم جيد ًا با ٔ َ
والقلب ،أنا حقاً أ َ
لن تعود وستبقى تلك الذكرى التي كادت أن تكون
عزائي....
بقلم :حواء الالفي المنسلي/ليبيا
- 40 -
" -١٥أحببته و لكن "
أحببتهُ ولكنهُ أحب كبريائهُ أكثر مني أحببتهُ ولكنهُ أراد
لمسي ورميّ ...
داس على كرامتي ...
أحببتهُ ولكنهُ َ
أحببتهُ ولكنهُ تزو َج ولم يهتم ألمري حتى رغم َ أنني
متيقنة بأنني أفضل ممن أرتبط بها ...
أحببتهُ ولكن هو من بادر بأول خطوة أوصلتنا الى ما
نحن عليه
أحببتهُ ،وأحببتهُ ،و وأحببتهُ
ُ
ُ
ذرفت دموعي
جنيت من هذا الحب غير أني
لكن ماذا
وأهمل ُ
ت دراستي لمدة .غير أنني أسهر مع الليل
أشرب كؤوس الخذل على نخب الخيانة ...
ُ
- 41 -
لكن ماذا االن؟!!
أأستسلم لتجربة فاشلة عشتها مع أحدهم ال يعرف كيف
يقدر نفسهُ وأنتظره ُ لكي يحبني؟ لكي يستعطفني؟
أأستسلم لمرحلة عشتها في حياتي علمتني الكثير من
الدروس
حب وقرار أتخذتهُ بسذاجة ،سذاجة في غير محلها ،
أتسائل أحياناً :أيحبني؟!
وأجيب على نفسي :يحبني!! ما هو الحب أص ً
ال أهو
أن ُ
وأنت تُكلم األخريات وفي الصباح تهرعُ ألي
تبيت
َ
أنك تهيمني.
باكياً وراجياً َ
أو أن تنظر خلس ًة الى ُكل فتاة عارية ومحتشمة ...
أحببتهُ ولكنهُ بذ ًل جهده ُ لكي يجعلني ُفتات من حطام
جدار صرمودي
لكن ماذا جني في األخير...
جنى أنهُ خس َر فتاة لم يحلم يوماً بأنهُ يمتلكها ،خس َر
شخصاً يميزه ُ من حروفهُ ...
- 42 -
تلك اللعبة التي
و اليوم أنا أشكر هللا ألني أنتهيت من َ
ُ
كنت ألعبها وال أعرف دوري فيها ...
ولكن ال بأس فما ضيعت إال ألحصل على ما أستحق
..فأن فكرة أن أبقى في المنتصف ال تعجبني فأما
الكمال أو الزوال ،لذلك أعتذر لنفسي عن ُكل
الخطوات التي خطيتها والمبادرات التي قدمتها
وأعتذر ألني أحببتُ َك
أحببتُ َك ولكن ...
بقلم :بلقيس برقاس /الجزائر
" -١٦في احضان الموت"
- 43 -
بعد ع ّدة سنوات من اإلنتظار و الشوق و الحرمان أتى
اليوم الموعود ،يوم زفافهُ بحبيبة قلبهُ و التي حارب
ال ُكل ألجلها .رجل عصابة يقع في الحب ألول مرة مع
مالك األرض مسماها،إستطاعت أن تسقطهُ فيها و بها
و لها،..قلبهُ لم ينبض إ ّال لها الوحيدة التي رأت ضعفهُ
...يوم آخر يمشي بإتجاهها يفتح باب تواجدها لتزداد
الشرايين في النبض ،قلبهُ يتوعدها بأنهُ لن يتوقف
نبضاً عنها حتى يخرج من قفصهُ و قضبان صدره ُ
.يقف هو ..يتوقف الزمن يُفتح فاههُ أندهاشاً و كم الق
مسماها عليها مالك األرض هي ،األبيض زادها
جما ًال شطر على شطر،اإلبتسامة التي تزين ُمحياها
ليقترب منها مسمياً منادياً عليها ،لصدره ضمها مكانك
سجنك حبيبتي وردد
قلبي يا هذه و قفصي الصدري
ِ
كلمات خَلقت ورد الجوري على وجهها لتزداد تسلطناً
على قلب ِه هو ،،فلترحمي فلترحميَّ ...قبل رأسها
لقدرها و كم رائعة هي قبلة الرأس.بكى سعادة،رئيس
عصابة بحد ذات ِه يبكي ألجل طفلة عجباً فيها،ككل مرة
تذكره ُبأنهُ بشري ايضاً لمدة أصبحت حاللهُ و لكن
- 44 -
لألسف القدر ضدهما فقد أحتضنت عروسهُ الموت
لتصعد الروح لموالها حصل إنفجار دُمر الزفاف و
ُقبضت األرواح.أنتفض هو مقبوضاً يبحث عنها و عن
أثر لها ليجدها بثوبها الذي كساه ُ الدم إحمرار ًا ،جثى
أمامها ليضع رأسها علي ِه سلطانة قلبهُ اآلن أمامه ُ
تلفظ آخر أنفاسها و كلماتها ،لتظلم الدنيا مجدد ًا غشاء
دموع أعاق رؤيت ِه من أخرجت قلبهُ للنور تغرق بين
أحضان الموت وال يفعل شيء .تتقدم يدها بعطف
لتلمسهُ أفاق من صدمت ِه للمساتها و أسمها يتردد بين
شفتيه فزعاً وهي تحاول طمأنت ِه لكن ماذا؟؟! ،
بين الموت و الحياة هي لم تجد األلفاظ مكانها قصة
حب تنازلت قبل بدايتها....
حكت األعين ما عجز اللسان عن نطق ِه فقد كانت جثة
هامدة تسبح في بركة دمائها مع حرقتها على نفسها و
زوجها فهي بالكاد متأكدة بأنهُ سيعود لما أخرجتهُ منه
و يا خوفها عليه أكثر من و نفسها رق حالها عليه
لينفجر باكياً ما كبتهُ ،و هي حتى في آخر أنفاسها و
تحاول أن تريحهُ مقلتي ِه تنشران انهار ًا بدل الدموع
- 45 -
كيف ال و قد يكون سبب وفاتها .ربما أنتقام أحدهم منهُ
و أخـذ عروسهُ !! .سلب الموت روحها بعد توصيتهُ
بالحفاظ على نفسه فداء ًا لها فقد ُحرق بحرقتها و فقد
روحهُ معها....
لعب القدر و أثبت نفسهُ فيهما" .الحب ليس لمجرد
دقيقة أم ثانية بل فداء إثنين لألبد"
بقلم :عبيد الشارف وصال/الجزائر
” -١٧رؤيتي ألوان هوسي"
أغرقتني بنار حبك ،كيف لشخص بأن يغرق بنار؟
رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك،
حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح،
َ
رميت قلبي ولم تبالي ،هجرت قلبي وتركتني أعاني،
َ
- 46 -
ماذا توجب عليَ أن أفعل ،أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن
قدميك!!
أسجد تحت
َ
ورفعت
أتعرف ،لم ولن أفعل هذا ،فقد تجه َر صوتيُ ،
قوة حنجرتي ،صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب
العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك .نعم أحببتُ َك،
نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي ،أخترتُ َك قبل نفسي،
ُ
ورفعتك فوق كرامتي ،باهلل
رميت ذاتي وكبريائي
و
َ
عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من
َ
أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ
َ
و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن
راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص،
ل ُكل من أعطى وتخلى ،ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني
ألحدهم ثقة بنفسه ،ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت
باأللف وأنتهت بالكاف ،أحبك اآلن ليست سوى داللة
لأللم....
بقلم :يقين محمد أنور كورديليا /األردن
- 47 -
" -١٨إتصال مجهـول"
رقم مجهول على الخط
مرحباً تفضل من معي ؟أولم تعلمي من أنا ؟!
ال سيدي عذر ًا و كأنك مخطـأ بالرقم ؟ت واعية و مثيرة لإلهتمام !
كم أصبح ِ
عفو ًا !! تكلم بكل وضوح من فضلك و إال
ُ
لست هنا اليوم للمشاجرة يا صغيرتي .
هو :ال ال
لك عذر ًا سامحيني على ُكل ما
أنا هنا فقط ألقول ِ
حص َل ،وعلى ُكل دمعة نزلت بسببي .....
رحيل :ثم بعد ....
هو :ال تكوني قاسية رجا ًء
- 48 -
رحيل :تكلم أو أغلق الخط من فضلك ال أمل ُك متسع
من الوقت
كلماتك بجفاف
ت ،أنني أشعر من خالل
هو :كم تغير ِ
ِ
و برودة...
أصبحت غريب
رحيل :أكيد وماذا أردت ؟ أتدري كم
َ
و ال يهمني أمرك َ مطلقاً ..
هو :لكن !!
رحيل ( :تقاطعهُ بصوت ضاحك ) ويحك ياهذا من
تُريد وماذا تريد لتكن على علم أن رحيل قد قمت
بتلك الرسالة ....
بدفنها َ
أعرفك هكذا
هو ( :بصوت يكا ُد يختفي ) أنا لم
ِ
تغيرت ِ كثيراً
قمت بتحطيم و
أنت َ
رحيل :قد قتلتني حينها يا هذا َ
ُ
أحببتك حينها ،
،لست نادمة ألنني
تمزيق ُكل شيء
َ
إستطعت
فقد كان لي درس مهم في هذه الحياة نعم ،
َ
حينها أن تُبكيني وأن تقهرني نعم ،كسرت و َحطمت
ج ُل أحالمي ....
- 49 -
لك شكراً
ياهذا قد جعلتني أتكلم كثير ًا ونسيت أن أقول َ
بفضلك
فـبفضلك قمت بتنظيم حياتي من جديد ،
َ
تعرفت على أناس جدد ..
ُ
لست مجردة من الخطأ أنا أيضاً قمت بإيذاء أشخاص
بسببك
آخرين
َ
أملك اآلن سر الحياة
ُ
ُ
أناملك تُغرد بعيد ًا
رأيت
فرحت كثيراً حين
هو :قد
ِ
ُ
ت تكسبين الوزن
كنت دائماً أشاهدك من بعيد ،كن ِ
ت بخير
أنك ،لس ِ
تارة ثم تفقدينهُ تارة أخرى أعلم ِ
وتفضلين التزام الصمت.
رحيل :ال الحمد و الشكر هلل على كل شيء إنني
بأحسن حال
هو :إحساسي ال يخذلني
مناقشتك أكثر يا هذا فقط اآلن إرحل
رحيل :ال أريد
َ
من حيث جئت وال تنظر خلفك فهذا الطريق مغلق
هو :لم أكمل ما جئت أخبرك ب ِه
- 50 -
من جديد عذر ًا وسامحيني فقد حاولت أن أكون مع
ُ
ُ
ووجدت نفسي أكذب
حاولت مراراً وتكرار ًا
أخرى
تلك الرسالة األخيرة
من جديد قد قمت
بإهانتك كثير ًا َ
ِ
لم أكن في قواي العقلية الكاملة تحايلت مراراً وتكرار ًا
ُ
ُ
وخنت عذر ًا ...
كذبت
معك
لم أكن صريح ِ
نسيانك لكن لم
ت عفيفة ،نقية ،طاهرة ،أردت
فأن ِ
ِ
أحبك
أستطع سامحيني و
ِ
هي :سنلتقي أذن في دار الحق حيث ال أحد يظلم ولن
يهين شخص آخر و السالم عليكم ورحمه هللا
وبركاته
(ثم أغلق الخط)
صعب جد ًا أن يُجمع من جديد
الكأس الذي ينكسر
ٌ
....
بقلم :زويتن عائشة /الجزائر
- 51 -
” -١٩رؤيتي ألوان هوسي"
أغرقتني بنار حبك ،كيف لشخص بأن يغرق بنار؟
رمدتني وقسمت على روحي بأن تتعذب بهواك،
حكمت على قلبي بالعشق المؤبد مع األلم الكاسح،
َ
رميت قلبي ولم تبالي ،هجرت قلبي وتركتني أعاني،
َ
ماذا توجب عليَ أن أفعل ،أظن بأنهُ لم يتبقى سوى أن
قدميك!!
أسجد تحت
َ
ورفعت
أتعرف ،لم ولن أفعل هذا ،فقد تجه َر صوتيُ ،
قوة حنجرتي ،صرخت بقوة آزرتي وناجيت رب
العباد بأن ينجيني من قيود هوسي بك .نعم أحببتُ َك،
نعم قدستُ َك ورفعتُ َك فوق مهجتي ،أخترتُ َك قبل نفسي،
ُ
ورفعتك فوق كرامتي ،باهلل
رميت ذاتي وكبريائي
و
َ
عليك ما الذي تبقى ألفعلهُ !؟ هل هذه نهاية ُكل من
َ
أحب بصدق؟ هل هذه نهاية ُكل من رمم معشوقهُ
َ
- 52 -
و ُكسر نفسهُ ألجله؟ هل هذه اآلخرة لروح ٍ بحثت عن
راحة لهاجس ُلبها؟ نعم هذه النهاية ل ُكل من أخلص،
ل ُكل من أعطى وتخلى ،ل ُكل من أهانَ نفس ِه ليبني
ألحدهم ثقة بنفسه ،ل ُكل من وثقَ وآمن بكلمة بدأت
باأللف وأنتهت بالكاف ،أحبك اآلن ليست سوى داللة
لأللم....
بقلم :يقين محمد أنور كورديليا /األردن
نت وتينِي"
” -٢٠يا من ُك َ
ي
ب وعق ٍل فماذا َ
ي ،بروح ٍ وقل ٍ
بات لد ّ
أحببتُ َك ب ُكل مال َد ّ
؟ وصفتُ َك بوتيني الذي اذا أنقطع سُ ِلبت مني حياتي
ق الجحي ِم ،علقتني بتفاصي ِلك حتى
وماذا
فعلت َ
َ
أنت بح ِ
ُ
ظننت أنني في النعي ِم.
- 53 -
ُ
،فحاولت أن
،كسرت ُكل الوعو ِد
خذلتني ،حطمتني
َ
ُ
آنست قربك مني وأعتدت
أبقيك عندي بكل الجهود ،
سؤالك عني ...
كسرت زجاجة ثقتي !
يامن شغفتني حباً ها أنت ذا
َ
ُ
ُ
ُ
حفظت تفاصيل وجهك حتى
وعانيت ،.قد
بكيت
كم
كرهتها اليوم ،قرأت محادثاتك حتى كادت أن تُصبح
أذكاري قبل النوم...
ُ
ُ
ُ
أراك
كنت عندما
أوتيت من قوةٍ..
حبك ب ُكل ما
َ
رميت َ
يتحرك شيء ما بداخلي ،لكن ال تظن أنني تلك الفتاة
التي شغفتها حباً...
تزداد صرامتي وقوتي حين أتذكر كال ُمك الجارح
لست من مستواي وال تشبه فتـى احالمي "،
"أنت
َ
َ
أنك أخرجت مني أنثى قوية،
ليكن في
علمك يا سيدي َ
َ
فاتنة ،وقاتلة للقلوب الخائنة .سأشعرك بالند ِم وأسحق
غرورك الذي كان في القم ِم .أتذكر حين تضرعت الى
ُ
هللا ودعوتهُ
وكنت في أطهر بقعة على االرض،
ُ
ماكنت مغمضة العينين علي ِه
ليبشرني هللا ويُ ِريَني
- 54 -
ُ
شعرت بضيق في صدري
.وأنا على متن الطائرة
الأدري لما راودني هذا الشعور ،فتجاوزت شعوري
عندها،
ُ
ُ
رأيت ُكل أحبتي في أنتظاري
نزلت من الطائرة
وحين
أنك قد
انت وكانت هنا المفاجئة حينها أجزمت َ
إ ّال َ
تخليت عني.
ُ
ُ
فقررت
تغيرك عني
فهمت ُكل شيء والحظت
َ
األنسحاب دون معركة فأنا يا سيدي أجي ُد فن التجاهل
وال أحبذ الحربْ السيما في الحبْ ...
بقلم :ناريمان جالبي/الجزائر
” -٢١براعم يابسة “
فيصل طالب مجتهد ،نشأ في عائلة فقيرة ،دخلها
محدود ،تجمع قوتها من المزرعة التي ورثوها من
جدهم ،كان أبو فيصل رج ٌل كريم األصل ،محبوب في
- 55 -
القرية ،بذل جل جهد ِه كي يتعلم ابنهُ الوحيد ،ويكون
طبيباً ،في القرية التي تعاني من نقص في الخدمات
الطبية ،وأمهُ كانت طيبة القلب ،بشوشة الوجه ،كانت
تبذ ُل جهدها كي يكون أبنها متميزاً متفوقاً على أقران ِه،
وبعد أن أكمل األبتدائية ،ونجح في المرحلة األخيرة
من الثانوية ،حصل على معد ٍل أه َّله للقبول في كلية
الطب في عاصمة بلده ،ش ّد فيصل متاعهُ وحمل
مالبسهُ وبعض األشياء التي يحتاجها للذهاب إلى
المجمع الخاص بسكن الطالب القريب نوعاً ما من
مركز الجامعة .وصل فيصل إلى العاصمة ودخ َل إلى
المجمع السكني ورتب أغراض ِه ونام مع أقران ِه ،و
في صبيحة يوم مشمس ،كان أول يوم في بداية العام
نهض فيصل من نومهُ مبكر ًا ،تناول
الدراسي الجديد،
َ
فطورهُ ،ثم حم َل حقيبت ِه ،وأثناء سيره ُ إلى موقف
الحافلة الذي يقلهُ إلى الجامعة ،الحظ جلوس فتاة
معتدلة الطول ،ذات بشرة حنطية ،مرتفعة الخدين،
على وجهها سمات الوقار ،والحياء ،ما إن وقعت
عيني ِه في عينيها ،حتى أحس بتسرب شيء ما إلى
- 56 -
جوفهُ ،في لحظة سريعة المرور ،بطيئة األحاسيس،
تلك الفتاة ،كلما
شعر بوجود شيء ما يشده ُ ويجذبهُ إلى َ
حاول أن يشيح بنظره ُ عنها ،يجد نفسهُ بال وعي ٍ تلتفت
إليها ،وتلك الفتاة كانت كلما وقعت عيونهُ في عينيها
أطرقت رأسها خج ً
ال ،وبدت معالم الخجل والذهول
تسيطر على جميع تقاسيم وجهها .خالل برهة وإذا
بصوت محرك الحافلة الذي يق ُل الطالب إلى الجامعة
يقف ،وينفتح الباب كي يركب هو وهي إلى تلك
الحافلة ،كي يحثا ال ُخطا لبداية عام دراسي جديد،
ومرحلة جديدة من مراحل الصعود إلى قمم العلم ،
شاءت الصدف أن يجلسا معاً في نفس المقعد ،وكل
منها شعر بإرتباك وخجل ،و ُكل منها يحاول أن يبعد
ردة فعلهُ عن طريق النظر إلى الهتاف ،أو النظر إلى
الساعة ،كمحاولة للخروج من هذا الحالة التي يمران
بها ،وأثناء أرتباك الفتاة سقط منها القلم الذي كان في
يديها ،التقطهُ فيصل وقدمهُ لها ،أخذت الفتاة القلم من
يد ِه ب ُكل خجل مزلل لنفسها ،ونطقت كلمة (شكر ًا )
بصوت مختنق ال يكاد يُسمع .وما هي إال دقائق
- 57 -
معدودات ،لتقف الحافلة وبدأ الطالب بالنزول للذهاب
إلى كلياتهم ،نز َل فيصل من الحافلة ،وتبعتهُ الفتاة ،
أحس بأنها تمشي خلفهُ ،فبدأت خطواتهُ تكاد تتعثر،
فدخال بناية كلية الطب وتوجها إلى الصف المخصص
لطلبة المرحلة األولى ،وإذا بهما قد كانا في نفس القسم
وفي نفس الصف ،مضى اليوم األول والثاني والثالث
وتاله ُ االسبوع الثاني ،وكالهما يخشى أن يواجهُ
األخر ،يلتقيان صباحاً بنظرة بخيلة الثواني ،ونظرات
سريعة الزوال ،وكأنَ ُكل منهما يغترف من نظر
صاحبة غرفة يروي بها ظمأه ،لما تبقى من اليوم ،كي
يعودا إلى نفس المنوال الذي أعتادا علي ِه ،وفي الصف
حيث كانا يجلسان على مقربة من بعضهاُ ،كل منها
يشعر بأن موجة مغناطيسية تشده ُ إلى اآلخر ،في يوم
من األيام شاءت الصدف أن يكونا فيصل وتلك الفتاة
في مهمة إنجاز بحث مشترك ،ووقع االختيار عليهما،
هنا شعر كل منهما بصدمة وشعور ملئهُ الخجل،
والتردد ،،في اليوم التالي التقيا في مكتبة القسم كي
يقوما بإعداد البحث الموكل إليهما إنجازه ،جلياً على
- 58 -
مقربة من بعضهما البعض ،و ُكل منهما ينتظر األخر
أن يسلم أو يبادر في الحديث ،كانا االثنان مترددين،
والخجل يُغطي خديهما ،إلى أن حزم فيصل األمر
وسلم عليها ،فبادرت برد السالم ،ودار بينهما الحوار
حول البحث ،حتى شعرا بأرتياح لبعضهما ،فطلب
فيصل معرفة أسم الفتاة ،فقالت :ان اسمهما هو (
والدة) .فأصبح ينادي كل منهما اآلخر باسمهُ،
وتكررت الزيارة لمكتبة القسم ،وفي ُكل يوم بدأ
الخجل يتبخر شيئاً فشيئاً ،والكالم بدأ يأخذ مجراه ُ ب ُكل
سهولةٍ ،ويسر وارتياح ،في يوم من أيام ا
أنجاز البحث شعرا بتعب وجوع ،فبادر فيصل إلى أن
يطلب من والدة أن تأتي معهُ إلى الكافتريا الخاصة
بالقسم الذي كانا في ِه ،فما إن تناوال وجبة خفيفة وبدأت
معالم الجوع والتعب تتالشى ،بادر فيصل بالتعريف
عن نفس ِه وعن أهل ِه والقرية التي كان يعيش فيها مع
والدي ِه ،ثم بادر بسؤالها عن العالم الذي نشأت فيه –
والدة:-
- 59 -
فكانت هي األخرى البنت الوحيدة ،ألب يعمل مهندساً
في دائرة مرموقة ،وأمها تعمل طبيبة في مشفى
العاصمة ،وتعيش معها في بيت فخم يحي َط ب ِه سور
عا ٍل وحديقة واسعة ،هما شعر فيصل بهوةٍ بينهُ
وبينها ،بين عالمهُ وعالمها ،بين البيئة التي تربى فيها،
وبين البيئة التي تعيش والدة فيها ،فأسرها في نفس ِه ،
كانت والدة تحلم أن تكون طبيبة مشهورة تفتح مشفى
خاصاً باسمها وتحت رعايتها ،بعد أن تُكمل دراستها
في كلية الطب ،و كلما جلسا معًا كانت تطرح عليه
الفكرة بأن يكون هو معها في هذا الحلم الذي تطمح
الحصول علي ِه ،وكان فيصل يبدي لها قبول ِه وموافقت ِه
ب ُكل سرور وغبطة ،رغم أنهُ كان يتذكر حلم والده ُ بأن
يكون فيصل طبيباً في القرية يعالج أبناء قريت ِه .في
أول عطلة صيفية بعد نهاية العام الدراسي توادعا
االثنان ،وعاد فيصل قاف ً
ال إلى قريته كي يلتقي بأبيه
وأمهُ ،ويعود إلى قريت ِه التي أشتاقَ إلى أشجارها وإلى
زقزقة عصافيرها ،عبير هوائها ،وصل فيصل القرية
وأستقبلهُ أبوه ُ وأمهُ بالعناق والتقبيل ،ودموع الفرح
- 60 -
والبهجة تتقاطر من خدودهما فرحا بعودة أبنهما
الوحيد ،وأملهما الوحيد في هذه الحياة
بقلم :فاطمة جزاءان/
" -٢٢ضياااء"
أراقب ه ّمي الذي يكبر
أمام ناظري
ُ
أبديت أستيائي من
قربهُ مني حتى
أعتدتهُ !!..
حضنتهُ كأحد أطفالي
- 61 -
وأصبح ال يبيت إال
بصدري !! ..
ذكراك
بجانب
ِ
التي هجرتها صفح ًة
سواد الكحل في عيني
غ ّطى بياضها الذي
تلوث ب ِه شعر جسمي
ماض
واقتبسه
ٍ
وس ّطره حاضراً وربما
مستقب ً
ال ايضاً حتى
مماتي !! ..
و ّدعت أمنياتي حين
هاجرت مع أسراب
الطيور التي لم تعدني
بالرجوع !! ..
- 62 -
وبقيت هنا مع همي
أربي ِه ويربيني
مر بي غريب
وكلما ّ
نوى الدنو واالقتراب
ساءه ُ ما رأى
وأدار ظهره ُ مسرعاً
وروحهُ المشفقة تستدير
بحرقة الضمير الحي
لحالي !! ...
وهي تقول في قرارة
نفسها !!...
ليتنا آرواحاً ال تبالي
وبين ظالم الحياة
ومظلمة النفس
يُدق عنق قلبي
- 63 -
بمقصلة الزمن
الذي ال يقف عند
ذكرى وال يستعطفهُ
فقدان وعي عقلي
من شدة التحمل
والضغط
كحال جسدي
الذي يتر ّنح بين
شقاءٍ ...وفناء
يشتهي الحرية
من قيد الحزن
ويتمنى بصيص
ضيااااء
ولو القليل منك
ضياء
- 64 -
بقلم :مهند خالد الشعبان/سوريا
-٢٣
وعلى عادة أهل القرية كان أبن العم ال يتزوج إال من
بنات عم ِه ،فقام أبو فيصل بطرح الفكر على زوجت ِه،
كي تقوم هي األخرى بإخبار فيصل بضرورة عقد
قرانهُ على أبنة عم ِه التي لم تح ّظ بتعليمها الكامل ،بعد
أن أخبرت األمّ فيصل بالقصة ،أنتابهُ شعور قاتل،
وبدت عليه سمات اإلحباط والحزن والذهول ،شعرت
األم بذلك من خالل تقاسيم وجهه ،فأخبرها بأنهُ حالياً
يجب أن يجتاز مراحل دراستهُ في كلية الطب وبعدها،
يصبح طبيباً و سينظر في األمر ،حيث أبدى لها بأنهُ
ال يُريد أن ينشغل بما يشتت تركيزه ُ وأهتمامهُ
بدراستهُ ،أخذت األم الكالم ب ُكل فرح وأخبرت أباهُ،
- 65 -
فلم يستطع أن يفرض على أبنهُ الوحيد هذا األمر رغم
أن تقاليد القرية تحتم علي ِه ذلك ،إال أنهُ حاو َل أن يجد
عذر ًا يخرج ب ِه نفسهُ إذا ما سألهٌ سائل عن عدم عقد
قران أبنهُ فيصل البنة عمهُ ،وفي نفس الدوامة التي
كانت تدور بفيصل ،كانت والدة هي األخرى تُصارع
مع أهلها قضية الخطوبة التي حلت وبا ًال عليها ،إذ
تقدم أحد كبار المهندسين الذي يعمل مع والدها
لخطبتها ،وكان أبوها فرحاً بهذا الشيء ،فلما سمعت
والدة بهذا األمر أعلنت رفضها ،إال أن أباها كان
متمسكاً برأي ِه ،وأخبرها بأن رئيس المهندسين قد قطع
وعد ًا بأن يسمح لها أن تكمل دراستها ،دون أن يقف
بوجه طموحها ،هنا والدة لم تستطع أن تهرب من
األمر الواقع ،شعرت بضياع مستقبلها ومشاعرها،
فـفيصل ساكن في قلبها،و حلم الطفولة ينهش في
تفكيرها ،فبادرت إلى إخبار أمها بأن هناك طالباً معها
سيتقدم لخطبتها ،وبعد أن سردت والدة تفاصيل حياة
فيصل ،بدت على وجه أمها سمات اإلزدراء؛ فكيف
بهم أن يعطوا أبنتهم الوحيدة ألبن فالح في قرية نائية،
- 66 -
أبدت األم رفضها القاطع وشجبها لهذ ِه الفكرة،
وأخبرت والدة بأن هذا الكالم إذا ما سمعها أبوها
فسيكون غضبهُ شديد ًا عليها .هنا تالشت والدة وفقدت
األمل بالحياة ،وشعرت بأنطفاء ُكل األنوار في
وجهها ،وما هي إال أيام قليلة ،تخرج والدة من بيت
أبيها عروساً ،ودموع الحزن والفقد والضياع تُحرق
خديها ،وبعد أن أصبحت والدة في كنف زوجها،
وبعد مرور بعض األيام أخبرها بأنهُ قد تسرع
باعطاء وعده ُ لها بإكمال دراستهُ ،وإنهُ غير موافق
على أن تستمر في دراستها ،فهو ليس بحاجة لما
تتقاضاه من أجر لقاء ممارسة مهنة الطب متناسياً
الواجب اإلنساني الذي يكتنف هذه الوظيفة ،هذا ما
جعل والدة تشعر بأنها أصبحت جسد ًا مفارقاً
للروح...
عاد فيصل بعد أنقضاء العطلة ،والشوق يملىء قلبهُ،
تلك الفتاة التي شغلت
وعيونهُ تقدح حنيناً لرؤية والدة َ
لبّه ،وسكنت قلبهُ ,وعلى عادتهُ خرج للوقوف في
مكان أنتظار حافلة نقل الطالب على أمل أن يجد
- 67 -
والدة تقف كما عهدها في ُكل يوم من تلك األيام
السالفة ،إال أنهُ تفاجأة بعدم وجودها في ذلك المكان
الذي يُمثل نواة حبهما ،وبداية أنبالج نور سعادتهما،
ر َكب فيصل الحافلة واألفكار تتلجل ُج في ذاتهُ ،وبدا
منهار الروح ،مثقل األنفاس ،حتى وصل إلى الجامعة
،فبادر بالبحث عن والدة ،كـي يراها ويطمئن عليها،
إال أنهُ ُكلما التفت يمينا وشما ًال لم يَجدها ،فبادر إلى
سؤال بعض الزميالت اللواتي كانت والدة تلتقي
بهن ،فما إن سأل احدى الطالبات حتى أخبرتهُ ب ُكل ما
حصل ،في هذه اللحظة صرخت روحهُ صرخة مزقت
كل أضالعهُ ،لم يستطع أن يتمالك نفسهُ بدأت دموعهُ
تنساب من عيني ِه كغيوم الربيع ،أجهش باكياً منهاراً
ممزقاً مختنقاً ال يعرف إلى مـن ينظر ف ًكل ما حولهُ
يذكره ُ بوالدة بمشيتها ،وأبتسامتها ،حديثها ،وعطرها،
مات األمل في روحهُ وفقد لذة إكمال حلمهُ الذي الذي
كان يطمح إلي ِه ،شعر أنهُ خسر ُكل ما يملك بعد أن
خسر والدة ،التي تمثل له معيناً من الطموح واألمل ،
تعب شعر بحديثها راحة وأندفاعاً لألمام،
كان ُكلما َ
- 68 -
كانت تنتشلهُ حين يفقد األمل أو يتعب أو ينهار ،هنا
ضاع حلم فيصل وضاعت منهُ والدة ،و والدة هي
األخرى مات ال ُحلم في قلبها وليد ًا لم يَرى النور ولن
يرى الحزن والفرح ،لقد أختا َر ُك ً
ال منا اآلخر وال
أعلم لماذا هل لكي تُعذب قلبونا هكذا ؟ هل كانت
نهاية أقدرنا واضحة كمعاني أسماءنا؟
والدة....
كانت والدة عشقي وحزني معاً
أسمك يدل على أن هذا الشجو والشغف
فيصل كان
َ
واألمتزاح الذي بيني وبينك نهاي ُة فصال
ماذنب هذا الحب وماذنب أفئدتنا إن كنا لسنا من نس ٍل
أو قبيل ٍة أو جنسية واحدة
هل أجدادنا الذين وضعو هذه العادات لم يجتاح الحب
قلوبهم يوماً؟
أم مات حبي وقررو أن يقتلو حب أحفادهم قبل والدت ِه
؟
- 69 -
زفافي كان فرحاً لهم ولكن العزاء في جوفي ،جرحي
عميق كالورم الذي يتملك الجسد،
بقلم :فاطمة الزهراء المهدي/ليبيا
" _٢٤لعنة الحب"
ُهناك العديد من البشر أمثالي ينظرون للحب كالمطر
على الرغم من جمال ِه وعذوبت ِه تسقط تلك القطرات
على عينيك فتالمس قلبك وتلك الحسرة التي تخرج
مبعثرة بأحاسيس ومشاعر ..وهذه الخصالت المبللة
التي تُزين الخدود الحمراء و الشفتان التي ترتجفان
من شدة البرودة التي تحيط بعظامك ...الدفئ الذي
يغمرك بأنفاس شخص قريب منك تشعر في تلك
اللحظة بسعادة غامرة وتتمنى بقاء تلك اللحظة ..لكن
ستقع مريضاً علي ً
ال وتتحول تلك األحاسيس الجميلة
إلى نسخة من الجحيم ،ولكن قبل الموت الغشاء الذي
يحيط بعينك ...والدموع التي ُ
تشق طريقها من عينيك
- 70 -
،لتذكرك
قلبك الجريج
َ
على خدك الذبالن .ثم الى َ
ومهما حاولت ستبقى ذكريات تنشط الشعور بضياع
في عقلك وتفتح جروح قلبك
أتذكر كيف أخبرتني أنك لن ترى غيري ؟ ..وأنا ُ
قلت
لك أنهُ سيأتي يوم وتبتعد عني..قلت لي وقتها إن
َ
أخبرتك ستجد شخصاً
حصل لن أستطيع نسيانك و
َ
وقلت لي لكنني ال أريد
يجعلك تنساني وتتـناساني
َ
وأخبرتك سيأتي يوم وتتمنى ذلك أتعرف
نسيانك
َ
ِ
مالمضحك االن ؟
مباالتك
أحبك وال أرى غيرك وأجبرتني ال
أنا
َ
َ
فأنت موجود
عنك ولکن لم أستطع نسيانك
َ
باألبتعاد َ
في كل شيء وفي ك ِل مكان .وال أجد شيء أو
بك وال أريد ذلك فأنا
شخص يستطيع أيقاف تفكيري َ
معك هي التي تصبرني أما أنت
أعيش على ذكرياتي َ
ُ
؟
ُكل شيء قلتهُ
فعلت عكسهُ علقتني بك وأصبحت
َ
عشقك و قررت أن تبتعد ،أن تتجاهلني
أسيرة في
َ
- 71 -
حياتك وذاكرتك َ كأنني لم
بك ِل برودة محوتني من
َ
أحببت غيري و كسرت قلبي..
أكن موجودة
َ
ُ
ُ
عرفت أن المشكلة ليست فيه
كنت ألوم الحب ولكنني
أنما فينا أنا وأنت من شعرنا ب ِه ،لكن أفسدناه ُ ،في
لحظة ضعف أو وحدة تتم الخيانة وبلحظة ملل يتم
التخلي ،األصعب أنك ترى من رسمت معهُ أحالمك
وقفت معهُ في أصعب لحظاتهُ
وبادلتهُ
مشاعرك من
َ
َ
بتلك السهولة جراح لن تلتئم ،وقلب
عنك
َ
قام بالتخلي َ
ُمنكسر وال أعرف أن ُ
كنت سأنجو من هذا الشعور
فالحب لعنة هناك من يتخلص منهُ وهناك من يبقى
معهُ لألبد.....
بقلم :إبتسام وعد هللا
- 72 -
" -٢٥حب أتعبني "
نشعـر
ال ُحب كالرياح و نحن كاألشجار ال نراها لكن
ُ
بها ،فالحب يقلب ج ُل حياتنا ،يقلبها رأساً على عقب
كما حدث معي .
شخص عادي في حياتي نعرف بعضنا
كان مجرد
ٌ
البعض من بعيد فقط كوننا ندرس في نفس الثانوية ،
ُكنا مجرد شخصين عاديين ،لم ن ُكن نعرف ما تخبأه ُ
لنا األيام .
يومها ُ
كنت أبحث عن صديقتي ألراها تتكلم معهُ
كونها زميلتهُ ،فإتجهت نحوهما ،و بعدها سألني ما
إن ُ
كنت بخير كوني لم أره ُ منذ 9أشهر ،لم ألمحهُ
حتى ،و من ثم إنصرفت و معي صديقتي .لم أ ُكن.
أعرف أنها بداية قصتنا .
بعدها أصبحت أراه ُ بشكل مستمر ،و نتكلم قلي ً
ال
أحياناً يُمكن أن نقول أننا صـرنا مقربين ،بعدها
أصبحت ال شعر أبد ًا كيف نلتقي و ال كيف نتكلم ،
- 73 -
عندما نلمح بعضنا البعض يجب علينا التحدث .حدث
ُكل شيء بسرعة ،نلتقي نتلكم و نسأل عن إحوال
بعضنا البعض بشكل مستمر ،أصبحت ال أستطيع
أن أبقى يوماً واحد ًا دون التكلم معهُ ،فقد أصبح
صديقاً معي عبر الفيسبوك ،كان فع ً
ال شخص لطيف
جد ًا ،و ذو أخالق عالية و متربي ،ذلك هو طبعهُ
منذ أن عرفتهُ فهو غير متصنع و هذا أكثر شيء
يجذبني إلي ِه .المهم ،أصبح يسر ُد لي ما يقوم بفعل ِه
في أثناء يومه و يشكي لي همهُ و يحكي لي ما
يزعجهُ و أنا كذلك أيضاً دائماً ما أتكلم و أشكو لهُ
فنحل مشاكل بعضنا البعض و نحفز أيضاً على
ُ
تكلمت معهُ
الدراسة و اإلجتهاد في هذه الحياة ،فكلما
شعرت براحة كبيرة تتغلغل داخلي ُكنت أشعر
بالسعادة .ال يمضي يوم واحد دون أن نتكلم و ال نَ َم ُل
من المحادثات الطويلة أبد ًا .كان الجميع يضن أنه
تربطنا عالقة حب ،لكن ُكنا نتجاهل األمر و نضحك
أحياناُ أخرى عليهم ،شيئاً فشيئاً
ُ
أصبحت أشعر
- 74 -
فأصبحت حساسة إتجاهُُ ،
ُ
بمشاعر غريبة إتجاههُ
بـت
أهـتم ب ُكل األمور ...
ُكل األمور التي تتعلق ب ِه
أغار عليه نعم أغار من الفتيات التي يتكلمن معهُ ُ
كنت
أتمنى أن أكون أنا الوحيدة التي أتكلم معهُ و أراقب كل
تصرفاتهُ فأصبحت أهتم بكل التفاصيل المتعلقة ب ِه
.كنت ُ أالحظ عليه حتى هو بعض من عالمات